اتجهت أنظار المحطات الفضائية وأصحابها فجأةً إلى بقعة جميلة وطيبة من عالمنا العربي ألا وهي منطقة المغرب العربي فبادرت قنوات (ام بي سي) و(ال بي سي) و(الجزيرة) في الانطلاق صوبها وهذا في الواقع أمر طيب وفعل حسن لأن فكرة ربط الوطن العربي إعلامياً إحدى الأفكار الصائبة ولها العديد من الفوائد ليس على المستويين الفكري والاجتماعي فحسب، بل على كافة المستويات، فالنشاط الإعلامي المكثّف يصل ما قطعته الحدود والمسافات ويسلّط الضوء على السمات والشيم العربية الواحدة، مما يعيد أو يساعد في إعادة لم الشمل العربي وتعرّف الإخوان على بعضهم البعض، كما يثري جوانب اقتصادية عديدة مثل السياحة والمنتجات التي يختص بها كل قطر والمواصلات وغيرها.
ويعد اتجاه أبناء المشرق نحو الغرب إعلامياً خطوة لابد أن تتلوها خطوات مثل عدم الاكتفاء بالبث هناك فقط، بل يجب السعي لإنتاج برامج وأعمال تخص أبناء المغرب العربي وأيضاً بث أعمال مغاربية في تلفزيونات المشرق لأن تفاعل المجتمعات لا يأتي بمجرد الاشتراك في حزمة فضائية واحدة أو قمر ما، ولكن بالتوغل في قضايا ومشاكل المجتمعات ومشاطرتهم أفراحهم وأتراحهم واستثارة وشائج القربى وإيقاظ بواعث المصلحة الشاملة بدلاً من الارتماء في أحضان إعلام غربي بثقافته الغريبة والتي لا تحمل شيئاً سوى المزيد من الفرقة.
تركي البسام
tb787@hotmail.com