* إعداد - صلاح شنكل
لم يعد التجوال في الأسواق التجارية قاصراً على البحث عن الضروريات، أو من أجل التسوق وحسب، بل برزت ظاهرة جديدة في الآونة الأخيرة باتت تغزو الأسواق تتمثل في وجود مجموعات من الشباب، والفتيات والنساء، ويقضون أوقاتاً طويلة يتجولون ويذرعون الممرات جيئة وذهاباً دون أن يتسوقوا أو يساوموا تاجراً على بضاعة ما، وتجد هذه الظاهرة في معظم الأسواق، وأحياناً تنتقل المجموعة نفسها من مركز تجاري الى آخر. ترى ما أسباب الظاهرة، وما النتائج التي يحصل عليها هؤلاء في نهاية المطاف؟
طرحنا هذا المحور على أصدقاء المنتدى، فكانت هذه المشاركات التي بحثت في الظاهرة بصدق واضح، وعكست مدى ملاحظة الكثيرين لها وتحفظهم عليها، وإليكموها كما أوردها أصحابها هاتفياً.
( محمد بن عبدالعزيز بن محمد اليحيى:
الشيء المؤسف أننا في هذه البلاد نعاني من ظاهرة التسكع التي أصبحت لدينا أكثر من التسوق حيث نجد رجالاً ونساءً للأسف، والنساء أكثر ولا همَّ لهمن سوى ترك البيت وترك الأطفال مع الخادمة والخروج الى الشوارع او الأسواق او مع السائق بالدوران دون أي هدف تجدها في الأسواق إذ تدخل المحل الأول والثاني والعاشر وهكذا دون أن تشتري شيئاً بل مجرد تسكع، ونحن نعلم أن أهمية الوقت لا تقدر بثمن. كذلك هناك شباب بأشكال وملابس غريبة يتسكعون ويضايقون المتسوقات اللاتي يبحثن عن التسوق الفعلي كما أنهم يجدن في المتسعكات صيداً سهلاً للمضايقة والتحرش بهن. الحقيقة ارتفعت ظاهرة التسكع في الأسواق بعد انخفاض عدد رجال الهيئة رجال الحسبة الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ونقول إن التسكع أصبح ظاهرة ملموسة ومحسوسة في أسواقنا ومن دون هدف، ولعل غياب رجال الحسبة وهم رجال الهيئة الذين يساعدون على منع حدوث الشر، ليس الذين يتعاملون تعاملاً سيئاً الذين يجدون رجلاً مع أسرته ويحاولون مضايقته دون مبرر، نقصد رجال الحسبة الواعيين المثقفين الذين يتعاملون بالدين النصيحة وهو مبدأ اللين والتعامل مع الحالات التي لا تستوجب العنف إنما الحالات الأخرى كالتحرش أو مضايقة النسوة او محاولة الاحتكاك بهن فهؤلاء يجب أن يضربوا بيد من حديد. إذاً ظاهرة التسكع أصبحت ملموسة ومحسوسة ولعل التوعية من الإعلاميين في التلفزيون والإذاعة وغيرها ووجود رجال الحسبة الأخيار الأكفاء الذين يتعاملون بمبدأ الدين النصيحة سوف يقضي على الظاهرة كما أن تعاون أولياء الأمور في الحد من خروج بناتهم او إبنائهم او زوجاتهم من دون سبب هذا بإذن الله سوف يساعد على انخفاض تلك الظاهرة التي حقيقة أصبحت مؤرقة ومؤسفة.. والله من وراء القصد.
تسوق وترفيه
( فاطمة سعد الجوفان:
من دون شك أن الأسواق التجارية في وقتنا الحاضر أصبحت مجالاً للترفيه قبل أن تكون مجالاً للتسوق وخصوصاً الأسواق الكبرى وبالذات للشباب والشابات. ومن الأولى أن يكون هناك كثير من المراكز الترفيهية والرياضية بعيدة تماماً عن التسوق حتى نبتعد قدر المستطاع عن المضايقات التي يسببها أحياناً بعض الشباب. وأعتقد أن الفراغ بالدرجة الأولى هو السبب الذي يجعل بعض الشباب يتسكعون في الأسواق فنجدهم يتسكعون في نهاية الأسبوع لذا يجب استغلال هذا الفراغ استغلالاً جيداً في إنشاء نوادٍ واستغلالها بشكل أفضل من هذا. ولعل وجود العديد من المتسكعين سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً لا مبرر له خصوصاً أنه يسبب مضايقات داخل الأسواق وأيضاً في ناحية المواقف، ولكن أعتقد أنه لا يوجد هنالك بديل فمن الطبيعي أن نشاهد هذه الأمور لكن عملية التنظيم أمر مهم لأنه ستظل الأسواق أسواقاً ولا أعتقد أن هنالك من يستطيع أن يمنع أحداً او يحدد هل ستدخل هذا السوق لتشتري أو لتتفرج..
