|
هكذا تخسر أمريكا..!!
|
صدمتني تلك المشاهد من جديد، مثلي في ذلك مثلكم..
بل أقول: إنها أحزنتني وأبكتني..
ولم تترك لي تلك المشاهد المؤلمة أي فرصة للتبرير أو تلمُّس الأعذار لمن اعتدى وتجبَّر.
***
كانت الصور ناطقة ومعبِّرة بما يكفي للتأكيد على غياب إنسانية المعتدي أمريكياً كان أو بريطانياً..
وكأنِّي بهذه الصور تصرخ: أين حقوق الإنسان التي تدَّعونها وتبشِّرون بها..
بينما يصل الحقد والكراهية في سلوككم هذا الحد من التعدِّي على حقوق الإنسان؟!.
هكذا رأينا بعض ما يفعله السجَّان في السجناء العراقيين..
تعذيب وحشي لا يمكن أن يصدق به المرء لولا ما عرضته محطات التلفزة بالعالم..
وممارسات لا أخلاقية لا يقدم عليها إلا مَن فقد التربية والسلوك الطيِّب والأخلاق الحميدة.
***
إنها حقوق المرء، هكذا تُمتهن بلا خوف أو خجل أو وازعٍ من ضمير..
ويبقى العالم أمام مشاهدها متفرِّجاً وخائفاً من أن يقول كلمة الحق في ممارسات تلك الوحوش الآدمية؛ لأن هؤلاء أمريكيون وبريطانيون، ولا بدَّ من السمع والطاعة والقبول بكلامهم وتصرُّفاتهم حتى وإن بلغ حد الاعتداء الوحشي على السجناء.
***
والأسوأ أن يقول المعتدي: إننا على علم بذلك، وإنه ما كان ينبغي أن تُعرض هذه الصور حتى لا تثير حفيظة مَن يشاهدها..
والأسوأ أيضاً أن يقول المعتدي: إن ذلك تصرُّف فردي، ثم لا يعاقب هذا الفرد أو ذاك، ولا تعتذر الدولة عن هذا العمل المشين..
والأسوأ أكثر وأكثر أن تتعامل الحكومة العراقية مع هذه الممارسات بحق رعاياها بهذه الليونة والمرونة، وبما يوحي بعدم احتجاجها على ما جرى.
***
إن ما يجري في العراق، في سجون العراق تحديداً، وعلى امتداد ترابه مأساة بحق..
وإن تاريخاً يمر به الآن هذا الوطن العربي المسلم الجريح ربما كان أسوأ تاريخ عاشه ومرَّ به في جميع حقبه وأنظمته، بفعل العقلية التي تدير بها الولايات المتحدة الأمريكية العراق المحتل..
والغريب أن يصر المحتل على البقاء في العراق، وفرض همينته بالحديد والنار.
***
لقد آن الأوان لتكف هذه القوى عن وصايتها على العراق..
وأن تسارع بالانسحاب من أرض الرافدين..
مع مزيد وكثير من الاعتذارات وإبداء الأسف على ما فعلته بالعراق والعراقيين..
وفي هذا حقن للدماء التي تشهدها شوارع العراق صباح مساء.
***
فالعراق بأبنائه قادر على أن يحكم نفسه بنفسه دون تدخل من الخارج..
وعلى تنظيم مؤسساته، وحفظ أمنه، والتوصل بالحوار إلى ما يعزِّز وحدته الوطنية..
وهو غنيٌّ بنفسه وبرجالاته عن أن يعتمد على المحتل في توجيه سياساته وبناء مستقبله الجديد.
***
وأمريكا أحوج ما تكون إلى حفظ حياة جنودها الذين يتساقطون يومياً كأهداف سهلة أمام العراقيين..
بلا مبرِّر أو مصلحة أو هدف مقنع، فضلاً عن أن نتائج التغيير الذي حدث لم تتبلور بعد، حتى يمكن الحكم له أو عليه، والسبب أفكار بليمر ومخططاته لما كان يقول إنها الطريق لبناء دولة ديموقراطية وحرة وتحترم حقوق الإنسان في العراق.
***
هل أقول لكم: إن الصور التي شاهدناها عن معاملة السجناء العراقيين لا تنم عن حب أمريكي أو بريطاني للعراق..
وأنها تبدو شاهداً على أن العراق يمر بمرحلة صعبة، وأن التخلُّص من تداعياتها سيكون صعباً، وستطول معاناة العراقيين مع آثارها النفسية فيما بينهم كعراقيين بعد رحيل المحتل؟!.
