وجه إعلامي فرض نفسه بعفويته وتلقائيته وحضور طاغ، وبطلَة مميزة ومريحة استطاعت أن تجد لنفسها مكاناً مميزاً بين زخم إعلامي وإعلاميات الوطن العربي وحلت ضيفة مرحبا بها لدى البيوت بطول الوطن وعرضه، وبرغم مجالها الإخباري (الجاف) لكنها بمصداقية طرحها وهدوء ورصانة تعاملها مع الخبر حصدت جماهيرية كبيرة وأصبحت إحدى نجوم الشاشة إنها سهير القيسي مذيعة قناة العربية الآتية من عيادات الأسنان إلى ميكروفون الإذاعة ومن ثم كاميرة التلفزيون..
* كيف كانت طفولتك؟ وهل مهدت لرحلتك الإعلامية؟
- عشت طفولتي أنهل من مبادئ أبي الذي عاش حياة ثرية فكرياً وتركني في مرحلة مبكرة، بعد أن غرس في نفسي قيما وقوة إرادة تدفعني إلى الأمام دائما، كنت أحب المشاركات في الفعاليات الثقافية والفنية التي تجري في مدرستي مثل الغناء والرسم، ومثلت مدارسي في جميع مسابقات المتفوقين، كما كان عندي حب وشغف كبير للمسرح و (الخطابة بالذات) لذلك أعتقد أن تركيبة شخصيتي كانت تميل للإعلام منذ البداية.
* من أي الأبواب ولجت إلى عالم الإعلام الطموح أم الدراسة؟
- كنت سباقة بين أقراني بالطموح والأفكار الكبيرة (درست الطب) ولم أدرس الإعلام الأكاديمي وأنا فخورة بدراستي لطب الأسنان.
وأرى أن مهنة الطب تجمع عاملين مهمين فيها (الحس الإنساني والصدق في التعامل) وهما عنصرا النجاح.
* متى داعبت خيالك أضواء الإعلام؟
- أثناء الدراسة الابتدائية اختارتني المذيعة العراقية الشهيرة آنذاك نسرين جورج لأكون ضمن الأطفال الذين تتعاون معهم في برامجها بعد أن التقت مجموعة من المتفوقين في حي (الكرخ ببغداد)، وكنت من بينهم، وأذكر أنني كنت أكثر الأطفال مناقشة وحديثا معها ومع الكاميرا مما حدا بها إلى اختياري، في المرحلة الإعدادية أصبحت من أصدقاء الإذاعة الإنجليزية في بغداد، وكنت أعد برامج وأرسلها لهم وكل شيء كان عن طريق المراسلة حتى طلبوا مني العمل الدائم في الإذاعة حين كنت في الكلية، وذهبت للقائهم وكانت اللحظة التي جلست فيها وراء المايكروفون لأول مرة من أسعد اللحظات في حياتي، وأيقنت منذ ساعتها أني لا أستطيع العيش دون المايكرفون.
لكنني رفضت العمل الدائم وتوقيع أي شكل من أشكال العقود مع إذاعة (الأف أم) الإنكليزية رغم إلحاح الإذاعة لأنني كنت أرفض العمل في إعلام موجه.
* من أين كانت انطلاقتك إعلامياً؟
- من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أقمت عند شقيقي ولم تهدأ موهبة الإعلام في داخلي بل بقيت تشتعل كالبركان وحال وصولي إلى دبي سنحت لي الفرصة لأقدم في مؤسسة (ام. بي. سي) وفعلا قابلت الأستاذ الإعلامي الكبير حسن معوض الذي اقتنع بقدراتي- والحمد لله- بدأت العمل معهم.
