|
الشهيد ...!
|
قلوبنا معهم ..
أباً أو أمّاً كانت ...
زوجة أو أطفالاً ..
وحزننا على فقيدهم ..
وفقيدنا ..
شهيد الوطن ..
كبير كبير ...
***
هكذا هي مشاعرنا ..
مع الشهيد ..
ونحو أسرة الشهيد ..
ذلك البطل الذي أرخص دمه من أجلنا..
الذي ضحى بحياته في سبيل الوطن ..
وقد أبكانا رحيله كثيراً ..
وعمّق الجرح في قلوبنا استشهاده ..
***
مقدام كل شهيد ..
وبطل في ميدان المعركة وإن مات ..
إنه تاريخ مشرف كتبه بدمه ..
لتبقى سيرته خالدة بعد أن اختار لها هذه النهاية السعيدة..
في ملحمة من ملاحم العزة والكرامة ..
على خطى الآباء والأجداد ..
وكل الأبطال..
***
عيوننا تدمع ..
وتبكي ..
أي والله ..
مع فاجعة رحيل كل شهيد ..
وكلنا نحزن مع غياب أي شهيد ..
بكل مشاعرنا وعواطفنا ..
وسنبقى جميعاً نذكره بالخير ..
ونترحم عليه ..
وندعو له بالجنة ما حيينا ..
ونتحدث عنه بما يليق بشجاعته وفدائيته ..
***
وكل شهيد ...
راحل إلى الجنة إن شاء الله ..
راضياً ومرضياً عنه ..
فمثل هؤلاء لا يموتون ..
بل أحياء عند ربهم يرزقون ..
مع كوكبة ممن سبقوهم إلى الشهادة ..
ومع من سيسعد بها عندما تحين ساعتها ..
في سبيل دينه ووطنه ..
***
هكذا يعيش الشهيد ..
وهكذا يموت ..
وعلى خطى مثل هؤلاء يعيش ويموت كل شريف ..
ولولا العيون الساهرة كما يقول عبدالله بن عبدالعزيز
ما ذاقت العيون النوم ...
ولولا ما يلقونه من المشقة ما عرف أحد طعم الراحة ..
ومثلما قال عبدالله بن عبدالعزيز عن كل شهيد بأن جراحه تنزف في كل قلب من قلوبنا ..
ودمه وسام شرف يعطر تربة الوطن ..
ويقول عبدالله بن عبدالعزيز إن هذا الوطن لن ينسى شهيداً مات وهو يدافع عن العقيدة والوطن ..
***
يضيف عبدالله بن عبدالعزيز عنكم أيها الشهداء بأن الشعب السعودي يفخر بانتمائكم إليه ..
ويعتز بشجاعتكم ويحيي روح الشهامة التي نلمسها منكم كل يوم ..
ولن ينسى بطلاً جرح وهو يؤدي واجبه ..
ولن يهمل يتيماً سقط والده في معركة الحق ضد الباطل..
صدق عبدالله بن عبدالعزيز ..
ورحم الله كل شهداء الوطن ...
++
خالد المالك
++
|
|
|
هل نحن بحاجة فعلية إلى حماية الموارد؟ تسخير الموارد لبني البشر ليس مطلقا أو بدون ضوابط!
|
يعتمد اقتصاد الدول على المدى البعيد على ركيزتين هما: إنتاجية النظم البيئية الطبيعية التي تدعم حياة الكائنات الحية وإنتاجية النظم البيئية الاصطناعية (زراعة صناعة سياحة أنشطة أخرى) التي توفر للإنسان احتياجاته؛ ومن هنا يتحتم على الإنسان إيجاد التوازن بين الأمرين.. أمر يدعم حياته وأمر يوفر له احتياجاته.
سؤال يفرض نفسه منتظراً الإجابة عليه:. كيف نوقف ظواهر التدهور والتدمير التي تعاني منها النظم البيئية الطبيعية وتهدد مستقبل حياة الإنسان على كوكب الأرض؟.