خالد المالك
|
|
|
إنفلونزا الطيور هل أصبح الخطر على الأبواب ؟
|
* شعبان مصطفى قزامل
يعتقد العلماء أن استئصال فيروس إنفلونزا الطيور المميت سوف يستغرق سنوات عديدة، وأن ذلك سيسبب خسارة أكبر في الأرواح عما سببه (سارس). وقد حذرت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة من أن إنفلونزا الطيور ستظل تهديداً لحياة الحيوانات والبشر في المستقبل القريب، وأنه إذا تبدل الفيروس (إتش5 إن1) ليتأقلم مع الإنسان، يمكن أن يقضي على سبعة أو عشرة أو خمسين بل مئة مليون شخص وفقاً للسيناريوهات واستناداً إلى منظمة الصحة العالمية. وقالت منظمة صحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في بيان مشترك: إن الفيروس المسبب للمرض مستمر في الانتشار في شرق آسيا، وحثت الحكومات على اتخاذ المزيد من الإجراءات.
ومع أن السلطات المحلية في كل الدول أخذت احتياطاتها، إلا أن هذه الاحتياطات قد لا تكون فاعلة بنسبة مئة في المئة، والسبب أن إنفلونزا الطيور ليست كالطاعون الذي يمكن حصاره بالحجر الصحي ومنع التنقل.
الموضوع إذاً جدي، ولا يحتمل الإهمال أو التقصير، لا نقول إننا يجب أن ننشر الفزع بين الناس، ولكن يجب أن نتخذ كل الإجراءات الوقائية والضرورية، فالدول الغنية قد اتخذت كل الإجراءات الضرورية لمنعه، أما أكثر الدول الناميةِ فلا يوجد عِنْدَها لا اللِقاحاتِ ولا الأدوية المضادة للفيروسات.. وكما جاء في بيان وزارة خارجية الولايات المتحدة، مكتب الشؤون العامة، في 2 نوفمبر، 2005م (فإن هذا الفيروس، إذا لم يتم التصدي له، قد يؤدي إلى تفشّي أول وباء في القرن الحادي والعشرين.. ويجب علينا أن نحول دون حدوث ذلك).
وقد كشفت دراسة علمية أجريت في فيتنام أن الفيروس القاتل المسبب لمرض إنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1) تحور إلى سلالة أكثر خطراً قد تتكاثر بفاعلية أكبر بين الثدييات.
والمشكلة على النطاق العالمي إذ تأكد حتى الآن وقوع إصابات بإنفلونزا الطيور من سلالة H5N1 بين الطيور في كمبوديا والصين وكرواتيا وإندونيسيا وقزاخستان ولاوس ومنغوليا ورومانيا وروسيا وتايلاند وتركيا وفيتنام. فبعد الحالات التي اكتشفت في هونغ كونغ عام 1997م ظهرت أولى الإصابات الخطيرة بالفيروس (اتش5 إن1) في كوريا الجنوبية ثم في فيتنام وتايلاند. وفي مطلع 2004م رصدت حالات إصابة بإنفلونزا الطيور في الصين وتايوان واليابان وكمبوديا ولاوس. كما ظهرت حالات في ماليزيا وإندونيسيا. ولا يزال الفيروس محصوراً إلى حد كبير في آسيا، لكنه اكتشف في أغسطس الماضي في روسيا وكازاخستان ومؤخراً في تركيا ورومانيا. والمعروف أن إنفلونزا الطيور مرض طارئ قائم ينتشر عبر الحدود وتتخلله مضاعفات خطيرة أمام عامة الناس وقطاع الصحة الحيوانية في البلدان المتأثرة. وقد سبق ووقعت في الماضي إصابات في اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية. وقد تأكد أن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 منذ عام 2003م قتل 60 شخصاً من أصل 120 إصابة بشرية بالمرض في كمبوديا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام، ونفوق أكثر من 150 مليون طائر بفعل سلالة سامة من إنفلونزا الطيور.. ومن المرجح بدرجة كبيرة أن يكون فيروس إنفلونزا الطيور الذي اجتاح أجزاء كبيرة من آسيا منذ نهاية عام 2003 مصدراً لفيروس جديد ما لم تتخذ إجراءات ملموسة.
لقد انعقد مؤتمر مكافحة إنفلونزا الطيور، بمقر منظمة الصحة العالمية، في جنيف، سويسرا، في 8 نوفمبر، 2005م، وأعلن الرئيس الأمريكي من قبل عن قيام مبادرة الشراكة الدولية ضد إنفلونزا الطيور والإنفلونزا الوبائية أثناء دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2005م، وعقد أول اجتماع للشراكة بين 6 و7 أكتوبر الماضي، في واشنطن العاصمة واستضافته وزارة الخارجية الأميركية. وقد ضم الاجتماع نخبة من كبار المسؤولين المعنيين بالشؤون الخارجية والصحة والزراعة في 88 بلداً وفي 8 منظمات دولية أيضاً بما فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
وكان الغرض الرئيس من الاجتماع تأكيد التزام الدول المشاركة للعمل معاً في سبيل مكافحة إنفلونزا الطيور والإنفلونزا الوبائية والتعرف على الجوانب المهمة ذات الأولوية واتخاذ ما يلزم من التدابير. وقد تمت مناقشة الموضوعات العامة لثلاثة جوانب هي المراقبة والوقاية، والتأهب بالتخطيط والتواصل، ومواجهة إنفلونزا الطيور واحتوائها.
