استطلاع - وسيلة محمود الحلبي
* الزوجة أنواع.. الباحثة عن السعادة والراحة، الباحثة عن الأمن والصفاء والمودة، الباحثة عن المتاعب وهذه الأخيرة هي التي تحول بيتها إلى محكمة تأديب، وزوجها إلى متهم، وأطفالها إلى مذنبين.. فهي مشاغبة ومن مميزاتها أنها لا تشعر بارتكاب أي ذنب في حق سعادتها الزوجية، بل تعتقد وبحسن نية انها هي وحدها التي تتبع قوانين ومبادئ الحياة الزوجية السليمة.
الباحثة عن المتاعب
تقول فايزة الشمري: عندما يعود زوجها إلى البيت بعد العمل وعلى ملابسه (بقعة) وبينما هو مهموم وقلق لا ترى الزوجة غير تلك البقعة ودون أن ترحب به فهي تنفجر كالقنبلة، وتتهمه بأنه لا يرحمها وأنه يهوى تعبها وأنه لو كان حريصاً لما أتت (هذه البقعة) واستقرت على ثيابه (رغم وجود الشغالات والمغاسل) ورغم أن الزوجة لا تقوم بعملية الغسيل في هذا الزمن الذي أصبحت الخادمة فيه هي التي تقوم بكافة الأعمال المنزلية والشخصية أيضاً!!
* أما فاطمة العبدالله فتقول: الزوجة الباحثة عن المتاعب هي التي تمنع زوجها عند تناول الطعام من التهام الكمية التي يريدها من طبق يحبه لأن هذا الطبق بضر بصحته، وتمنعه في المساء وقبل أن ينام من أن يقرأ أو يدخن حتى لا يرهق عينيه أو يحرق بطانية السرير. وتؤكد فاطمة العبدالله أن الزوجة التي تتصرف بهذه الطريقة مع زوجها ستتبع الأسلوب نفسه مع أولادها.. وربما مع صديقاتها وبدلاً من أن تظهر أمام أطفالها في صورة الأم المحبة والحنون، ستبدو أمامهم في صورة القاضي أو المدعي العام الذي تنحصر وظيفته في توجيه التهم وتدوين المخالفات، وجعل أطفالها يشعرون دائما بأنهم مذنبون. وهذه الزوجة تؤمن أشد الإيمان بأنها تفعل كل هذا لمصلحة أطفالها وزوجها وأنها تقوم بواجبها وتراعي في سبيل ذلك المبادئ الصحية لتربية الأطفال ومعاملة الزوج، فهي تفعل كل هذا طبقا لقانون الحياة الزوجية السعيدة التي وضعت هي نفسها قوانينها، وتجهل تماماً أنها لو استمرت على هذا المنوال فسوف تتحول في نظرهم إلى شخص بغيض، وقد تفوت هذه الأشياء على أفراد أسرتها الصغيرة في أول الأمر ويتجاهلونها. ولكن لابد أن يأتي اليوم الذي يشعرون فيه بهذا الوضع الذي لا يحتمل. وحينئذ سوف تهدم الزوجة الباحثة عن المتاعب سعادتها بيدها؛ لأنها ابتداء من اللحظة التي سيبدأ فيها الزوج الشعور بالخوف والرهبة عند عودته إلى المنزل ستكون حياتها الزوجية في خطر. فالزوج أمام هذه التصرفات المزعجة سوف يبحث عن الهرب من البيت، وسوف تجذبه أي امرأة لا تساوي زوجته، وقد فضلها عليها لأنها مرحة ومتسامحة وهي من أجل هذه الصفات بالذات ستبدو في نظره أفضل من زوجته التي تطارده طوال النهار بوابل من النصائح والأوامر.
* أما الأستاذة هيفاء العمران فتقول:
الزوجة الباحثة عن المتاعب هي التي تنكد على زوجها أول ما يدخل منزله.. ابنك كسر الفخارة الفلانية، وابنتك رسبت في الاختبار، وادفع لنا فاتورة الجوال، واحضر السبّاك، ولا تنس لدينا دعوة على العشاء لصديقاتي غدا.. فهي تمطره بوابل من الطلبيات قبل تناوله طعام الغداء.. فربما يترك الطعام ويخرج تاركا البيت لزوجته وأولاده ليبحث عن الراحة خارج المنزل.
* بينما الأستاذة نوال الغانم تقول: الزوجة الباحثة عن المتاعب هي بحق التي لا تتوانى عن خلق المشاكل طوال الوقت رغم تهجمها على زوجها بألفاظ غير لائقة، وكذلك صراخها الدائم على أبنائها وعلى الخادمة.. وهي التي تفتش في جيوب زوجها لعدم ثقتها به.. وهناك من هذه النوعية الكثير الكثير..
