|
مستقبل الأمة
|
ما كان لي أن أقول شيئا عن أوضاع أمتنا..
وأن أتحدث لها وعنها بما أرضى به أو لا أرضى عنه..
لولا ما أراه من حالة تمزق تمر بها..
ومن خوف عليها في ظل تداعيات ما يجري لها ومنها.
***
وأخطر ما نخاف منه..
وأشد إيلاما مما يثير فزعنا..
أن تكون أمتنا اليوم ليست بأحسن مما كانت عليه..
إن لم يكن تشخيص حالتها يقول ويتحدث بما هو أنكى وأشد.
***
وحين تكون الأمة في خطر..
ومع امتداد هذا الخطر إلى كل جزء من جسمها..
مثلما تمتد النار إلى الهشيم..
يكون العلاج وتكون المعالجة..
فوق قدرة البشر وبما لا تحقق له شيئا من تمنياته وآماله..
***
والمأساة الكبرى حيث تتجذر المشاكل..
وتنهش هذا الجسم العليل..
لتسقط في أيدينا وتفكيرنا وعقولنا القدرة على تلمس الأسباب وبالتالي معرفة العلاج..
فنضيع وسط الزحام دون أن تتضح الرؤية لنا أو ينقشع الظلام أمامنا.
***
إن هذه الأمة العربية والإسلامية..
على امتداد المساحة التي تقيم عليها..
وبكل هذه الكثافة السكانية التي تتواجد في هذا الجزء الهام من العالم..
مطالبة الآن وسريعا بمراجعة مواقفها لمعرفة مدى علاقتها بالظروف التي تمر بها..
على أمل أن تتضح الرؤية لما غاب طويلا أو غُيّب عنها..
***
وإن هذه الأمة..
الموصومة مع شديد الأسف بالإرهاب..
المحبطة بفعل الأشرار فيها..
عليها أن تعيد حساباتها..
في مجمل قضاياها وتواجهاتها درءا للخطر المحدق الذي ربما يكون قادما للتأثير سلبا بأكثر مما تواجهه الآن.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
22 دعوة قضائية منذ رحيله وحتى الآن (جرجرة) عبدالحليم حافظ إلى المحاكم.. حياً وميتاً!
|
القاهرة: إعداد خالد فؤاد:
يهوى البعض (جرجرة) النجوم والمشاهير إلى قاعات المحاكم، ليقفوا موقف (المتهم) أحياناً في ساحات القضاء، وربما يكون المدعي صاحب حق، ولكن غالباً ما يكون الدافع الأول وراء هذه الدعاوى القضائية هو الشهرة، على اعتبار أن من يقاضي المشاهير يشتهر، ومن يجاور السعيد يسعد!
وهذا الباب نافذة نطل من خلالها على دعاوى النجوم القضائية، مدعين أو مدعى عليهم، جناة أو ضحايا، لنطالع حكايات ومواقف وطرائف المشاهير وهم وقوف في حضرة العدالة التي لا تحابي أحداً لأنها ببساطة معصوبة العينين!
يبدو أن المطرب الكبير الراحل عبدالحليم حافظ سوف يسجل الرقم القياسى حياً وميتاً في عدد الدعاوى القضائية التي أقيمت ضده في حياته وبعد وفاته وحتى لحظة كتابة هذه السطور! فقد مرت مؤخراً الذكرى الـ28 على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومن المفارقات الغريبة أن إحدى محاكم القاهرة قامت قبل يوم واحد من ذكرى العندليب بنظر الدعوى القضائية رقم 22 منذ رحيل المطرب الكبير والمقامة بمعرفة المطرب الشاب محمد شبانة (حفيد عبدالحليم) ضد منتج الكاسيت الشهير محسن جابر صاحب ومدير شركة (عالم الفن) وقناة (مزيكا) الغنائية وورثة الراحل مجدي العمروسي ويطالب فيها شبانة بإلغاء التعاقد الذي سبق وأبرمه العمروسي قبل رحيله مع محسن جابر (عالم الفن) وانتقل بموجب هذا التعاقد تراث عبدالحليم لشركة (عالم الفن).
ويؤكد شبانة في دعواه بالنيابة عن نفسه وعن بقية الورثة بطلان هذا التعاقد لكون العمروسي كما يقولون قام بتوقيعه دون وجه حق ودون العودة إليهم رغم إنهم الورثة الفعليون للمطرب الراحل.
