في بداية فيلم (مفتون)، وهو بمثابة محاولة ساخرة جيدة من ديزني، يظهر روبرت فيليب (باتريك ديمبسي)، وهو محام خاص بقضايا الطلاق، وهو يعطى ابنته البالغة من العمر 6 سنوات كتاباً عن أشهر السيدات. وعندما جاءوا لقصة ماري كوري، بدأ الأب في تمجيد تفاني السيدة في العلم ومساهماتها تجاه الصحة العامة لدرجة اعترافه آسفاً بأنها ماتت نتيجة تسمم إشعاعي.
تلك هي النماذج التي يعرضها الفيلم والتي في النهاية تجد أنها لسيدات في أفلام الصيف الكوميدية الشيقة، حيث يفزن بكونهن سيدات ناجحات وأميرات على السواء. في هذا الفيلم العائلي النادر والذي يبعث جدياً بالنداء إلى الأسرة بكاملها، تحتفل إمبراطورية ديزني بأكملها بشخصية الأميرة الكلاسيكية التي اخترعتها فعلياً بينما تطلق كليشيهات لذيذة في نفس الوقت.
يبدأ فيلم (المسحورة) بسلسلة من الصور المتحركه الممتعة التي تذكرنا بالعهد الكلاسيكي مثل فيلم (سنو وايت) و(سيندريلا) حيث تتوق فتاة ريفية جميلة وطيبة تدعى جيزل لأميرها الوسيم؛ بينما يتطلع إليها حيوانات الغابة. وأخيراً عندما يأتي إليها أميرها ويتم تحديد موعد الزفاف في اليوم التالي، تظهر زوجة أبيه الشريرة وتبدأ بتدبير مؤامرة لإبعاد جيزل عن مملكتها. ما أفضل العذاب من مكان (لن تجد فيه سعادة أبداً) كما تصفه زوجة الأب وهي تتحدث عن حي مانهاتن العصري بالطبع.
في تلك اللحظة ينتقل فيلم (المسحورة) من كونه فيلم كرتون إلى فيلم حركة، حيث تظهر إيمي ادامز، و قد قامت بأداء مقنع تماماً، في دور أميرة مذهلة بفستان زفاف فخم ومشاهد لجيزل الفتاة البريئة ذات العيون الواسعة وهي تخطئ في فهم رجل أعمال قصير القامة، حيث تصرخ بشدة قائلة إنه (حاد الطبع!) عندما كان ينظر إليها بغضب. بينما تحاول هي إيجاد طريق بين الجمهور في ميدان التايمز فتجعل المشهد مرحاً وكأنه مثل سمك يخرج من الماء، حيث تأخذ الأميرة اختباراً حقيقياً في عالم واقعي جداً.
يبدأ التوتر السردي (إن لم يكن مصطلحاً رناناً لمثل هذا العمل الفني المرح) عندما تقابل جيزل روبرت، الذي بحكم الخبرة الشخصيه والمهنية أصبح يشك في كل صور الحب. وقد كان على وشك التقدم للارتباط بخطيبتة صعبة الطباع (إندينا منزل في دور صعب) أما ثرثرة جيزل عن الحب الحقيقي فكانت تجذبه بقوة لدرجة أنه كان يفقد الكلام أمامها. في هذه الأثناء، يأتي أمير جيزل (جيمس مارسدن) الشجاع الغامض إلى مانهاتن لإنقاذها يجر وراءه سنجاباً أمريكياً صغيراً مخططاً في صورة تعتبر أجمل القطع الفنية في الفيلم.
بشكل أو بآخر يمكن القول إن فيلم (المسحورة) مفعم بمثل هذه المشاهد التي تستوقفك خاصة بعض القطع الموسيقيه الرائعة التي وضعها ألن منكن وستيفن شوارتز أحد ملحني مؤسسة ديزني. فإذا كانت أغنية الخلفية المرحة (أعمل في سعادة) والتي يقوم بأدائها جوقة من الزواحف من فئران وحمام وصراصير نيويورك، يعتبرها بعض المشاهدين شديدي الحساسيه أنها مقززة، فمن المؤكد أنهم سيبهرون بالأغنية الرومانسية (هكذا تعلم) والتي يقوم بها 150 مغنياً وراقصاً في سنترال بارك. في فكرة ممتازة، تظهر بعض الأصوات الحقيقية وراء بطلات ديزني الكرتون في أدوار ثانوية مثل جودي بينسون (الحورية الصغيرة) في دور عاملة استقبال في شركة محاماة. وقد قام كيفن ليما بإخراج هذا العمل متفاوت الجودة والمثير للدهشة.
وجدير بالذكر أن ليما قام بإخرج فيلم (102 كلب دلماسي) و(طرزان). وهو الذي وضع الفيلم في مراحله الجديدة.
في فيلم (المسحورة)، تجسد آمي أدامز بمهارة دور أميرة صادقة متحمسة، ولكن لا تنخدع بالنظرات الحالمة مثل الدمية. فهي تمثل بدقة وأداء قوي دور فتاة في مقتبل العمر في مخاض اكتشاف عاطفتها الحقيقية المكبوتة حتى الآن. ولكن هذا مجرد معنى باطني لقصة يهيمن عليها الحلاوة والخفة والحب أكثر من السخرية. للوهلة الأولى، يظهر فيلم (المسحورة) وكأنه يصور تفاصيل حياة أميرة في ثوب مزركش. ولكن فكرة النهاية السعيدة وهي أن تصبح أميرة وفي نفس الوقت امرأة ناجحة في العمل هي فكرة جيدة بالفعل. ولك حرية الرأي فيما إذا كان العمل يعتبر إنجازاً بالفعل أو مجرد قصة خيالية تم عرضها من قبل في فيلم آخر، ولكن الآن: هل من شخص يريد تجسيد دور ماري كوري في ملابس حريرية وردية؟