يقول الأستاذ يوسف الوتيد مدير عام مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية.. نحن هنا في المملكة العربية السعودية أحوج ما نكون إلى الاهتمام بإيقاف ظواهر التدهور البيئي. ولعل أكثرها خطورة وشيوعا ما يعرف بالتصحر الذي يقصد به فقد إنتاجية التربة وتحولها إلى تربة جدباء فقيرة لا خير منها لأننا في بلد صحراوي يقع داخل نطاق الحزام الجاف وشبه الجاف، تتصف تربته بفقرها وقلة محتواها من المادة العضوية وزيادة نسبة الملوحة فيها وتطرف درجات الحرارة صيفا وشتاء وندرة الأمطار وعدم انتظام هطولها.
وفي الوقت الذي زعم الكثيرون فيه أن الجفاف الذي عانت منه البلاد خلال العقود الأخيرة هو المسئول عن تدهور المراعي والغابات والنظم البيئية الصحراوية بشكل عام وبالتالي تصحر الأراضي الذي تعاني منه المملكة بشكل واضح؛ نود أن نبين حقيقة أن الجفاف ليس هو العامل الأساسي المسئول عن ذلك، وإنما هو عامل مساعد فقط يسرع عمليات التدهور، متى توافرت أسبابه.. وأسبابه معروفة، هي الأنشطة الإنسانية التى نمارسها بشكل غير متوافق مع أنظمتنا البيئية الهشة. من ذلك الزراعة المرويَّة خصوصا مع استخدام طرق الري الغزير المتواصل كما هو الحال باستخدام الرشاشات المحورية ذات الضغط العالي والري بالطمر السطحي، وكذلك ممارسة الرعي الجائر، وتنقل القطعان كبيرة الأعداد التى تزيد عن القدرة الرعوية الاحتمالية لأراضي المراعي من مكان إلى آخر، لتقضي على كل نبتة خرجت في منطقة ما وتحرمها من قدرتها على تكوين البذور واستكمال دورات الحياة.
أضف إلى ذلك الاحتطاب الجائر وقلع الأشجار الحية التى تحتاج الشجرة الواحدة منها إلى ما لا يقل عن عشرين عاما في المتوسط لكي تنمو ثانية؛ وما يؤدى إليه الرعي الجائر والاحتطاب المفرط من تعرية التربة وانجرافها وفقدها للطبقة السطحية الخصبة الصالحة لنمو النبات وعدم قدرتها على إمساك مياه الأمطار الساقطة عليها وتشربها. هذا قليل من كثير يحدث بسبب ممارساتنا غير العلمية تجاه أراضينا وتربتنا وأنظمتنا البيئية وحياتنا الفطرية. والنتيجة أن الأنشطة الإنسانية هي السبب الأول في إحداث التدهور والتصحر؛ ويأتي الجفاف في المرتبة التالية ليكمل ما بدأته هذه الأنشطة.
ويؤكد الأستاذ عبدالعزيز المهنا مدير عام الدراسات والأبحاث بهيئة حماية الحياة الفطرية أن الأمر ما يزال في أيدينا.. فنحن نستطيع أن نرشد ممارساتنا وأنشطتنا البشرية بما يتفق مع طبيعة الأنظمة البيئية الصحراوية من حولنا، لتستمر في اتزانها وإنتاجيتها ودعمها للحياة. ونحن في المملكة العربية السعودية نحمد الله على الخطوات الهامة التى اتخذها قادتنا من أجل حماية الحياة الفطرية والموارد الطبيعية المتجددة في بلادنا العزيزة. فإنشاء المناطق المحمية والمتنزهات الوطنية هي القاعدة التى ترتكز عليها حماية الأراضي من التصحر والنظم البيئية من التدهور. وها هي المملكة تنعم بوجود 16 منطقة محمية تمثل 4% من المساحة الكلية للمملكة، وسوف تتبعها مناطق أخرى كثيرة بحول الله، خصوصا بعد إقرار مبدأ المشاركة في إقامة المناطق المحمية وإدارتها بين الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وغيرها من الجهات الحكومية لتجميع الجهود والتنسيق بينها لما فيه خير الوطن والمواطن. وننتهز هذه الفرصة لدعوة الجميع للتعاون على حماية أنظمتنا البيئية ولنجعل من يومنا بداية صحيحة لغدنا نتخذ فيه الخطوة الأولى المباركة بإذن الله نحو ترشيد استثمار مواردنا الطبيعية تتلوها خطوات وخطوات على درب تحقيق الأمن البيئي وحماية الأراضي من التصحر والبوار.