وهناك 17 دعوى قضائية أخرى مرفوعة دفعة واحدة بخصوص تراث عبدالحليم معظمها بين الورثة والعمروسي، وأربع دعاوى بين الورثة أيضاً وبعض القنوات والمحطات الفضائية بخصوص أفلام العندليب السينمائية التي قامت هذه القنوات ببثها كما يقولون (دون وجه حق) وبعض هذه الأفلام تضامن فيها ورثة منتجي هذه الأفلام والدعوى الأخيرة لم يكن للورثة أي علاقة بها بل أقامها المحامي نبيه الوحش الشهير بلقب (بعبع أهل الفن) بسبب كثرة الدعاوى التي أقامها ضد نجوم ونجمات كبار مثل عادل إمام وفيفي عبده وعمرو دياب وإيناس الدغيدي وآخرين بسبب (طبيعة أفلامهم وتصريحاتهم الجريئة والسيئة) والتي تتنافى مع تقاليد المجتمع والقيم الإسلامية على حد وصفه، ولكننا فوجئنا به يقيم دعوى قضائية في مطلع هذا العام 2005 ضد الفنان الراحل أحمد زكي والمؤلف محفوظ عبدالرحمن والمخرج شريف عرفة والمنتج عماد الدين أديب وطالب بوقف تصوير فيلم (حليم) الذي يتناول مسيرة عبدالحليم لكونه من وجهة نظره نموذج لا يحب أن يحتذى به، ولكن تم رفض الدعوى من الجلسة الأولى.
ضيعت مستقبل ابنتي!
والغريب حقاً أن العندليب لم يشهد خلال حياته مثل هذا العدد من الدعاوى القضائية، فخلال العشرة أعوام الأولى من مشواره الفني وهي الفترة التي ذاق فيها الأمرين حتى تحققت شهرته الطاغية وعرف النجومية فاستقر بعمارة الزهراء الشهيرة بالزمالك، بعد أن ظل أعواما طويلة متنقلاً بين اللوكاندات ومنازل الأصدقاء ولم يكن يتوقع أنه سيأتي يوم ويصبح له سكن مستقل به في شقة فاخرة بمنطقة من أهم مناطق القاهرة، ولم يكن عبدالحليم حتى انتقاله للسكن بهذه العمارة قد عرف طريق المحاكم أو القضاء سواء مدعياً أو مدعى عليه حتى فوجئ بعد مرور ستة شهور فقط على انتقاله للإقامة بعمارة (زهراء الزمالك) بأول دعوى قضائية تقام ضده من قبل أحد جيرانه بالعمارة المجاورة ويدعى مصطفى توفيق البرديسي اتهمه فيها بأغرب اتهام في تاريخ القضاء المصري وهو الإطاحة بمستقبل ابنته الكبرى (إيمان) التي كانت تدرس بالمرحلة التوجيهية (الثانوية حالياً) حيث قال في دعواه ان عبدالحليم تسبب في رسوبها دراسياً لأول مرة بعد أن كانت متفوقة في كل مراحلها الدراسية، وذلك كما قال بعد أن خدعها ودفعها لإهمال دراستها حيث تفرغت كما قال لسماع أغنياته بالإذاعة ومشاهدة أفلامه مرات عديدة بالسينما والوقوف من أجله في الشرفة بالساعات الطويلة دون أن تفلح معها أي محاولات لإعادتها إلى الصواب، وقدم الأب للمحكمة خطاباً من عبدالحليم لابنته، وتم رفض الدعوى الغريبة بل لقنت المحكمة الأب درساً قاسياً في أصول وقواعد التربية بعد أن تأكدت من عدم وجود أي علاقة لعبد الحليم بالابنة المراهقة، ولم يكن الخطاب سوى ورقة كتبتها الفتاة لنفسها ووقعت عليها باسم عبدالحليم لتوهم نفسها وتؤكد لصديقاتها أن عبدالحليم يحبها وتبين أن الصور التي كانت تحتفظ بها ليست سوى صور عادية مما كان العندليب يوزعها على معجباته.
وأعقب هذه الدعوى الغريبة مجموعة من الدعاوى القضائية الأخرى فلم تكن أغنياته الشهيرة مثل (يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي تقدر تحط الحديد في إيدي) سوى تعبير حقيقي عما حدث له، فعندما قام بشراء أول سيارة (كاديلاك) من جيبه الخاص عام 1957 أي بعد مرور نحو سبعة أعوام كاملة على شهرته وكان يقود سيارته بنفسه لأول مرة وسرح بخاطره لينتبه فجأة على صوت ارتطام شديد فهبط من السيارة ليجد شخصين منطرحين على الأرض بعد أن صدمهما بسيارته أثناء عبورهما الشارع فقام بمساعدة المارة ونقلهما بسيارته إلى أقرب مستشفى، وتولى دفع نفقات علاجهما ولم يتركهما إلا بعد أن تأكد تماماً من زوال الخطر وتوجها له بالشكر العميق على ما فعله معهما ثم فوجئ بعد مرور أسابيع قلائل بأنه مطلوب أمام المحكمة، فقد قاما عقب خروجهما من المستشفى برفع دعوى قضائية ضده وطالبا بتعويض قدره ألف جنيه وهو تعويض ضخم حينئذ عن الأضرار التي لحقت بهما، ولم يكن عبدالحليم نفسه يحصل على مثل هذا المبلغ عن أي حفل أو فيلم يقوم ببطولته فقد كان أعلى أجر هو الذي تحصل عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم 1500 جنيه عن الحفلة الواحدة ولم تستطع رفع أجرها إلا في الستينيات، وتداولت الدعوى التي أقامها هذان الشخصان ضد عبدالحليم بضع جلسات وفي النهاية تم رفضها وبراءة عبدالحليم بعد أن تأكد للمحكمة سوء نيتهما وتأخرهما في إقامة الدعوى بعد أن أنفق حليم على علاجهما كاملاً بشهادة الأطباء والممرضات.