وكشف البنك العالمي يوم 9 نوفمبر عن مخطط تمويل استراتيجية دولية لمكافحة إنفلونزا الطيور بمقدار مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
ومع ذلك لم يتخذ العالم حتى الآن الإجراءات الوقائية كافة بشكل كافٍ، وعلى الرغم مِن الإنذار المبكّرِ الذي دامَ تقريباً سنتينَ، فإن العالم غير مستعد للدِفَاع عن نفسه لو حدث وباء.
وعلى المستوى المحلي أعلن الرئيس الأمريكي عن استراتيجية وطنية تقوم على الجهود المشتركة للمسؤولين في الحكومة وقطاعات الصحة العامة والطب والبيطرة والمحافظة على تطبيق القانون الرسمي وفي القطاع الخاص أيضاً. وقد روعي في تصميم الاستراتيجية أن تحقق ثلاثة أهداف أساسية هي اكتشاف الإصابات البشرية أو الحيوانية التي تقع في أي مكان في العالم، وحماية الشعب الأمريكي عن طريق تخزين اللقاحات والأدوية المضادة للفيروس مع تحسين طاقة إنتاج لقاحات جديدة، والاستعداد للاستجابة والرد على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات في حال وصول إنفلونزا الطيور أو الوبائية إلى الولايات المتحدة.
إجراءات احترازية
في المملكة
وفي إجراء احترازي من مرض إنفلونزا الطيور منعت المملكة العربية السعودية استيراد جميع أنواع الطيور من الدول الموبوءة، وحظر إدخالها من جميع نقاط الحدود.
وقد أعلنت المملكة عن عقد مؤتمر عالمي حول إنفلونزا الطيور، خلال الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر 2005م، في مدينة الرياض بحضور نحو 300 من المهتمين والمختصين بمجال مكافحة الأمراض المعدية والوبائية لدى القطاعات الصحية الحكومية المختلفة والجمعيات الطبية ذات العلاقة وبمشاركة ثلاث وزارات معنية هي الصحة والزراعة والحج، وعدد من المعنيين وزارات دول الخليج العربي لوضع التدابير الوقائية لمنع وفادة المرض مع دخول حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون من نحو 140 دولة منها دول ضربها الفيروس لوضع السياسات الصحيحة لمجابهة المرض وتوحيد الجهود في ما بينها للخروج بنتائج وتوصيات عملية مطمئنة لحماية البلاد.
ومع كثرة الحديث عن مرض إنفلونزا الطيور هذه الأيام تتدافع إلى الذهن عدة أسئلة مهمة تقتضي الإجابة عنها.. هل يصل هذا المرض إلى منطقتنا؟ وهل ينتقل من الطيور إلى الإنسان؟ وهل إذا انتقل إلى الإنسان ينتقل إلى إنسان آخر بالعدوى؟ وهل هناك خوف من أكل الطيور أم أن المرض لا ينتقل عن طريق أكل الطيور؟
إطلالة تاريخية على المرض
إنفلونزا الطيور أو الإنفلونزا الطيرية أو فيروس الدجاج مرض معدٍ سببه فيروسات إنفلونزا أيه (Influenza A viruses). وتشكل الطيور المائية المهاجرة - بشكل خاص البطّ البري - مستودعاً طبيعياً لكلّ فيروسات الإنفلونزا أيه. كما يصيب الخنازير أحياناً. ويعتقد الباحثون أن فيروس H5N1 يمكن أن يصيب كل أنواع الطيور، ولكن الطيور المستأنسة أكثر عرضة بصفة خاصة للإصابة بالعدوى على مستوى وبائي قد يتسبب في موتها.
وقد شهد القرن الماضي تفشياً لثلاث موجات إنفلونزا أساسية.
تعود الموجة الأولى إلى عام 1918- 1919م وهي معروفة باسم (الإنفلونزا الإسبانية) A H1N1، وأودت هذه الموجة بحياة أكثر من خمسمئة ألف شخص في الولايات المتحدة وبحياة ما بين عشرين وخمسين مليون شخص عبر العالم. ووباء الإنفلونزا الآسيوية A H2N2 عام 1957- 1958م الذي حدثت عدواه في بدايتها في الصين وتسبب في وفاة سبعين ألف شخص في الولايات المتحدة، وقضى على أربعة ملايين شخص في العالم، ووباء إنفلونزا هونج كونج A H3N2 عام 1968- 1969م ونتج عنه وفاة أربعة وثلاثين شخصاً في الولايات المتحدة، وقضى على مليوني شخص في العالم.
