|
مستقبل الأمة
|
ما كان لي أن أقول شيئا عن أوضاع أمتنا..
وأن أتحدث لها وعنها بما أرضى به أو لا أرضى عنه..
لولا ما أراه من حالة تمزق تمر بها..
ومن خوف عليها في ظل تداعيات ما يجري لها ومنها.
***
وأخطر ما نخاف منه..
وأشد إيلاما مما يثير فزعنا..
أن تكون أمتنا اليوم ليست بأحسن مما كانت عليه..
إن لم يكن تشخيص حالتها يقول ويتحدث بما هو أنكى وأشد.
***
وحين تكون الأمة في خطر..
ومع امتداد هذا الخطر إلى كل جزء من جسمها..
مثلما تمتد النار إلى الهشيم..
يكون العلاج وتكون المعالجة..
فوق قدرة البشر وبما لا تحقق له شيئا من تمنياته وآماله..
***
والمأساة الكبرى حيث تتجذر المشاكل..
وتنهش هذا الجسم العليل..
لتسقط في أيدينا وتفكيرنا وعقولنا القدرة على تلمس الأسباب وبالتالي معرفة العلاج..
فنضيع وسط الزحام دون أن تتضح الرؤية لنا أو ينقشع الظلام أمامنا.
***
إن هذه الأمة العربية والإسلامية..
على امتداد المساحة التي تقيم عليها..
وبكل هذه الكثافة السكانية التي تتواجد في هذا الجزء الهام من العالم..
مطالبة الآن وسريعا بمراجعة مواقفها لمعرفة مدى علاقتها بالظروف التي تمر بها..
على أمل أن تتضح الرؤية لما غاب طويلا أو غُيّب عنها..
***
وإن هذه الأمة..
الموصومة مع شديد الأسف بالإرهاب..
المحبطة بفعل الأشرار فيها..
عليها أن تعيد حساباتها..
في مجمل قضاياها وتواجهاتها درءا للخطر المحدق الذي ربما يكون قادما للتأثير سلبا بأكثر مما تواجهه الآن.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
الصيف الحارق في الهند ينهك الناجين من أمواج المد
|
بدأ القيظ في الهند مع حلول فصل الصيف، ولكن بالنسبة للآلاف من الناجين من أمواج المد ليس هناك أي أثر للمنازل التي وعدت الحكومة بإقامتها.. بحلول الظهيرة تتحول مساكن الإيواء المؤقتة المصنوعة من الخشب أو الصفائح المعدنية والتي يعيش فيها الناجون منذ اجتياح تلك الأمواج العاتية المنطقة في ديسمبر كانون الأول إلى ما يشبه الفرن.
يترك أغلبهم تلك المساكن البدائية ويقضون اليوم جالسين تحت الأشجار أو محتمين بظلال المباني المجاورة قبل العودة إلى تلك المساكن في المساء.
قال الصياد ف. جوفيند الصحفي خلال زيارة أخيرة لناجاباتينام أكثر أجزاء الهند تضرراً من أمواج المد نحن ننصهر بالداخل بالفعل.. لا أعلم كيف سنتحمل أربعة أشهر أخرى من الصيف.
ولكن الرجل يقول إن قلقه الأساسي يتعلق بما إذا كان سيقع تحت رحمة تلك الأفران مرة أخرى في الصيف المقبل أيضاً.. وعدت الحكومة بأنها ستبني مساكن دائمة لهم خلال ستة أشهر من أمواج المد.. ومرت ثلاثة أشهر ولم تحدد حتى أماكن البناء.. وهي قضية حيوية تحاول السلطات المحلية معالجتها ولكن دون نجاح يذكر حتى الآن.
وقال ر. سوماسوندارام رئيس جمعية افاي لرعاية القرى وهي جماعة محلية تطوعية تشارك في الإغاثة وأعمال الإصلاح كل المساحة المتوفرة في بلدة ناجاباتينام احتلتها المساكن المؤقتة ولا تعلم الحكومة الآن أين يمكن إقامة المساكن الدائمة.. ويتعين عليهم الاتجاه إلى الداخل بعيداً عن البحر والضحايا لن يوافقوا لأن حياتهم تعتمد على البحر.. إنه مأزق كبير لا أعلم كيف سيحل.