وفي العام التالي 1958 فوجئ حليم بصديق الأمس الشاعر سمير محجوب يلجأ للقضاء ضده مطالباً بحقه من المكاسب والأرباح التي حققها عبدالحليم عن أغنية (صافيني مرة) التي كتبها محجوب ولحنها محمد الموجي وكانت السبب الأول في الشهرة الطاغية لعبد الحليم وتهافت المنتجين عليه، ولم يكن محجوب قد تقاضى عنها سوى ثلاثة جنيهات فقط من الإذاعة بينما عبدالحليم كما قال حقق مئات وآلاف الجنيهات بسببها ولم يكن قانون حق الأداء العلني الذي يحفظ حق المؤلف والملحن قد صدر بعد، وتسببت هذه القضية مع القضية التي أقامها الموسيقار زكريا أحمد ضد أم كلثوم وطالب فيها بحقوق الأداء العلني عن أغنية (الآهات) التي لحنها لها وحققت نجاحاً كبيراً له في صدور قانون حق الأداء العلني للمؤلفين والملحنين في مصر وقتها.
والطريف أن عبدالحليم رغم خلافه مع سمير محجوب وعدم تعاونه معه بعد (صافيني مرة) و(يا مواعدني بكره) وقف أمام المحكمة ليؤيد محجوب في طلبه بضرورة صدور قانون حماية حقوق المؤلفين والملحنين وصرف حق أداء علني لهم عن نسب عوائد أعمالهم الفنية.
وفي كل هذه القضايا وغيرها لم يكن عبدالحليم لجأ للقضاء مدعياً ضد أي شخص أو جهة حتى وجد نفسه مضطراً لهذا لأول مرة عام 1959 حينما أقام أول دعوى قضائية في حياته ضد مالك العقار الذى يقيم فيه بسبب تعطل مصعد العمارة ورفض المالك إصلاحه فكان حليم مثله مثل بقية السكان يضطر للصعود لشقته مستخدماً السلم فشعر كما قال في صحيفة دعواه بإرهاق شديد وطالب بتعيين حراسة على مصاعد العمارة للإشراف عليها وإدارتها وانتهت القضية بالتصالح بين عبدالحليم والمالك.
مطربون ضد القانون
وفي مطلع الستينيات سافر حليم لإحياء مجموعة رحلات غنائية في الخارج وعاد من رحلته دون أن يستبدل عملاته الأجنبية بنقود مصرية تنفيذاً للقانون الذي صدر في هذا الوقت ويلزم كل مصري يعمل بالخارج باستبدال نقوده التي حصل عليها واكتسبها خلال عمله بالخارج بنقود مصرية عند عودته لأرض مصر وكان حليم عائداً من الرحلة ومعه مجموعة من الفنانين الكبار هم محمد عبدالمطلب ونجاة الصغيرة وشادية وشكوكو وشريفة فاضل ولم يقم أي منهم باستبدال العملات طبقاً للقانون، وفي مطار القاهرة فوجئ بضباط الداخلية يلقون القبض عليه وتحويله للنيابة ليفاجأ هناك بنفس المجموعة التي كانت معه في الرحلة واكتشفوا أن وزارة المالية قامت بإبلاغ النيابة عنهم فتم إلقاء القبض عليهم وإحضارهم بالقوة وأكد كل منهم أنه أنفق ما حصل عليه من أجور في شراء الملابس والهدايا بالإضافة للتكاليف المرتفعة للمعيشة هناك فأفرجت النيابة عنهم بكفالة مائتي جنيه وبعد تداول الدعوى عدة جلسات تم حفظ القضية بعد تصالحهم مع الوزارة. ولكن هناك جملة واحدة قالها العندليب في أحد أحاديثه لإذاعة (الشرق الأوسط) فجرجرته للمحاكم، وذلك حينما تم استضافته في برنامج كان يقوم بإعداده الصحفي مفيد فوزي وتقدمه الإعلامية سناء منصور، وأثناء التسجيل توجهت لعبدالحليم بسؤال خبيث جداً هو: من هو أثقل الممثلين ظلاً في رأيك؟! فأجابها على الفور ودون تفكير قائلاً: هو الممثل صلاح نظمي! فقام الراحل صلاح نظمي برفع دعوى قضائية ضده وطالبه بتعويض ضخم إلى جانب اعتذار رسمي بنفس الإذاعة والبرنامج ومن عبدالحليم نفسه وتأجلت الدعوى عدة مرات بسبب سفر عبدالحليم المتكرر سواء للعمل أو العلاج وفي 14 يناير 1968 اضطر بناء على أمر المحكمة بالتوجه بنفسه إلى المحكمة التي كانت تشهد الدعوى واحتشدت القاعة بمئات السيدات والفتيات ذهبن لرؤية العندليب ومؤازرته والهتاف من أجله، وبعد صدور حكم المحكمة ببراءته انطلقت الزغاريد والهتافات وتدخلت الشرطة لتفريق الجمع الهائل من النساء ووصل الأمر لاستخدام الغاز المسيل للدموع ولم تهدأ الأحوال إلا بعد أن خرج عبدالحليم من المحكمة في حراسة مشددة من رجال الشرطة.