وإنفلونزا الطيور لها شكل معدٍ جداً، وقد أمكن التعرف عليه لأول مرة قبل 100 عام أثناء تفشي هذا المرض في إيطاليا، إذ كان يعرف بطاعون الطيور. ومنذ ذلك الحين، ظهر المرض على فتراتٍ غير منتظمة في مناطق العالم كافة. ففي عام 1975م وعام 1985م حدثت أوبئة بفيروس إنفلونزا الطيور في أستراليا، وفي إنجلترا عام 1979م وفي الولايات المتحدة وأيرلندا عام 1983م -1984م وهونج كونج 1997م -1998م وأستراليا وباكستان والمكسيك 1999م وشمال إيطاليا وشيلي 2002م، وهولندا وبلجيكا وكوريا وهونج كونج 2003م، ثم الوباء الحالي الذي بدأ في منتصف ديسمبر 2003م، في هولندا، وفي كوريا. وحالما تصاب به الطيور الداجنة، فإن تفشي إنفلونزا الطيور يمكن أن يصبح من الصعوبة السيطرة عليه، وكثيراً ما يتسبب في أضرارٍ اقتصادية كبيرة لمربي الدواجن في البلدان المتضررة. إذ تُسجل معدلات نفوق عالية كما يتوجب بشكلٍ عام إعدام أو (غربلة) حسب المصطلح الفني الطيور المصابة به من أجل منع انتشار المرض.
ومِنْ منتصف شهر ديسمبر 2003م وحتى أوائل شهر فبراير 2004م، أُبلغَ عن حالات تفشّي المرض في الدواجنِ في ثمان دول آسيويةِ جمهورية كوريا، فيتنام، اليابان، تايلاند، كمبوديا، جمهورية لاو، أندونيسيا، والصين.. وفي أوائل أغسطس 2004م، أبلغَت ماليزيا عن تفشّي الفيروس الذكور الأولِ في الدواجنِ، لتُصبح الدولة الآسيويةَ التاسعةَ. ثم أبلغت روسيا عن أول إصابة في الدواجنِ في تموز 2005م، تلي بتقارير المرض في الأجزاء المجاورة مثل كازاخستان في أوائل أغسطس. واكتشفت العدوى بدراسة موت الطيور البرية من إصابتها بهذا فيروس ثم أبلغت منغوليا عن كشفِه في الطيور المهاجرة.
وفي أكتوبر 2005م, أكدت الإصابة في الدواجنِ في تركيا. وحالياً في اليونان. وتتم دراسات موسعة حول حالات تفشّي الإصابة في الطيور البريةِ والداجنةِ. وأعلنتِ اليابان، وكوريا، وماليزيا السيطرة على حالات تفشّي المرض في دواجنِهم وتعدُ خالية مِن المرضِ الآن.
مسببات إنفلونزا الطيور
إنفلونزا الطيور أصلاً موجودة في أمعاء الطيور البرية لكنها تصبح معدية جداً إذا أصابت الطيور الأليفة مثل الدجاج والبط والوز وقد تمرضها أو تقتلها. ينجم مرض عن واحد من بين ما يقرب من 23 نوعاً مختلفاً من الفيروس، كلها من النوع (أ) من عائلة فيروس أورثوميكسوفيريديا (Orthomyxoviridae). إلا أن موجات تفشي المرض الخطيرة كالتي تنتشر حالياً غالباً تتصل بالنوعين (H5) و (H7)، وهما يتصفان بقدرتهما العالية على سهولة الانتشار والأمراض، وتسببان مشكلات جهازية واسعة للطيور المصابة. بينما تؤثر الأنواع الأخرى على الأجهزة التنفسية للطيور كما أنها ليست سارية ولا مميتة مثل (H5) و (H7) .
وتتعرض الطيور الداجنة والطيور البرية على حدٍ سواء للإصابة بإنفلونزا الطيور. إذ إن احتمالات الانتشار الواسع للفيروس بين أسراب الطيور البرية تشبه إلى حدٍ بعيد الانتشار الواسع لفيروس (Herpes Simplex A) الذي يسبب تقرحاتٍ باردة بين البشر؛ إذ يكون الالتهاب عادياً، ولكن أعراضه تكون معتدلة وغير قاتلة. وتقع موجات التفشي المميتة في الأغلب والأعم بين الطيور الداجنة التي لا تتمتع بنفس القدر من المقاومة للفيروس عندما يظهر فيروس ممرض في سربٍ بري ويكون هناك ثمة اتصال بين السربين.
وحالما تظهر إنفلونزا الطيور في سرب طيورٍ داجنة فسرعان ما تصبح سريعة العدوى، ولا تعود الطيور البرية تشكل عنصراً أساسياً في انتشارها. إذ تفرز الطيور المصابة بالفيروس بتركزات عالية في زرقها، وفي الإفرازات من أنوفها وعيونها. وحالما يدخل الفيروس الى أحد الأسراب فإن بإمكانه أن ينتشر إلى غيره من خلال نقل الطيور المصابة والمعدات أو مسطحات وضع البيض أو شاحنات الأعلاف أو فرق الخدمة الملوثة.
