يا غبي... كررها معلموه كثيراً على مسامعه ولم يكن والده يتردد في وصفه بها في أبسط المواقف.. وقد تقطع نفسه حسرات، وتساقطت نفسه غماً وأسفاً، وتقطعت أحشاؤه حزناً ولهفاً كبر المعتقد وتضخم وأصبحت الهوية الجديدة له هي (الغبي)!
ترك المدرسة وهجر التعليم فالأغبياء لا مكان لهم في المدارس!
أصبح صديقاً للشوارع هائماً على وجهه لا يلوي على شيء، كسير الفؤاد، موجع القلب متسولاً مرة وعابثاً أخرى ولصاً في مرات!
يحركه عزمٌ واهن ورأيٌ ساقط ونفس صغيرة! يرى الناس من حوله نظر الحيوان الأعجم للعالم البحر الحجة!
خمس عشرة سنة يتصرف كغبي! وبعد هذه السنين العجاف دخل مصادفة إلى اختبار تحديد مستوى الذكاء وكانت الصاعقة والمفاجأة المذهلة أن درجة ذكاءه 160 وهي تعني أنه عبقري !!!.
فخرج من الاختبار بصورة ذهنية أخرى! وبدأ يتصرف بهوية وتفكير وطموح (العبقري) أصبح كثير العمل عالي الهمة دائب السعي نافذ الهمة، يقظ الجنان والتقلب، قائم على ساقه، يصل نهاره بليله شرع في تأليف الكتب وسجل عشرات براءات الاختراع..
إنهالت العروض عليه تغيرت حياته وتبدلت أحواله! فقط عندما تغيرت صورته الذهنية عن نفسه! عندما آمن واعتقد أنه شخص جيد! لم يكتسب فجأة علماً جديداً، ولم يحصل على قدر هائل من المعارف! بل امتلك ما هو أعظم ونال ما هو أخطر! في النفس عالية وصورة ذهنية جميلة عن الذات! فماذا كانت الحصيلة؟
تفوق أكثر وفعالية أعظم وشخصية متميزة فكان يتصرف بحسب ما يرى نفسه! فكم من شخص من حولنا يملك عقلية جبارة وشخصية رائعة ولكنهم يتصرفون على النقيض من حقيقتيهم!
ولابد أن نعلم جميعاً أن جواز مرورنا من بوابة النجاح هو الصورة الذهنية عن ذواتنا بل هي أفضل إعداد وخير تهيئة للتفوق في الحياة إن من لا يحب نفسه ولا يعطيها قدرها لن يجد نفسه باذلاً للخير محباً للناس ففاقد الشيء لا يعطيه! وأبشرك أن في الحياة آمال وفي الجدار ألف نافذة لا شيء يمنعك الآن من استعادة ما فقدته ارسم أجمل اللوحات عن نفسك وتأكد أن تملك نعمة العقل ونعمة الاختيار صمم على تغيير حياتك وأصر على أن تحلق في فضاءات النجاح.
ومضة قلم
تذكر أن السقوط لا يقلل من قدرك! ولكن الهزيمة أن لا تنهض!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244
د. خالد بن صالح المنيف
Khalids225@hotmail.com