* أما فهدة الخالدي فقالت:
لا ننكر أن هناك زوجات كثيرات يبحثن عن المتاعب وخلق المشكلات مع أزواجهن لا لشيء.. إلا للنكد.. فهن نكديات بطبعهن أعان الله أزواجهن على تلك الحياة..
ومن صفات تلك الزوجة الباحثة عن المتاعب نقل كل ما تسمعه أو تشاهده لزوجها.. فهي نمامة بطبعها وكذلك تضعه ضمن المشاكل وفي وسطها وهو بعيد عنها في الأصل.. وكذلك هي التي تسيطر عليه بأسئلتها اللامنتهية. لماذا تأخرت؟ أين كنت؟، مع من تحدثت، من أرسل لك رسائل وتأخذ جواله وتتفحصه بشكل يومي وكذلك جيوبه وأوراقه الخاصة.. فهي التي تحول بيتها إلى جحيم من المشاكل.. وكله يؤثر على أطفالها وعلى عش الزوجية.. ومن هذه النوعية الكثير الكثير في المجتمع فلا أدري لماذا تريد أن تكون المرأة هي (الحاكم الصارم) في البيت.. ولماذا لا تدع الهدوء والسكينة والسعادة تسيطر على بيتها.
* وحول تلك الزوجة يقول الشاب أحمد محمود اليمني..
حقاً إنها تبحث عن المتاعب.. فبمجرد دخولي إلى المنزل تسألني فورا من تحدث معك، من ركب السيارة معك، أين كنت، ماذا فعلت، لا تأكل هذا، لا تنام الآن، لا تفتح التلفزيون على القناة الفلانية.. إلى ان أطفش وأترك المنزل وأذهب لأصحابي في الاستراحة وحاولت كثيرا ان أغير طبعها السيئ دون فائدة ولئلا أقع في المحظور (الطلاق) أترك المنزل وأخرج ولا أعود إلى في ساعة متأخرة.
* أما عبدالعزيز العنزي فقال: دائما تقع الخلافات بيني وبين زوجتي بسبب بحثها عن المتاعب خاصة إذا طلبت القهوة عصرا فإنها تصر أن تحضر الشاي أولاً.. كذلك فهي تفتش جيوبي وتقرأ الرسائل في جوالي وهذه من أسوأ العادات التي تقوم بها المرأة مع زوجها.. وقد حصل الكثير من المشاكل بيني وبينها حتى توسط بعض الأهل والأصدقاء لحل هذه المشاكل دون فائدة معها فالطبع غلب التطبع..
كذلك يقول سامي المنصور كثيرا ما تقع النساء في هذه المشاكل ولا أدري هل هي عن قلة وعي وإدراك أم أنها الغيرة العمياء، أم حب السيطرة والتسلط أنني أقاسي من زوجتي بعض التصرفات التي تريد أن تحكمني والمنزل بها.. وأنا أحيانا أصمت لئلا اشعلها حرباً. وأحيانا لا أستطيع الصبر وشكوتها إلى أهلها دون جدوى.
* وهنا تقول الأستاذة الإخصائية فاطمة محمد السلوم: إذا كانت هكذا هي صورة بعض النساء فانني أتمنى أن تترك هذه العادة السيئة وان تبذل قصارى جهدها لتغير من طبعها وان تتخلى ولو قليلا عن تصرفاتها هذه ليسود المحبة والتفاهم أفراد الأسرة ولترفرف السعادة عليهم.. وعلى الزوجة أن تكون متسامحة وحنونة وأنثى بكل معنى الكلمة وأن تتغاضى عن الأخطاء.. وعليها أن تشعر زوجها أنه الزوج والرجل والسيد في المنزل وأنه لايزال حرا رغم زواجه.
وحاولي أن تمتدحي زوجك بين الحين والآخر وان تلبي رغباته برحابة صدر وان تحتضني أولادك بحبٍ ودفءٍ لئلا يبتعدوا عنك ويبحثون عن حضنٍ آخر بعيدا عنكِ. وتأكدي ان النقد بأسلوب لطيف له وقع السحر على النفس وأرجو أن لا تتصرفي مع زوجك وأولادك بصفة مستمرة كزوجة ناقدة وكشرطي وزوجة قاضية تحول بيتها كل يوم إلى مجلس تأديب!! بل انثري عبير الورد فيه بابتسامة وكلمة طيبة.. للعيش بهناء وسلام.