التعرف على إنفلونزا الطيور
تتفاوت علامات التهاب إنفلونزا الطيور من حالةٍ إلى أخرى، وتتأثر بعوامل مثل درجة خبث الفيروس المسبب للمرض، وسلالة الطير المعني، وسن وجنس الطيور المصابة. وتراوح فترة الحضانة عادة بين ثلاثة إلى سبعة أيام.
وفي حالة إنفلونزا الطيور الخبيثة عادة ما يظهر المرض على نحوٍ مفاجئ، مع نفوق أعداد كبيرة من الطيور، إما دون سابق إنذار أو بعد ظهور علاماتٍ ضئيلة على الإجهاد: ضعف الشهية، انتفاش الريش أو الحمى.
لكن هذا النمط قد يتنوع ويتغاير. ففي بعض الأحيان يظهر على الطيور الضعف والمشية المترنحة. وقد تضع الدجاجات بيضاً ذا قشرةٍ هشة ثم تتوقف عن وضع البيض نهائياً. وقد تجلس الطيور المريضة أو تقف في وضع شبه غيبوبة، وتكون رؤوسها ملامسةً للأرض. كما يمكن أن تكون عروفها وغببها زرقاء منتفخة مع نزفٍ من أطرافها. وقد يحدث إسهال حاد في كثير من الأحيان، وتكون الطيور شديدة العطش، وقد يكون التنفس صعباً. وتراوح معدلات النفوق بين الطيور الداجنة المصابة بين 50% و100%. وإلى جانب نفوق الطيور، فإن مكافحة انتشار المرض تتطلب إعدام الحيوانات المصابة، وتطبيق تدابير المكافحة الأخرى وهذه الخسارة والتكاليف الإضافية تشكل مخاطر اقتصادية شديدة على المزارعين المتضررين.
إنفلونزا الطيور وبنو البشر
تشكل إنفلونزا الطيور أخطاراً كبرى على صحة الإنسان. فهذا المرض يصيب الطيور أصلاً لكنه قادر على الانتقال إلى الإنسان من خلال التماس المباشر بالطيور المصابة. إلا أنه حتى في حالات التفشي الشديدة نادراً ما يصيب الفيروس أعداداً كبيرة من الناس. ومع ذلك فكلما ازداد عدد الأشخاص المصابين، تزداد إمكانية تطور حلقة جديدة من الفيروس من التبادل بين إنفلونزا الإنسان ومورثات إنفلونزا الطيور.
وقد لوحظ ظهور المرض لأول مرة في البشر عام 1997 في هونغ كونغ. ويُعتقد أن كل الحالات البشرية قد حدثت نتيجة التعرض للطيور المصابة. وتشكل الدواجن خطرين رئيسين على صحةِ الإنسان:
1- الأول خطرُ العدوى المباشرةِ عندما يَمرُّ الفيروس من الدواجنِ إلى البشرِ، ويُؤدّي إلى المرضِ الحادِّ، وقد سببت فيروسات إنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1) العددَ الأكبرَ لحالاتِ المرضِ والموتِ الحادِّ في البشرِ لتميزها بقدرتها على الانتقال من الطيور للبشر مسببة تدهوراً سريعاً وحاداً في الحالة العامة للجسم.. وقصوراً متعدداً في وظائف الأعضاء الحيوية.
2- الثاني: وهو الخطر الحقيقي، لأنّ الفيروس إذا ما تمت السيطرة عليه قد يَتغيّرُ إلى شكل معدٍ جداً للبشرِ وينتشر بسهولة مِنْ شخص إلى آخر، وهو مؤشر لبداية تفشّي وباء عالمي.
وحالياً قد أبلغ عن الإصابات المؤكَّدة في أربعة بلدان: كمبوديا، أندونيسيا، تايلاند، وفيتنام.
انتقال الفيروس
مِن الطيورِ إلى البشرِ
أكثر مِنْ 100 إصابة للبشر حَدثتْ في التفشّي الحالي، وهذا عدد قليل إذا قورنَ بالعددِ الضخمِ للطيورِ المتأثّرةِ، خصوصاً في المناطقِ التي يزيد فيها التعرض البشري للطيور المصابة. ولَمْ يفسر حتى غايته إصابة بَعْض الناسِ دون الآخرين بعد التعرّضِ المماثلِ للفيروس.. وقد حدث أن انتقلت إنفلونزا الطيور في بعض الأحيان وانتشرت بين البشر، إلا أن من الصعب انتقالها من إنسان إلى آخر.
