* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري
يتعرض الكبار والصغار لمشكلات مزمنة تتعلق بالجهاز التنفسي والتي يصاحبها ضيق في التنفس وسعال وأحيانا اختناق في الحالات الشديدة التي قد يتطلب معها الأمر نقل المريض فورا إلى المستشفى وإسعافه باسطوانة الأكسجين، والتي قد يكون سببها معروفا للبعض مثل دخان السجائر أو الغبار أو حبوب اللقاح أو غذاء معين وأخرى قد لا يكون سببها متعارفا عليه وقد تهاجم المريض نوبة مفاجئة ثم يكتشف السبب فيما بعد أو أن هناك أسبابا قد تستجد بمرور الأيام وباختلاف الظروف البيئية المحيطة بنا,.... ومن أشهر هذه الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي الربو والتهاب الشعب الهوائية وما يهمنا هو أن نتعرف على أسبابها حتى نتقيها وان نتعرف على الغذاء المناسب لمقاومتها:
أولا: الربو أو ضيق التنفس:
هو مرض مزمن من أمراض الجهاز التنفسي، ويصاب به حوالي 15-20% من الأطفال بالإضافة إلى الكبار, وعلى الرغم من أنه لا يوجد سبب واحد محدد للربو إلا أنه يزداد كلما زاد تلوث الهواء حيث إن هذه المواد الملوثة للهواء تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي والرئتين.
ومن أشهر أعراضه السعال المستمر وبعض الحشرجة في الصدر وخاصة بالليل، وإذا كانت النوبة شديدة تزداد حشرجة الصدر وعدم القدرة على التنفس والشعور بالضيق في المنطقة المحيطة بالصدر,... والسبب في هذا هو ضيق في الجدران العضلية للشعبتين مما يضيق منافذ الهواء وبالتالي يسد تدفق الهواء سواء الداخل إلي الرئتين أو الخارج منها. ويؤدي هذا بدوره إلى تراكم المخاط مما يزيد من حالة الانسداد سوءا, ويحدث السعال الجاف كلما حاول الجسم توسيع الممرات الهوائية. وهناك ثلاث طرق لعلاج هذه الحالات:
1- إزالة العوامل المسببة للربو: لا ينبغي لمرضى الربو التدخين أبدا: ويجب أن يبعدوا عن الهواء الملوث بالدخان، ويساعد التنظيف المستمر الدائب للأتربة واستخدام المكنسة الكهربية ذات الفلاتر الخاصة لشفط التراب الدقيق على منع تراكم الغبار وذراته في المنزل وبذلك يزال السبب من أساسه.
2- منع أزمات الربو: وذلك باستنشاق العقاقير الاسترويدية التي تصل مباشرة للرئتين حيث تقلل من حساسية الغشاء المخاطي المبطن للرئتين، وكذلك العقاقير غير الاسترويدية حيث يكون لها نفس التأثير.
3- العلاج المكثف: وذلك باستخدام الأدوية المسيلة لإفرازات الجهاز التنفسي حيث تعمل مباشرة على الجدران العضلية لمخارج الهواء مما يساعد على استرخائها وبذلك تفتح منافذ الهواء ويتم تناول هذه العقاقير باستخدام البخاخة أوالاستنشاق.
حالات الربو ومحاولة التغلب عليها
بالغذاء السليم
على الرغم من أن بعض مرضى الربو يعتقدون أن الحساسية لبعض أنواع الطعام قد تتسبب في حدوث نوبات الربو, لكن معظم الأطباء يعتقدون أن هذا لا ينطبق على أكثر من 2-3 % من المصابين بهذه الحالة, فالحساسية الحقيقية هي التي ينتج عنها استجابة ملحوظة من الجهاز المناعي, وبينما يكون ذلك نادرا فالغذاء يؤثر في الكثير من الناس المصابن بالربو بطرق أخرى.
ومن هنا ينبغي اتباع برنامج غذائي صحي مع التأكيد على تناول انواع من الخضروات والفاكهة يوميا, مما يضمن الحصول على كمية وفيرة من فيتامينات أ, ج، ه المضادة للأكسدة التي تساعد على محاربة الجزيئات الحرة, فهذه الكيماويات تتكون في الجسم استجابة لدخان السجائر من ناحية ومن ناحية أخرى استجابة للملوثات الأخرى التي تلعب دورا في حدوث الالتهاب بالممرات.
الهوائية
ويساعد فيتامين ج على تحسين حالة الرئتين ويقوي الممرات الهوائية على مقاومة الضيق, ووجد الباحثون أن تناول خمس تفاحات أو أكثر أسبوعيا يرتبط بتحسن حالة الرئتين بأن هذا قد يكون نتيجة لوجود نسب مرتفعة لأحد مضادات الأكسدة يسمى كويرسيتين quercitin وبالإضافة للتفاح وغيره من الفاكهة الصلبة يوجد مضاد الأكسدة هذا في البصل وكذلك في الشاي.
ملاحظات غذائية
- يساعد المغنسيوم على استرخاء الممرات الهوائية، وقد يتعرض مرضى الربو الذين يفتقرون لهذا العنصر إلى نوبات الربو المعروفة, ومن أهم مصادر المغنسيوم البسلة الخضراء والأسماك وبذور دوار الشمس.