(زمارة) هاني شاكر!
وفي عام 1973م انطلق بقوة المطرب الشاب آنذاك هاني شاكر وراح البعض يعقد مقارنة غير منطقية بينه وبين المطرب الكبير عبدالحليم حافظ ونجح هاني بالفعل في الاستحواذ على جمهور الشباب في هذا الوقت وفوجئ الجميع بالكاتب الكبير الراحل نبيل عصمت يكتب قائلاً: أن عبد الحليم سيذهب الساعة الرابعة لمعهد الموسيقى العربية ليستخرج (الزمارة) التي في رقبة هاني شاكر وتساعده في تقليده فأعتقد الناس أن الموضوع حقيقى فتوجهوا بالمئات لمعهد الموسيقى لرؤية عبدالحليم وهو يستخرج (الزمارة) من رقبة هاني! وبالطبع اكتشفوا أن الموضوع ليس سوى من نسيج خيال نبيل عصمت. أغضب هذا الأمر عبدالحليم حافظ فقام بإرسال إنذار على يد محضر لنبيل عصمت وتدخل الكاتب الكبير مصطفى أمين بنفسه لاحتواء الأزمة وإنهائها رغم إصرار (عصمت) على عدم الاعتذار لعبدالحليم وفوجئ الجميع بمصطفى أمين بنفسه يوضح الموضوع في عموده (فكرة) واسترضى بهذا عبدالحليم إلا أن العلاقة بين حليم ونبيل عصمت ظلت متوترة حتى ودع العندليب عالمنا.
وقبل رحيله عن عالمنا بستة شهور فقط وتحديداً في شهر أكتوبر من عام 1976 وقف عبدالحليم حافظ يدافع عن نفسه في أغرب تهمة وجهت إليه بسبب آخر حفل جماهيرى قام بإحيائه وقدم فيه آخر أغنياته (قارئة الفنجان) فقد التقى في الحفل بمجموعة من زملائه الفنانين على خشبة المسرح وراح يتبادل معهم القبلات وكان في مقدمتهم وردة الجزائرية وبليغ حمدي وأحمد فؤاد حسن فقام أحد المحامين برفع دعوى ضدهم وخص في دعواه عبدالحليم ووردة بسبب هذه القبلات، وتوجه في دعواه للموسيقار بليغ حمدي بعبارات قاسية لكونه كان متزوجاً من وردة في هذا الوقت فكيف إذاً كما يقول في صحيفة دعواه يسمح لرجل غريب عنها هو عبدالحليم بتقبيلها وتداولت الدعوى عدة جلسات حتى تم شطبها لإقامتها من غير ذي صفة!
وما كاد عبدالحليم ينتهي من هذه الدعوى حتى وجد دعوى أخرى بسبب الأغنية نفسها أقامها أحد الأشخاص ضده هو والشاعر الكبير نزار قباني والموسيقار محمد الموجي اتهمهم فيها بالترويج للخرافة بسبب ما جاء في هذه الاغنية وطالب بوقف إذاعتها أو تداولها بكافة المحطات والقنوات التليفزيونية والإذاعية وتم منع الأغنية بالفعل ولكن ليس لهذا السبب، بل بسبب الخلاف السياسي بين الشاعر نزار قباني والرئيس السادات، وظل عبدالحليم محوراً للعديد من الدعاوى القضائية في حياته وبعد وفاته!
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|