والطيور المريضة لا تنقل العدوى بسهولة إلى الإنسان، كما تقول الباحثة سيلفي فان دير فيرف، من معهد باستور في باريس. ويمكن أن يشكل الخنزير (حاضنة اختلاط) تتيح للفيروس التبدل للتأقلم مع الثدييات.. وإذا أصاب الفيروس (إتش5 إن1) رجلاً مصاباً بنزلة برد عادية فإنه يمكن أن يستفيد من هذه الحالة ليصبح (بشريّاً) باتباع التكوين الجيني لفيروس الإنفلونزا العادي.
معلومات مبشرة
أما عن الاستمرار في أكل الدجاج! فيمكن أن نستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس إنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة. إذ أعلنت السلطة الأوروبية للسلامة الغذائية ومقرها بارما في إيطاليا والمفوضية الأوروبية في بروكسل أن تناول البيض والدجاج لا يسبب إنفلونزا الطيور، إذ إنه لم يثبت حتى الآن انتقال الفيروس القاتل من لحوم الدواجن والبيض إلى الإنسان خصوصاً إذا طبخت جيداً. وقالت السلطة الأوروبية للسلامة الغذائية: (لا يوجد حتى الآن أي دليل يثبت أن مرض إنفلونزا الطيور يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عبر تناول الأغذية خصوصاً البيض ولحم الدواجن).
وثمة من يقلل من خطورة هذا المرض ومنهم فلاديمير إيفانيتسكي أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة موسكو الذي لا يرى أية أسباب للموافقة على ما نسمعه الآن من الصباح إلى الليل عن أن (إنفلونزا الطيور ستبيد البشرية).
ويقول: إن وباء إنفلونزا الطيور الجامح الذي يخيفون العالم به أقل خطراً بكثير من الوباء الإعلامي الشامل المرتبط به. فالفيروس المسبب لهذا المرض معروف من زمان والطيور تمرض دائماً، وظهر المرض في مختلف بقاع العالم. ولا شك في أن الناس كانوا في الأزمنة الغابرة يصابون به أيضاً وكانت نسبة الوفيات مماثلة. والعالم على ثقة من أن الفزع الذي أثارته إنفلونزا الطيور سيهدأ ويزول أيضاً مثلما زال في وقته مثلاً الفزع الذي سببه (جنون البقر).
لقد تم اكتشاف الفيروس الذي يسبب هذا المرض لأول مرة في إيطاليا قبل مئة سنة. ولم يتغير أي شيء في طبيعة الفيروس منذ ذلك الوقت مثلما لم يتغير أي شيء في طبيعة الطيور. ولكن صورة العالم الإعلامية قد تغيرت وازدادت درجة الرقابة الصحية للمجتمع. وحدثت تغيرات واضحة بشكل خاص في منطقة جنوب شرق آسيا، في الهند وفيتنام ولاوس وبورما وغيرها. وظهرت مختبرات أوروبية وظهرت طرق جديدة لإجراء التحاليل والتشخيص والعلاج. ونتيجة لذلك أصبح من الممكن تشخيص الأمراض بشكل أكثر فعالية من السابق. و(إنفلونزا الطيور) مرض طبيعي للطيور العائمة الذي تنقله في الأمعاء.
وتوجد البؤر الطبيعية للعدوى في جنوب شرق آسيا حيث تجتمع لقضاء فترة الشتاء أعداد كبيرة من الطيور، وفي الربيع تعود هذه الطيور بطرق الهجرة الدائمة الى أمكنتها.
وإنفلونزا الطيور بصفة عامة لا تهدد صحة البشر حتى هذه اللحظة وسواء كان الفيروس H5N2 أوH5N1 فلا مجال للذعر أو الخوف لأن الفيروسين لم يتحور أي منهما بعد.
كَيفَ تنتقل العدوى للإنسان؟
في الوقت الحاضر يعد الطريق الرئيس للعدوى هو الاتصال المباشر بالدواجنِ المُصَابةِ، أَو السطوح والأجسام الملوثة بروث الدجاج، وحتى الآن، أكثر حالات إصابة الإنسان حَدثتْ في أمكنة ريفية أَو مناطق حول المدن حيث تربى الدواجن التي تتنقل كيفما شاءت، وتدْخلُ البيوتَ أحيانًا وتكون على تماس مباشر مع الإنسان. فتترك الطيور المُصَابة كميات كبيرة مِن الفيروسِ في مخلفاتها، مما يهيئ فرصة كبيرة للتعرّضِ للفيروس الممرض ويوسع مدى تلوث البيئة، كما أن العديد يَعتمدون على الدواجنِ كمصدر للدخلِ والغذاءِ. ويعمد البعض لذبح الطيور لبيعها أو للاستهلاك عندما ظهرت علامات المرض عليها.
ليس هناك دليل على أن لحم الدواجن أَو بيضها المطبوخ جيداً يُمكنُ أَنْ يَكُونا مصدراً للعدوى. إلا أن التعرّض للتماس مع الدواجن المصابة أثناء ذبحِها, ونتف ريشها وتحضيرها للطبخ يمكن أن ينقل العدوى.
