تقع المملكة المغربية شمال غرب القارة الافريقية وتتميز بموقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا 15 كلم وبطول سواحله الممتدة على 3500 كلم، منها 512 كلم تمتد شمالا على البحر الأبيض المتوسط، و2934 كلم تمتد غربا على المحيط الأطلسي, وتمتد من ساحل رأس اسبارتيل الى الكويرة بأقصى الجنوب المغربي. يحد المغرب شرقا الجزائر وجنوبا موريتانا، وتبلغ مساحتها 710850 كلم مربع، وتحتل التضاريس الجبلية جزءا مهما منها وممتدة على سلسلة جبال الاطلس الكبير والمتوسط والصغير والريف.
أحد الشلالات بالقرب من مراكش
المناخ بالمغرب
المغرب من الدول التي يمكن ان تجتمع فيها الفصول الأربعة في يوم واحد، إذ بتدرج الزائر من الشمال الى الجنوب تتعاقب عليه أنواع المناخ وصولا الى الجنوب المغربي حيث دفء المناخ الصحراوي.
يتنوع مناخ المغرب حسب المناطق، فهو متوسطي بالشمال، محيطي بالغرب صحراوي بالجنوب. أما المناطق الساحلية فتتمتع بمناخ معتدل. ويفوق معدل الفترات المشمسة خلال اليوم الواحد الثمان ساعات. أما معدل درجة الحرارة بمراكش خلال شهر مارس فلا يتجاوز 23 درجة. وتتمتع المغرب بجوها الجميل المشمس (8 ساعات شمس في اليوم بكل من مدينة مراكش، فاس، اكادير، ورزازات) وبحرارة معتدلة تقدر بـ 21 درجة، ويعرف النصف الشمالي من البلاد فصلين: فصل جاف يمتد من شهر مايو - آيار الى نهاية شهر سبتمبر - ايلول، وفصل معتدل ورطب يمتد من بداية اكتوبر - تشرين الأول الى نهاية ابريل - نيسان.
أما الغطاء النباتي فيغلب عليه الطابع المتوسطي. فالمناطق الجبلية تعرف نمو أشجار العرعر والبلوط والأرز ونباتات جبلية أخرى. أما السهول فتعرف نمو أشجار الزيتون والأركان. في حين يكثر نبات الحلفة والشيبة بالسهول الداخلية. وتبقى الواحات بالمناطق الجنوبية المكان المثالي لنمو النخيل.
نمو السياحة
بالنظر لإمكانيات النمو الهائلة التي تتوفر عليها الصناعة السياحية بالمغرب، فإن السلطات العمومية تضعها على رأس أولوياتها من منظور أكثر شمولية بمباشرة تنفيذ برامج تنموية سريعة الخطى تندرج في إطار ما اصطلح على تسميته رؤية 2010 للنهوض بالسياحة المغربية لاستقبال 10 ملايين سائح مع إطلالة سنة 2010
وقد انتقل المغرب في ظل 10 سنوات من 2.6 مليون سائح الى حوالي 6 ملايين في 2005.
وإذا كان معدل نمو السياحة العالمية برسم سنة 2005 قد بلغ 5.5 في المائة، فإن هذه النسبة قد بلغت في المغرب 7 في المائة.
الوجهات السياحية المغربية
الرباط العاصمة السياسية والإدارية للبلاد منذ 1912 وعرفت ايضا باسم (رباط الخير) و(رباط الفتح) يعود بناء المدينة الى السلطان يعقوب المنصور الموحدي حيث اختارها عاصمة المملكة واحاطها بسور يبلغ 2263 مترا يمتد من غرب المدينة الى جنوبها ويبلغ عرضه 2.5 مترا وبعلو 10 امتار، تتخلله 5 أبواب ضخمة.
ومن الأماكن التي تفتح اذرعها للقادم - الزائر: مسجد وصومعة حسان التي تضاهي اخواتها صومعة الكتبية بمراكش والخيرالدا باشبيلية، قصبة الاوداية، قصبة شالة الشاهدة على مرور الرومان من الشمال الافريقي.
الطابع السياسي للمدينة باحتضانها الوزارات والبعثات لم يفقدها حس الاعتناء بالحدائق المنتشرة بين ربوعها، ويزيدها نهر ابي رقراق سحرا وليشكل علامة فارقة بينها وبين شقيقتها على الضفة الأخرى، مدينة سلا.