ووحدت الجماعات المحلية وهيئات الإغاثة الدولية جهودها مع الحكومة لبناء الآلاف من المساكن المؤقتة في ناجاباتينام خلال أسابيع من وقوع الكارثة في 26 ديسمبر كانون الأول.
وتقول الحكومة إن 8725 يسكنون في عشر مخيمات للإيواء في المنطقة.
في البداية كان الناجون يشعرون بالراحة لنقلهم إلى تلك الأكواخ البدائية لأنهم كانوا يعتبرونها مساكنهم الخاصة بهم بعد أن كانوا يكدسون داخل قاعات حفلات الزفاف أو المدارس بعد أمواج المد.. ولكن الشعور بالراحة لم يصمد طويلاً.
فقد اتضح أن الظروف في أغلب المخيمات صعبة على أفضل تقدير أو سيئة على أسوأ تقدير.
ففي مخيم جوفينداراجو الذي أقامته جماعات متطوعة توجد فجوات في أغلب أسقف الأكواخ المصنوعة من الخشب أو الصفيح مما كان يعني تسرب الأمطار التي كانت تسقط من فترة لأخرى.. كما أن الرياح الشديدة المتكررة كانت تهدد بالإطاحة بتلك الأكواخ.
وإمدادات المياه متقطعة كما أن هناك تسرباً من الأنابيب ونظام الصرف مما أدى إلى تكوّن برك من المياه الراكدة قرب المخيمات فكانت مرتعاً خصباً للبعوض.
كما أن مياه الصرف من المراحيض المؤقتة تتسرب إلى ملعب مجاور للكرة الطائرة وكانت نتيجة ذلك انتشار رائحة كريهة في الهواء.
قالت جيسو ريتينام رئيسة جماعة (سنيها) التطوعية التي ترعى الصيادين في ناجاباتينام أقيمت المساكن المؤقتة على عجل وبشكل عشوائي لأن الحكومة كانت تريد نقل الضحايا خارج القاعات والمدارس سريعاً.. لذلك فمن الواضح أن هناك الكثير من المشكلات.. ولكن مخيم جوفينداراجو واحد من أفضل المخيمات.
ففي مخيم آخر في بلدة فيلانكاني المقدسة المجاورة تعيش 63 أسرة بلا مساكن خاصة بها وتم تكديسهم داخل قاعة كبيرة مؤقتة تتخذ من أغطية من القماش جدرانا لها، وضعت امرأة وليدها داخل تلك القاعة وتقوم بتربية طفلها هناك دون أدنى رعاية طبية لما بعد الولادة.
قالت جابامالاي (54 عاماً) وهي أرملة تبيع المسابح في فيلانكاني وفقدت زوجة ابنها خلال الأمواج كنا نظن أننا محظوظون للنجاة من أمواج المد.. أعتقد الآن أن القتلى هم المحظوظون.. لقد نجونا ولكننا نعيش في هذا الجحيم الآن.
قال ج. راداكريشنان كبير مسؤولي مقاطعة ناجاباتينام: إن الحكومة تلقت عروضاً ملموسة من الجماعات التطوعية لبناء الآلاف من المنازل الجديدة في كل أنحاء المقاطعة.
ولكن توفير المكان مشكلة في البلدة.. لا نريد التعجل في البناء ثم نتسبب في مشكلات في وقت لاحق.
ومن المخاوف الأخرى الحاجة إلى تطبيق معايير صارمة تحظر البناء على بعد 500 متر من خط الأمواج المرتفعة وهو قانون لم يكن مطبقاً قبل أمواج المد وكان هذا هو سبب ارتفاع عدد ضحايا أمواج المد.
قال راداكريشنان لا يمكن أن نوافق على ذلك لمجرد أن الناس يرغبون في العيش بالقرب من البحر.. لابد أن نتذكر أن ناجاباتينام معرضة للأعاصير أيضاً. وفي نهاية فإن الحكومة ترغب في وضع مصالح الناس ضمن أولوياتها مراعية في الوقت نفسه سلامتهم من الأخطار.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|