هكذا الشباب يبحثون عن آخر صرعات الموضة متجاهلين أهمية الاطلاع وما له من أثر في غذاء العقل، حيث تأتي القراءة في آخر سلم اهتمامات شبابنا.. ومن خلال هذا التحقيق نقف على أسباب ذلك، ونطالع العديد من الآراء الناضجة التي تدل على وعي شريحة مهمة من هؤلاء الشباب الذين حملت إجاباتهم فهما عميقا للواقع.
نظرة للمستقبل
تحدث أسامة الحبيب قائلا ً: هذا السؤال يتبادر للذهن كثيرا ولكن نجيب عنه بالآتي: إن تفكير غالبية شباب اليوم للأسف لا يتعدى قدميه لأنه وبكل أسف لا ينظر أمامه مستقبلا مشرقا أو غدا واعدا يخطط له، بل على النقيض من ذلك تجده لا يفكر إلا بغرائزه ورغباته ومن ضمن هذه الرغبات إتباع الموضة أي موضة كانت حتى ولو كانت لا تستر عورته؛ لذلك تجد القراءة والاطلاع آخر اهتماماته بل البعض لا يضعها ضمن الاهتمامات لأنه وبكل أسف لا يرغب في غذاء عقله فتجد ثقافتهم ركيكة وأسلوبهم في الدرك الأسفل من الثقافة ويتضح هذا جلياً عند النقاشات، أما سبب توجههم للموضة على حساب القراءة فهناك عدة أسباب من أهمها عدم الرغبة بالقراءة بسبب انشغال فكره بالملهيات.
وثانيها أن الموضة هي الشغل الشاغل لغالبية مجالس الشباب وثالثها الانفتاح
الواسع والضخم على العالم الغربي وعلى صرخات التقنية المفعمة بكل ما لذ وطاب لنظر ذلك الشاب من خلال الفضائيات وغيرها من وسائل الاتصال مثل الإنترنت. فهو يبحر في هذه الوسائل وكل ما أعجبه قلده وفعل مثله بدون حسيب ولا رقيب.
رابعها أن لنا في رسول الله أسوة حسنة حين قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب
لدخلتموه) فقد بين رسولنا الكريم لنا هذا، حيث إن هذا الواقع للأسف لشباب هذا اليوم من حيث إتباع الملهيات والمغريات وأصبح تفكيره منصبا عليها. خلاصة الكلام أن تفكير الشباب المحدود بمدة زمانه تجردت من النظرة للمستقبل وجعلت آخر اهتماماتهم الثقافة والقراءة وسعة الاطلاع، وللمناهج الدراسية المحشوة بفارغ الكلام اثر في ذلك فالطالب يقرأ من هذا الحشو من الكلام إلى أن تتشبع رغبته في القراءة بسببها.
انعدام التربية الثقافية
أما عبد الرحمن القعيشيش فقال: العزوف عن القراءة له الكثير من الأسباب وأهمها انعدام التربية الثقافية والانشغال بالحياة المادية وكذلك تعدد وتطور مصادر تلقي المعلومة مما قلل من أهمية القراءة، كذلك سرعة وسهولة الحصول على المعلومة من مصادر أخرى وأيضا الفهم الخاطئ بأن الكتاب المدرسي يغني عن القراءة العامة وأيضا تخلف الإدارة التعليمية التي لا تولي هذا الجانب أي اهتمام وأيضا الزخم الهائل من القنوات الفضائية وما تحمله في جعبتها من أنواع الملاهي وألعاب الكمبيوتر والإنترنت والصحف الرياضية والفن والبرامج الهابطة وأيضا اتجاه الشباب من كلا الجنسين للبحث عن التقنية والترفيه بشكل مفرط وسخيف وكذلك عدم التهيئة النفسية والنظرة السطحية، وكذلك مغريات الحياة المادية وأيضا غلاء الكتاب مقارنة بالظروف المادية والاقتصادية السائدة.
غياب التربية المعرفية
عبر الدكتور فهد العنزي عن أن غياب التربية والمعرفية
والوعي الثقافي لدى الأهل والاكتفاء بالمناهج التعليمية وكذلك من الأسباب انعدام البرامج التثقيفية في المدارس وهذا بالنسبة للنشء. أما الشباب فسطوة الإحساس بالملل ما يوجه لشغل أوقات الفراغ بوسائل الترفيه المختلفة والالتزام بجلسات السمر الروتينية التي لا يدور فيها إلا لغو الحديث غالباً، كثيراً ما نلاحظ على شبابنا البحث عما لا ينفع وما هو حديث الناس والمحاولة للفت الانتباه بالمظاهر وتتبع الموضة وآخر عروض الأزياء إضافة النظر للفن.! أصبح الاهتمام بالقشور وركل اللب والجوهر.. لهذا أقول فدمتم بخير يا أمة (اقرأ).