مراكش، كان يطلق على المغرب لمدة طويلة اسم مراكش وهي الان العاصمة السياحية للمغرب بامتياز بعد ان كانت خلال عصر الموحدين العاصمة السياسية للحكم. ما انفك عدد السياح الاجانب الوافدين عليها يتزايد سنة بعد أخرى ما دفع كثيراً منهم الى اختيارها مقرا ومستقرا بعد الوقوع في حبها وحب مآثرها ورياضاتها (منازله العتيقة) البهيجة العامرة.
زيارة المدينة لن تنتهي دون زيارة ساحة جامع الفنا ولعلها من أشهر الساحات في العالم، هناك جميع أنواع الفرجة، حيث مروض الثعابين والحيات على ايقاعات الناي ومروضي القرود والحكواتي والسلوبه المشوق في الحكي الذي يشد اليه الكبار والصغار. الساحة أصبحت محجا لمريدي استطعام جواهر الطبخ المغربي الذي مزج الافريقي بالاندلسي بالمتوسطي بالاطباق الامازيغية التي يسيل لها اللعاب.
فاس، يعود الفضل في تأسيس المدينة الى المولى ادريس الثاني سنة 808م، لتصبح فيما بعد موطنا للاندلسيين النازحين بعد سقوط غرناطة. تقع المدينة في الوسط الشمالي للغرب وهي بذلك تربط الشمال بالجنوب والغرب بالشرق.
تحتضن المدينة جامعة القرويين. عرفت بكونها العاصمة الروحية للمغرب والتي قيل فيها: إن العلم ينبع من صدور أهلها، كما ينبع الماء من عيونها، وقد أصبحت جامعة القرويين بفاس منذ القرن السابع الهجري (الثاني عشر الميلادي)، أول جامعة في الغرب الإسلامي.
اغادير، تعني بالامعازيغية الحصن المنيع، بعد سنة 1960 اطلق عليه مدينة الانبعاث اذ تمت إعادة بنائها على نمط حديث بعد الاضرار التي تعرضت اليها إثر الزلزال الذي ضربها غداة الاستقلال، الآن تشتهر المدينة بشواطئها المترامية ذات الرمال الذهبية وشمسها الدافئة حيث يمكن الاسترخاء حتى اطلق عليها لقب ميامي المغربية.
طنجة، تقف طنجة عروس الشمال كما اصطلح على تسميتها ومسقط رأس ابن بطوطة، اشهر الرحالة العرب مزهوة بموقعها وتاريخها على البحر المتوسط والمحيط الاطلسي بوابة غربية للعالم الإسلامي، فأنت على بعد 14 كيلو مترا من أوروبا.
تعتبر مغارة هرقل التي نسجت حولها عشرات الاساطير، التي تقول ان افريقيا كانت متصلة بأوروبا وان هرقل ضرب الجبل لتختلط مياه المتوسط بمياه الاطلسي وتنفصل اوروبا عن افريقيا، احدى أكبر المغارات في افريقيا حيث تمتد سراديبها ثلاثين كيلومترا تطل على البحر المتوسط.
زاكورة - ورزازات، من الوجهات السياحية التي اضحت تستقطب أعداداً كبيرة من السياح الأجانب والمغاربة حيث يستقبلك السكان المحليون ببشابة غير معهودة في غير هذا المكان تعلو سمرة لونهم. المنطقة كذلك غنية بواحاتها وقصورها الصامدة في وجه قساوة المناخ في المنطقة. كما أنها أصبحت استوديوهات سينمائية مفتوحة تستقطب رواد الصناعة السينمائية في العالم اجمع، ومن بين الأماكن التي يمكن زيارتها في المنطقة استوديوهات ورزازات السينمائية.
إفران، تقع عند سفوح الجبال الاطلسية هي المدينة الصغيرة ذات الجمال الأوروبي الأخاذ، حتى اطلق عليها عشاقها (سويسرا الصغيرة) حيث نقاء الهواء الذي تسهم فيه أشجار الأرز والصنوبر والبلوط الأخضر الباسقة المطلة على عيون الماء الرقراق والبحيرات التي لم تفقد من عذوبة مياهها شيئاً.