والأكثر عرضة للإصابة عادة هم العاملون في مزارع الدواجن ومنتجو الدجاج والطيور الداجنة، وتجار وناقلو الدواجن، والبياطرة والفنيون العاملون في حقول الدواجن، والعاملون في المخابر المهتمة بهذا الفيروس.
أعراض المرض
أكثر المرضى عِنْدَهُمْ نفس أعراض الإنفلونزا الحادة: رشح، سعال، الإحساس بالالتهاب في الأنف ومجرى الهواء، صعوبة في التنفس، ارتفاع حرارة الجسم، أوجاع في العضلات والمفاصل مصاحب لارتفاع الحرارة، إحساس بالإعياء، الإسهال، تَقَيُّؤ، ألم بطني، ونزف مِن الأنفِ واللثة.
التطور السريري
ضِيق تنفّس خلال 5 أيام بعد بدايةِ المرضِ، سرعة في التنفس وذمة في الرئة مع نفث دموي. وكُلّ المرضى تقريباً عِنْدَهُمْ ذاتُ رئة ظاهرة سريرياً؛ تتطور الإصابة لقصور تنفسي يستدعي الاستعانة بأجهزة التنفس الصناعي ويتطور لاحقاً القصور الكلوي والقصور القلبي أحياناً مع الاختلاطات، نزف رئوي.. فالموت.
الآثار الاقتصادية المرتقبة
حذرت منظمة السياحة العالمية من توقف السفر الجوي تماماً بين دول العالم في حالة انتشار وباء إنفلونزا الطيور بصرف النظر عن أي إجراءات وقائية قد تتخذها الدول على حدودها، الأمر الذي سيؤثر سلباً على قطاع السياحة في العالم وسيعرضه لخسائر عالمية تقدر بمليارات الدولارات بسبب حالة الذعر التي أصابت الكثير خوفاً من تفشي وباء إنفلونزا الطيور القاتل بين البشر. وقد بدأت بالفعل أسواق الطيور ومشتقات لحومها ومنتجاتها تعاني عزوفاً من المستهلكين وميلاً إلى تفضيل اللحوم الحمراء والأسماك عن الطيور بمختلف أنواعها في دول العالم المتقدمة، وكذلك الدول النامية، وهو ما ينبئ بتدهور قطاعات أخرى في الاقتصاد العالمي غير قطاع السياحة.
وقد بدأت الدول الآسيوية?,? باعتبارها الأكثر تضرراً حتى الآن من هذا الوباء?,? تعاني بالفعل نتيجة تحملها نسبة كبيرة من الخسائر العالمية في صناعة الدواجن والطيور وهي ما قدرت بأكثر من 15مليار دولار.
ورغم تباطؤ مؤشرات الاقتصاد العالمي وزيادة نسبة التضخم وتدني معدلات النمو في دول العالم نتيجة لعدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية خلال العقدين الماضيين وتداعيات هذه الأوضاع التي تأثرت بها كثير من الدول، ولا سيما الدول الكبرى التي تتخذ من الدول النامية سوقاً لمنتجاتها إلا أن وباء إنفلونزا الطيور القادم سيكون كفيلاً بدفع الاقتصاد العالمي لهوة أكثر عمقاً وركوداً خلال الفترة القادمة.
ووفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ستكون إفريقية هي الوجهة القادمة لإنفلونزا الطيور لفيروس H5N1 القاتل الذي أصاب الطيور حالياً وتتصاعد المخاوف لانتقاله إلى البشر نظراً لاحتمالات حمل الطيور المهاجرة إلى دول الشرق الأوسط ومناطق شرق إفريقية لهذا الفيروس خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهي احتمالات قوية للغاية كما نوهت المنظمة. وقد لوحظ بالفعل أن عدداً من الدول في المنطقة العربية قد بدأت في اتخاذ إجراءات احترازية مهمة أولها مراقبة الطيور المهاجرة، كما أن بعض الدول الإفريقية قد أصدرت قراراتها بحظر استيراد الطيور من الدول الآسيوية التي تنتشر فيها إنفلونزا الطيور?.
مواجهة المرض
إن التحدي القائم هو في مكافحة مرض إنفلونزا الطيور من مصدره في البلدان المتأثرة به وإيقاف انتشاره المحتمل في أقاليم أخرى من العالم.
ولغرض احتواء وباء إنفلونزا الطيور، حسب رأي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، فإنه يتعين الآتي:
* حصول البلدان المتأثرة بهذا المرض بدعم المجتمع الدولي لتعزيز البُنى التحتية البيطرية فيها وتنفيذ استراتيجيات مكافحة فعالة تقوم على أساس أمني بيولوجي أفضل وخطوات صناعية أكثر حداثةً وحيثما يكون مناسباً، بالإضافة إلى التلقيح.