إن إطلاق لفظ البيئة يعنى بالضرورة بيئة الإنسان لأنه سيد المخلوقات. تبدأ البيئة من رحم الأم وتتسع تدريجيا لتشمل حضن الأم ومهد الطفل بعد الولادة ثم غرفته ثم البيت جميعه فالشارع والمدرسة والحي والمدينة والبلد وأخيرا كل كوكب الأرض بقيعان المحيطات والسموات؛ ثم الفضاء الكوني بما فيه من الكواكب التى وصلها الإنسان. البيئة متصلة لا تعترف بالحدود السياسية. والبيئة هي التى تحدد صفات الكائنات الحية بما فيها الإنسان: فهي التى تحدد الصفات المتوارثة التى تظهر عليه وهي التى تحدد الصفات التى يمكنه اكتسابها.
وحتى يمكن ممارسة الحياة لا بد للكائن الحي أن يحصل من البيئة المحيطة به على احتياجاته الضرورية من الطاقة اللازمة لنمو الجسم ونشاطه وصيانة أنسجته وخلاياه والتكاثر والبقاء، وأن تتسع البيئة لفضلاته ونفاياته.
وهنا تكمن المعادلة الصعبة التي يجب على الإنسان السعي لتحقيق الموازنة بين طرفيها.. فالفروق بين النظم البيئية الطبيعية المنتجة والنظم البيئية الاصطناعية واضحة ولا مجال للشك في تأثير الإنسان عليها وتأثره بها. لذلك يجب إدراك محدودية الموارد الطبيعية على الأرض وضرورة إعادة استخدامها مرات ومرات لتستمر الحياة. إذن المحافظة على البيئة ضرورة نلمسها في جميع جوانب حياتنا اليومية ويجب إعادة النظر في جميع أشكال النشاط الإنساني المعادي للبيئة وإيقافها وتصحيح المسار.
هناك سؤال آخر لا يجب إغفال الإجابة عنه وهو متلازم مع السؤال الأول..
كيف يمكن أن نحافظ؟ وهل هناك طريقة أو طرق مثلى للمحافظة؟
يوضح الاستاذ عبدالعزيز الفواز مدير عام المحافظة بالهيئة أن طرق المحافظة على البيئة والموارد الفطرية تستهدف الإبقاء على النظم البيئية الطبيعية متوازنة منتجة وحماية البيئة من التلوث والتدهور وذلك يتحقق بعدة أمور هي:
الأول: إنشاء المناطق المحمية التى تضم نظما بيئية متكاملة في حالتها الطبيعية التى خلقها الله عليها والمحافظة عليها وإدارتها بحيث يمكن للإنسان الاستفادة منها واستغلال مواردها بشكل مستدام بأن يقتصر ما يستخدمه منها على الناتج السنوى دون أن يتطرق إلى استهلاك الأصول واستنزاف مواردها كما هو حاصل الآن أي بترشيد الاستهلاك.
الثاني: ترشيد طرق التنمية الاقتصادية لكي تصبح مصادقة للبيئة بمعنى أن تقتصد في استخدام الموارد برفع كفاءة الاستخدام للمحافظة على مستوى الإنتاج وأن تقلل ما أمكن من إنتاج الفضلات والنفايات الملوثة للبيئة وأن تعيد استخدام هذه النفايات والفضلات مرة أخرى لكي تتحقق استمرارية دورات العناصر.
الثالث: قصر الفضلات أو النفايات الناتجة على الأنواع التى يمكن للبيئة الطبيعية أن تتعامل معها وتحللها إلى عناصرها الأولى خلال فترة زمنية معقولة حتى لا تتراكم وتسبب اختلال البيئة وتلوثها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|