بشكل عام، تشعر الفتيات ابتداء من عمر 11 أو 13 عاما برغبة كبيرة في الاستقلال بأنفسهن؛ لذا نراهن يدافعن عن غرف نومهن باستماتة ويرفضن السماح لأحد بالاقتراب منها حتى ولو كانت الأم، ويعلن أنهن يحملن مسؤولية تنظيفها وترتيبها، ولكن ما يحدث أنه سرعان ما تتحول الغرف إلى سوق شعبي من الدرجة الأولى، فالملابس كلها خارج الخزانة، والأدراج فارغة تماما، وبقايا الطعام في كل مكان.. بتعبير مختصر الفوضى تعم المكان بأسره، ومع هذا تصر الصغيرة على أن غرفتها مرتبة ولا يعيبها شيء.

ويعتقد اختصاصيو التربية أنه من الضروري أن تمنح الأم لابنتها الفرصة لأن تتخذ قراراتها بنفسها، موضحين أن السماح لها بالسيطرة على غرفتها يساعدها على الشعور بالخصوصية ويمنحها الإحساس بأن الآخرين يحترمون رأيها ويقدرون حاجاتها، ولكن هذا لا يعني أن ندعها تعيش في فوضى عارمة، ونسمح لها بأن تؤذي نفسها وتشوه نظافة المنزل. الحل يكمن في أن تتولى بنفسها مسؤولية تنظيف غرفتها وإرشادها إلى كيفية ترتيبها والحفاظ عليها نظيفة وصحية، ولمساعدتها على ذلك يمكن أن تقوم الأم بتحديد يوم في الأسبوع يقوم فيه الجميع بتنظيف غرفهم وترتيب خزائن ملابسهم تحت إشرافها، وإصدار قانون يمنع تناول الطعام داخل غرف النوم.. نعم، يجب أن يعرف الأبناء أن الأهل يحترمون رغباتهم فيما يخص حقهم في الاستقلال بغرف نومهم، لكن في المقابل عليهم أن يحترموا حق الأهل في إدارة المنزل بالطريقة التي ترضيهم.