* ماذا عن تجربتك مع إذاعة (بانوراما أم. بي. سي)؟
- لن أنسى أبدا الحنان والتشجيع والقوة التي منحتني إياها هذه الإذاعة الرائعة منذ أول يوم وضعت قدمي فيها وحتى اللحظة، كما أشعر بالامتنان لمديري الذين منحوني الثقة لأدخل مجال الإعلام، و كانوا ومازالوا معينا لا ينضب لي، وثقتهم بي كانت دافعي لأتطور ولم تمر لحظة في البانوراما دون أن أتعلم فيها شيئا.
* إذا كان هذا ما قدمته لك ال (بانوراما) فماذا قدمت لها؟
- على مدار سنة ونصف قدمت برامج وأفكاراً جديدة مثل (صحتك أولا) وبرنامج (كالوريز).. إضافة إلى الأخبار السياسية، وكل ما يتعلق بالتغطيات السياسية والميدانية لأهم الأحداث على الساحة العربية والدولية).
* بصراحة هل جمالك كان جواز انتقالك لقناة العربية؟
- لو كان الشكل هو المعيار لكنت فشلت في أول اختبار، ولما عرفني الناس وأحبني الكثيرون، وأنا مجرد صوت يطل عليهم بين الحين والآخر عبر أثير راديو بانوراما دون أن يعلموا شيئا عن شكلي، أنا لا أنكر أبدا فضل شكلي وحضوري أمام الكاميرا في اختياري لأكون مذيعة في قناة العربية، إلا أن هذا كان جزءا من كل.
لقد خضعت لفترة تدريب وتقييم استمرت سبعة أشهر حتى ظهرت عبر العربية، وبعد أن لمست إدارة الام بي سي في شخصيتي مضمونا وموهبة وشكلا شرفتني باختيارها لي.
* هل تستمرين بشخصيتك الجادة والدبلوماسية حتى في المنزل؟
- لا فأنا في المنزل يكون حالي مختلفا تماما عما هو عليه أمام الكاميرات، البيت هو المكان المناسب لإطلاق مواهبي الأخرى والقيام بمختلف هواياتي المتعددة، ففي منزلي أحب كثيرا أن أطبخ أيام العطل، وأحب أن يكون كل شيء منسقا ومرتبا، كما أنني أعشق الألوان الدافئة للمنزل، كما أحب وضع صوري في كل مكان.
لا أحب السهر إلا مع أهلي عندما يزورونني من وقت لآخر. وأقضي أغلب أيام العطل في التبضع.
* ألا تشمل هواياتك القراءة والموسيقى؟
- بالتأكيد فالمطالعة أصبحت ضرورة أكثر من هواية بعد أن انتقلت إلى مجال الإعلام، وأنا بطبعي لدي نهم للقراءة وشغف كبير للكتب، ومن الكتب التي تركت أثرا عميقا في نفسي كتاب (الشخصية الناجحة) للكاتب المصري الكبير سلامة موسى أضاف لي الكثير.
كما قرأت لكثيرين مثل طه حسين وإحسان عبد القدوس وغادة السمان، وأعشق فلسفة جبران خليل جبران، و للكاتب الكبير تركي الحمد روايته (ريح الجنة) ويستهويني الشعر الخليجي خاصة أشعار الغزل أعتبرها من أجمل ما قيل في المرأة، وأحب سماعها كثيرا، حيث إني لا أجيد قراءتها أحب نزار قباني، كما أعشق الموسيقى، وأسمع كل شيء أصيل حديث أو قديم أحب الموسيقى مهما اختلفت أصولها وانتماءاتها، وأحب السمفونيات إلى قلبي هي سمفونيات موتزارت ففيها الكثير من شخصيتي ويعجبني من المطربين العرب، الفنانة الراحلة ذكرى وأنغام ومن الخليج أسمع كثيرا لعبد المجيد عبد الله وطبعا أسمع العمالقة الكبار مثل أغاني أم كلثوم القديمة، وأعشق صوت سعاد محمد.
وأهوى كذلك سماع الأغاني التركية خاصة أغاني إبراهيم طاتليس.