معاناة الفتيات
( مريم العبد الله
بقدر ما تظهر مراكز تجارية جديدة يتوقع الإنسان أنها تحدث تنفساً وتقلل الزحام في الأسواق الأخرى، لكن الذي يفاجأ به من يزور أي سوق جديد يجده أكثر زحاماً ويجد الشباب هناك أكثر تسكعاً، ولا يجد مجالاً للتسوق من كثرة المضايقات والزحام، والفتيات أكثر معاناة من تسكع الشباب في الأسواق، لأن الكثيرين منهم يكونون لا هدف لهم من مجيئهم الى السوق سوى أن يتفرجوا على الناس ويضايقون الفتيات اللاتي لديهن وقت محدد للرجوع الى البيت، وفي حالة مضايقة الشباب لهن ومتابعتهم لهن في كل محل يدخلن فيه تنقضي تلك المدة دون أن يتسوقن، وساعتها يحسبن متسكعات، وهذا ما يجعل البعض يعتبر التسكع سمة للجنسين، ولا ننكر وجود فتيات أو نساء يذهبن للسوق بلا تسوق ولكن النسبة ضئيلة لا تقارن بالشباب وحتى بعض الرجال الذين تجاوزوا مرحلة الشباب.
تصرف غريب
( فيصل اليامي:
صحيح هناك ظاهرة تسكع في الأسواق واضحة لا تحتاج من يلقي الضوء عليها، ولا يستطيع أحد أن يدافع عنها، ولكن هذه سنة الحياة وطابع الأسواق في كل زمان ومكان، هنالك من يشتري احتياجاته من السوق وهناك من تأتيه متطلباته دون أن يرى السوق بعينه، وهناك من يقضي جل وقته في السوق لا يشتري بدرهم ولا دينار. أما ما لا يقبله المرء لنفسه ولا لسواه هو التطاول على الآخرين رجالاً كانوا أو نساءً، وما لا يرضاه الإنسان لنفسه ولأهله يجب ألا يقبله لغيره من الناس. وهناك بعض الظواهر التي تستدعي التوقف عندها ألا وهي معاكسة بعض الشباب للفتيات، وهذا ليس من خلق المسلم ولا العربي الأصيل الشهم ذي النخوة الذي لا يرضى السوء لأهله. ولكن ما لا يتركه الإنسان من خلق سيء يجب أن يتركه بقانون المجتمع أولاً ثم بعصا السلطة ثانياً لأن بعض الأمور لا يمكن السكوت عليها، فمن حق الشباب أن يتجولوا في الأسواق كما يشاؤون ويقضون ما شاء لهم الله أن يقضوا من الأوقات ما لم يسيئوا التصرف أو الأدب مع المرأة. فالتسكع ليس ممنوعاً في حد ذاته بل ما قد يبدر منه من سلوكيات هو ما يحكم على المرء بموجبه.
ظاهرة مقلقة
( فهد الزومان:
الأسواق التجارية في بلادنا - ولله الحمد - متنوعة ومتطورة، وبها الكثير من احتياجات المواطن والمقيم، ولكن ما يفسد بهجتها تسكع بعض الشباب والمراهقين خصوصاً حينما يكون هناك زحام واحتكاك بالفتيات اللاتي يكثرن في الأسواق بشكل ملفت للنظر، ويا ليت أمن الأسواق يتنبه لهذه الظاهرة، وربما يكون متنبهاً لها وليست لديه صلاحيات للحد منها، وهنا نتساءل من يحمي أعراضنا من بعض ذوي النفوس الضعيفة الذين يلاحقون الفتيات في الممرات والأزقة والشوارع الضيقة بلا وازع من ضمير ولا أخلاق ولا خوف من عقوبة، لذا لا غرابة أن تتحول بعض الأسواق الى تسكع بدلاً من تسوق، وهذا يؤذي أصحاب المحلات كثيراً ويؤثر على مبيعاتهم، لكنهم لا يستطيعون ان يفعلوا شيئاً، ويفوضون أمرهم لله. وختاماً نشكر الجزيرة على مثل هذه المبادرات التي تتناول القضايا ذات الاهتمام الاجتماعي.