* الطيور المائية وبخاصة البط، تُعد مستودعاً للعدوى.. لذلك ينبغي تقليص فرص انتقالها بشكل كبير من البط المتعايش فوق مساحات رطبة شاسعة إلى وحدات إنتاج الدواجن في القرى أو إلى المزارع التجارية. - يجب اتخاذ إجراءات أمنية بيولوجية مشددة في جميع مراحل إنتاج الدواجن بدءاً بالمزارع والحيازات الصغيرة وانتهاء بقنوات التوزيع، فالأسواق ومن ثم باعة التجزئة.
* مساعدة الحكومات على تحسين قدرات المختبرات في تشخيص المرض.
* تعزيز قدرات البلدان على إجراء استقصاءٍ ميداني عند تلقي تقارير جديدة عن احتمال الإصابة بالمرض.
* المباشرة في رسم خرائط للمناطق المصابة بغية التنبؤ بأنماط الانتشار المحتملة.
* تعميق وعي الجمهور بالتداول السليم للغذاء والتخلص من الطيور بصورةٍ سليمة.
* تقديم المشورة حول التعامل مع الطيور المريضة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين.
* المساعدة في تزويد البلدان بالتجهيزات الوقائية اللازمة.
* إدارة موجات الانتشار من خلال تصميم الاستجابات لانتشار المرض وفق الظروف المحلية، إذ لا يوجد هناك ما يسمى (بالطلقة الفضية - العلاج العام الناجع)، في حالة جميع الأوضاع والأمكنة. وفي مواجهة حالات التفشي المفاجئ المركّب، كتلك التي وقعت في الصين، تتمثل الخطوة الأولى في رفع مستويات السلامة الحيوية بما يكفل احتواء موجات التفشي ومنع انتشارها. وهو ما يعني من الناحية العملية الفرض الفوري لحظرٍ مؤقت على شحنات الطيور من المناطق والبلدان المصابة، وإعدام الحيوانات المصابة، وتعقيم المرافق التي وقعت فيها الإصابات. كما يتوجب على الأشخاص الذين يعملون في المزارع أو يشاركون في برامج الاستئصال مثل (غربلة) الطيور المريضة، أن يتجنبوا التماس المباشر مع الحيوانات، ولا بد أن يرتدوا الملابس الواقية.
* تسخين الطعام خلال تحضيره بشكل جيد وممتاز، فالفيروس يتأثر بالحرارة، والدرجة التي تستخدم للطبخ تقتله بسهولة (70 درجة لكل الأطعمة) فيجب على المستهلك التأكد من عدم وجود أي أجزاء نية أو غير مطبوخة جيداً (ويكون لونها أحمر فاتحاً في الدجاج). أما بالنسبة إلى البيض فلا بد أن يكون مطبوخاً بشكل ممتاز فلا يؤكل البياض ولا الصفار غير الجامد كما يحب البعض أن يأكله نصف (مستوي).
* الأشخاص الذين يتولون إعداد الطعام لا بد من الحذر خلال تناولهم أجزاء الطيور وهي نية، فلا بد من غسل أيديهم (أو أي جزء لامس الطيور) بالماء جيداً ثم بالصابون والماء الساخن وهذا يضمن بإذن الله قتل الفيروس.
* لا تؤكل أي من الطيور أو منتجاتها وهي غير مطبوخة تحت أي ظرف من الظروف. فإنفلونزا الطيور لا تنتقل عن طريق الأكل المطبوخ أبداً ولم يثبت أن أحداً من المصابين بالإنفلونزا قد أصيب عن طريق ذلك. وهناك لقاحات أثبتت فاعليتها في الحد من معدلات النفوق والوقاية من المرض، أو كليهما، في الدجاج والحبش. مع التأكيد على أن الوقاية، على المدى الطويل، تشكل مفتاحاً للخروج من الأزمة، وتوصي بالاعتماد على الممارسات الزراعية الجيدة، وبرامج المراقبة البيطرية ومراقبة الصحة البشرية بما يمكّن من قرع ناقوس الخطر حال ظهور أول علامةٍ من علامات المرض، وتطبيق آليات تتيح استجابةً عاجلة لاحتواء موجات التفشي المحلية.
* لم تتم الموافقة حتى الآن على لقاح فعال معين للبشر ضد إنفلونزا الطيور. إلا أن مراكز السيطرة على المرض أشارت، استناداً إلى المعلومات المحدودة المتوفرة، إلى أن العقار المضاد للفيروس أوسلتامفير (Oseltamavir) واسمه التجاري تاميفلو (Tamiflu) ربما كان فعالاً في معالجة إنفلونزا الطيور أو الوقاية منها.
وفي بازل، أعلنت مجموعة روش العملاقة لصناعة الأدوية أنها سترفع من طاقتها الإنتاجية لدواء (تاميفلو) المضاد لإنفلونزا الطيور من الآن إلى حلول عام 2007، وبقدر أكبر من الطلبات التي توصلت بها بعد.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|