من المشاهد الرئيسية في فيلم (المراسلون) مشهد تلك الأم القلقة، دنيس (بينيلوب آن ميلير)، والتي تستيقظ في بيت عائلتها الريفي الذي انتقلت اليه مؤخرا وتكتشف أنّ البقعة الغامقة القبيحة التي قامت بتنظيفها من على ورق جدران غرفة نومها قد ظهرت ثانية أمس بكامل قوتها.
هذه الصورة ليست فقط نقطة حبكة الفيلم ولكنها إستعارة للعلامة التجارية لصنع أفلام الرعب التي قام مخرجو الفيلم داني وأكسيد بانج بممارستها، وهو فريق اشقاء مقرّه في هونج كونج وتايلند، ويظهر لأول مرة في الولايات المتحدة.
حتّى عندما يعملون مع مادّة ضعيفة، حالة البيت المسكون بالأشباح، في مزرعة في داكوتا الجنوبية حيث استقرت عائلة من شيكاغو، يبتكر الإخوة بانج المشاهد المخيفة جداً بحيث يلطّخون الخيال ولا يقومون بتنظيفه مرة أخرى.
دنيس المسكينة، وزوجها المزارع المنتظر، روي (ديلان مكدرموت)؛ وابنتها المراهقة المنزعجة، جيس (كريستين ستيوارت)، وطفلها الأبكم (إيفان وثيودور ترنر) لم يشاهدوا بشكل واضح (رعب أميتيفيل).
كما أنهم، لن يقضوا أكثر من ليلة واحدة في منزلهم الجديد، مكان مقفر بصرير الليل، ظهور مخيف زائد وقطيع عدواني من الغربان.
وطأة الإرهاب
يتحمّل الأطفال وطأة الإرهاب، وبالطبع الأباء لا يفهمون أن الصغير لا يستطيع الكلام، وجيس في حالة عقاب بشكل دائم بعد خطأ مؤلم عجّل بانتقال العائلة.
أما العامل الماهر البدوي، بورويل (جون كوربيت ذو الشعر المربوط من الخلف)، والذي ينضم لزرع عبّاد الشمس ويصادق جيس، شخصية غامضة، لكن واجه هذا الشرّ الهائل الذي سيقوم حتما بكسره.
وكمثل الكثير من أفلام الرعب يصبح فيلم (المراسلون) مملاً أكثر بمرور احداث الفيلم، وهناك مؤامرة تحدث في سياق الفيلم تم صياغتها بشكل ضعيف، الأمر الذي أدى إلى تدمير الفيلم.
وهذا شيء مؤسف، لان عائلة بانج تضم ابرع منتجي أفلام الرعب على الإطلاق.
مراصد شيطانية
وبالاعتماد على أفلام الرعب الياباني الأخيرة وافلام الرعب في الثلاثينات، يعتبر هذا الفيلم افضل فيلم رعب على الاطلاق.
فهناك الأماكن غير المأهولة والتي يمكن للشيطان الترصّد فيها، تصور آلة تصوير عصبية اشكال مشوّشة لحظة قبل أن تختفي وراء إطار باب تأثيرات صوتية مختلطة بشكل شرير تجعلها تبدو كأنّ قوّات كريهة تهزّ ما حولها، ليس فقط في الغرفة العلوية أو السرداب، لكن داخل رأسك.
إن فيلم (مراسلون) غير مرضٍ، لكن أي شخص يزعم انه لم يشعر بالخوف منه يكذب.