الشباب طاقة متدفقة، وطموح ممتد بلا حدود، ورغبة جامحة في الانطلاق، والتحديق في ما وراء الآفاق، وقوة جسدية، وفراغ، وصحة بدنية، ومستقبل عريض... فقط يحتاج كل ذلك إلى التدبر والتفكير السليم، والتوجه الإيجابي.
التقنية بمختلف أنواعها تقف اليوم أمام الشباب؛ إذ لا مفر من التعامل معها، والتعاطي بقدر ما، والكيّس من الشباب من جعلها زاداً له في رحلة العلم، ومشوار البحث عن مستقبل يحقق الطموح ويلبي التطلعات، ولكن السواد الأعظم من الشباب وقع فريسة لتقنية العصر؛ فتجده إما ممسكاً بهاتفه النقال (جل ساعات اليوم) وإما جالساً على جهاز الحاسب الآلي، أو غارقاً في أمواج الإنترنت المتلاطمة التي تندفع مع الرياح؛ فقد تأخذ البعض إلى شواطئ الهدى والاسترشاد، وقد ترمي بالبعض الآخر في أحضان الضلال والبعد عن شواطئ الأمان.
فالشباب اليوم أمام تحد كبير، إن لم نقل في مفترق طرق مع آلة التقنية، التي جاءت - في الغالب - على حساب التحصيل العلمي واستثمار الوقت، بل في بعض الأحيان يكون وبالها مضاعفاً، بحيث تقضي على الوقت والفكر والمال؛ إذ نجد البعض ينفقون مبالغ باهظة نظير مكالمات ورسائل لا تسمن ولا تغني من جوع، أو نظير ساعات طوال يقضيها الشاب في مقاهي النت ويخرج منها الشاب خاوي الوفاض.
لن يجد الشباب أحداً يفكر لهم أو يدلهم على الطريق السوي غير أهلهم وذويهم، أما باعة التقنية فهم الأكثر حرصاً على انكباب الشباب عليها، ولا يهمهم فشلهم ولا يفرحهم نجاحهم، وقد لا يكون مصطلح الشباب دقيقاً بنسبة عالية، لكن المراهقين هم الأكثر تضرراً من التقنية، وهم ضحاياها الحقيقيون، ولمن المشتكى من بعد الله؟!
