في عيادة الأسنان جلست أنتظر دوري للدخول على الطبيب ليفحص أسناني. وأثناء انتظاري لفت نظري لوحة معلقة على الحائط أمامي عبارة عن شهادات الطب التي حصل عليها وبها اسمه بالكامل. تفحصت الاسم وإذا به اسم لزميل لي في أيام الدراسة الثانوية. على الفور تبادر في ذهني شكل ذلك الزميل الشاب طويل القامة أسود الشعر ذو الوجه الشاب الحيوي. ولكني عندما دخلت غرفته فوجئت بشكل مغاير تماماً لما كان في مخيلتي. لقد بدا الطبيب كرجل عجوز أبيض الشعر منحني القامة. (هل هو نفس الشخص الذي فكرت فيه؟... هل يمكن أن يكون؟.. ربما) هكذا تحدثت مع نفسي. وبعد أن فحص أسناني سألته: (هل أنت فلان؟)، وذكرت الاسم بالكامل، فقال: (نعم). عاودت وسألته: (هل كنت تدرس في مدرسة كذا وكذا؟)، فأجاب محدقاً في وجهي بالإيجاب. قبل أن أرد عليه قلت في نفسي: (إذا كان هذا زميلي بالفعل فهل أبدو أنا الآخر عجوزاً إلى هذا الحد. هل غيّر الزمان في شكلي إلى هذا الحد؟ قلت له بصوت عالٍ: (أنا فلان.. كنت معك في نفس المدرسة فهل هل تذكرني؟) الغريب أنه هو الآخر رد قائلاً: (وما المادة التي كنت تدرسها لي؟!!).