استطاع (السيراميك) أن يسحب البساط من تحت (الموكيت) بعد أن أصبح التوجه إليه بشكل قوي نظراً لتطور هذه الصناعة، ما أظهر في السوق الكثير من الأشكال والألوان الجميلة ذات الجودة العالية والسعر المعقول خاصة أن أسعار (السيراميك) لا ترتبط بتعرفة واحدة فهي تبدأ من 25 إلى 200 ريال للمتر المربع، وهذا ما شجع المستهلكين إلى التوجه إليها ونيسان (الموكيت) بالإضافة إلى سهولة التنظيف على ربات المنازل.
كما أن التطور التقني في هذه الصناعة لعب دوراً في تغلب (السيراميك) على الرخام بعد أن استطاعت الشركات الأوروبية خاصة الاسبانية منها تصنيع منتجات تحمل مواصفات رائعة والواناً مختلفة بجودة عالية جداً تجعل المستهلك غير قادر على التفريق بينها وبين الرخام. وإذا كان السيراميك يستخدم في السابق في مواقع محددة من المنزل كالحمامات والمطابخ فقد أصبح الآن يغطي جميع مساحات المنزل، ولم يعد يقتصر على تواجده في المنازل فحسب بل امتد إلى الاستثمارات السياحية كالفنادق والشقق المفروشة وصالات العروض وفي الآونة الأخيرة بدأ يغزو العمائر السكنية بعد أن وجد أصحابها أن تجهيز الشقق بالسيراميك يرفع الدخل السنوي للإيجارات.
ورغم أن معظم فئات المجتمع اتجهت إلى السيراميك إلا أن الرخام يبقى حاضراً بقوة، فهو المنتج الطبيعي الذي لا يضاهيه أي منتج صناعي حتى أصبح تواجده الآن يدل على الفخامة وجمال الذوق.. رغم بعض سلبياته التي تنسى بمجرد النظر إليه.
وبينما أصبح السيراميك منتشراً بين فئات المجتمع المختلفة فإن الرخام أصبح محصوراً في القصور والفلل الفخمة، ويعود ذلك إلى فرق الأسعار بين السيراميك والرخام الذي يتراوح سعر المتر المربع منه ما بين 50 و1500 ريال. وبالعودة إلى السيراميك فإن المنتجات المتداولة حالياً منه تعود إلى صناعات اماراتية وسعودية، وان كان التصنيع الوطني محدوداً جداً في هذا المجال، وتحظى المنتجات الاسبانية والايطالية والألمانية والصينية برضا معظم الأذواق بسبب جودتها وجمالها وأسعارها المنافسة.
وفي الرخام تعد أفضل المنتجات التي تأتي من ايطاليا واسبانيا واليونان. وتعاني الصناعة الوطنية في الرخام بعض الضعف في مستواها إلا أنها تتميز بجودة عالية في مجال الجرانيت الذي يعد أفضل منتج في العالم، ويعد سوق جدة أكبر سوق تجاري في مجال الرخام على مستوى الشرق الأوسط. ويتجه السيراميك والرخام في السوق المحلي إلى المنازل والعمائر السكنية وكذلك مباني الشركات والمؤسسات التجارية، فيما يتجه جزء بسيط منه إلى الفنادق والقرى السياحية وصالات الافراح نظراً لقلتها مقارنة ببقية المباني.
أما السجاد فلا يزال يسجل حضوراً قوياً في المنازل رغم انتشار الرخام والسيراميك اللذين أصبحا يتواجدان في كل منزل تقريباً إلا أن هذا الحضور اختلف من حيث الأذواق.. فبعد أن كان معظم المستهلكين يفضلون القطع الكبيرة التي تغطي الغرفة بكاملها أصبحوا الآن يتجهون إلى القطع الصغيرة والمتوسطة التي يتم وضعها في الوسط لتضفي منظراً جمالياً باختلاطها مع السيراميك أو الرخام، وكان السجاد الكلاسيكي المشجر ذو الألوان الداكنة هو المفضل والأكثر مبيعاً في الأسواق، أما الآن فإن الألوان الفاتحة والنقشات الخفيفة هي سيدة الموقف.
وتركز محلات الأثاث والمفروشات على جلب السجاد الذي يتناسب مع ألوان الأثاث الموجود لديها بمقاسات متوسطة وصغيرة بينما تغيب المقاسات الكبيرة في هذه المحلات، كما تهتم هذه المحلات بالرسومات الحديثة التي تتركز غالبيتها على الأشكال الهندسية والخطوط العريضة التي تمتد على الجوانب.
وحتى الآن ما زال المستهلكون بمختلف فئاتهم يقبلون على السجاد، وتكثر ألوان البيج والأخضر والأصفر والأحمر والأزرق الفاتح بسبب الاقبال عليها، بينما قل الطلب على اللونين الأسود والبني.