- يتعرض مرضى الربو لحالات حرقان القلب التي بالإضافة لكونها غير مستحبة الحدوث إلا أنها أيضا قد تكون سببا من أسباب حدوث نوبات الربو, ومن المحتمل أن هذا يحدث لأن الأعصاب الحساسة للمرئ تتسبب في حدوث ضيق في الممرات الهوائية.
- من المحتمل حدوث نوبات الربو بصورة كبيرة في حالة البدانة المفرطة, وذلك لأن العضلات تكون في حاجة متزايدة للأكسجين، بالإضافة إلى أن الضغط على العضلات يزيد من صعوبة تنفس الأكسجين الكافي.
ثانيا: التهابات الشعب الهوائية
تعتبر التهابات الشعب الهوائية حالة طويلة الأمد تنتج عن التهيج المستمر للرئتين، وهذا غالبا ما يحدث بسبب دخان السجائر وتراكماته في خلايا الرئتين التي تشبه القار, ولكن هناك عوامل أخرى مرتبطة ولها دخل كبير في الإصابة، مثل تلوث الهواء والغبار ودخان احتراق الفحم وكذلك الفيروسات والبكتريا, حيث تثير هذه المهيجات البطانة الرقيقة للممرات الهوائية الصغيرة بالرئتين، التي بدورها تستجيب بإفراز كميات كبيرة من المخاط, وهذا المخاط ذو الطبيعة اللزجة يجذب ذرات الغبار ويعمل على إزاحة هذا المخاط من أضيق جزء بالرئتين إلى الحلقوم خلايا متخصصة, وبعد هذه الإزاحة إما أن يبتلع هذا المخاط أويبصق إلى الخارج. وبتكرار هذا ومع مرور الوقت تتكون كميات أكبر من المخاط مما يؤدي لسعال مستمر، وبالإضافة لهذا تضيق الممرات الهوائية مسببة حشرجة في الصدر وصعوبة في التنفس.
وتبدأ الأعراض في صورة سعال لا يهدأ وإفراز مستمر للمخاط، وفي النهاية يصبح السعال حالة دائمة وتستمر حالة صعوبة التنفس مما يشكل عبئا على القلب.
وعند ظهور الأعراض المبكرة لالتهابات الشعب الهوائية, من الواجب على المدخن التوقف عن هذه العادة فورا، وتجنب التعرض للغبار الذي يسبب التهيج.
وهذه الأمور ضرورية لتجنب المزيد من التدهور في الحالة الصحية على الرغم من أن الضرر الذي يحدث ليس من السهل إصلاحه.
ويتضمن العلاج كما في حالات الربو استنشاق الأدوية المسيلة لإفرازات الجهاز التنفسي التي بدورها تساعد على استرخاء العضلات في جدران الممرات الهوائية مما يحسن من عملية مرور الهواء. ويمكن التخفيف من التهاب الممرات الهوائية بالعقاقير الاسترويدية, أما إذا كانت هناك عدوى كامنة بالشعبتين هنا يلزم اللجوء للمضادات الحيوية, أما في حالة الصعوبة الشديدة في التنفس يجب إمداد المريض باسطوانة أكسجين, ولتجنب أي مضاعفات قد تضر بالرئتين ينصح بالتطعيم ضد الإنفلونزا.
التهاب الشعب والغذاء
على الرغم من أنه ليست هناك أغذية معينة تشفي من الإصابة بهذه الحالة إلا أن الوجبة التي تتناولها تساعدك على البقاء في أحسن حالة صحية بحيث تقاوم الأعراض المرضية. لذا ينصح بتناول الوجبة الصحية ذات المواصفات التالية:
* تشمل الحبوب الكاملة والخضروات مع احتوائها على أقل قدر من الأغذية المحسنة المحتوية على السكر الأبيض والدقيق الأبيض.
* وأهم متطلب للوجبة الصحية هو تناول الأغذية المحتوية على الفيتامينات والمعادن وخاصة البيتاكاروتين، هو فيتامين أو كذلك فيتامين ج والزنك لأن هذه المغذيات تمدك بالصحة الجيدة عامة وتحسن من حالة الجهاز المناعى.
* للحصول على البيتا كاروتين ينصح بتناول البرتقال والفاكهة والخضروات الحمراء والصفراء التي تشمل المشمش والمانجو والموالح والجزر والبطاطا والقرع العسلي والفلفل. والأفوكادو والخضروات ذات اللون الأخضر مثل البروكلي والكرنب واللحوم والحبوب الكاملة.
* وللحصول على المزيد من فيتامين ج ينصح بتناول الموالح والموز والأناناس والتوت والكيوي والمشمش والفراولة والكرنب والجزر.
* كما في حالات الربو يفيد تناول الأغذية المحتوية على الزنك التي تبعد احتمال العدوى والأغذية المحتوية على الكويرسيتين المضاد للأكسدة.
ملاحظات تغذوية
- يعتقد بعض الناس أن تناول الحليب ومنتجات الألبان يزيد من المخاط على الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي على ذلك.
- تجنب السكريات والأطعمة السكرية التي لا تحتوي على قيمة غذائية عالية، كما أنها تكون سببا في زيادة الوزن الذي يزيد المشكلة سوءا.
- لا تعتبر الوجبات المقلية والعالية الدهون مفيدة للصحة عامة كما أنها أيضا تزيد من الوزن مما يشكل عبئا على الرئتين.