يمر الأطفال في المرحلة من سن 7 - 10 سنوات بتحولات كبيرة ينعكس تأثيرها على سلوكهم وعلاقتهم بالمحيطين بهم؛ إذ يحاول الطفل في هذه السن أن يثبت أنه لم يعد صغيراً ومن حقه أن يتخذ القرارات ويكون له دور مشابه للدور الذي يلعبه الكبار في محيطه، وهذا الشعور يدفعه إلى التمرد على طاعة والديه، وإحدى علامات هذا التمرد معاملتهم ندا لند واستخدام نفس العبارات التي يستخدمونها في النقد والتذمر؛ إذ إن كل ما يشغل الطفل في هذه الفترة هو إعلان استقلاله. بالطبع هو يتأثر بكل ما يحدث حوله وبالعباراة التي يسمعها تتردد على لسان أبويه وإخوته الأكبر سنا، وأيضا الكلمات التي تتردد في الأفلام والرسوم المتحركة، وعادة يشعر الطفل في هذه السن برغبة في تجربة ترديد مثل هذه الكلمات بنفسه ليختبر ردة فعل الآخرين، دون أن يفكر إن كانت لائقة أم لا، كما تجذبه فكرة تبادل الأدوار مع أمه أو أبيه، وهذا يدفعه إلى مجاراتهما ومراددتهما في الحديث، وفي مثل هذه الحالات ينصح الخبراء بعدم التسرع في الحكم على الطفل بأنه حقق غرضه ونجح في إثارة اهتمام والديه أو استفزازهما، والأفضل أن يتجاهلا جرأته في الحديث، وأن يتم التركيز على تأكيد أهمية احترام القوانين داخل المنزل. وأن أي محاولة تجاوز أو تفوه بحماقات في المستقبل ستترتب عليها عواقب وخيمة، ودون أن يشعر الطفل، يحاول الأبوان أن يرقبا تصرفاته ويمنحاه اهتماما خاصا، ففي كثير من الأحيان قد يلجأ الطفل إلى الرد على والديه في كل كلمة يقولانها له رغبة منه في إثارة اهتمامهما، وإذا لاحظ الأبوان أن هناك كلمة بذيئة باتت دارجة على لسان طفلهما ويرددها دون أن يعرف معناها، فهذه الخطوات إلى جانب التزام الوالدين بأن يقدما لأبنائهما القدوة الحسنة، لن تؤدي فقط إلى كبح لسان الطفل، وإنما تقوي أيضا علاقته بهما وتزيده قربا منهما.