|
مستقبل الأمة
|
ما كان لي أن أقول شيئا عن أوضاع أمتنا..
وأن أتحدث لها وعنها بما أرضى به أو لا أرضى عنه..
لولا ما أراه من حالة تمزق تمر بها..
ومن خوف عليها في ظل تداعيات ما يجري لها ومنها.
***
وأخطر ما نخاف منه..
وأشد إيلاما مما يثير فزعنا..
أن تكون أمتنا اليوم ليست بأحسن مما كانت عليه..
إن لم يكن تشخيص حالتها يقول ويتحدث بما هو أنكى وأشد.
***
وحين تكون الأمة في خطر..
ومع امتداد هذا الخطر إلى كل جزء من جسمها..
مثلما تمتد النار إلى الهشيم..
يكون العلاج وتكون المعالجة..
فوق قدرة البشر وبما لا تحقق له شيئا من تمنياته وآماله..
***
والمأساة الكبرى حيث تتجذر المشاكل..
وتنهش هذا الجسم العليل..
لتسقط في أيدينا وتفكيرنا وعقولنا القدرة على تلمس الأسباب وبالتالي معرفة العلاج..
فنضيع وسط الزحام دون أن تتضح الرؤية لنا أو ينقشع الظلام أمامنا.
***
إن هذه الأمة العربية والإسلامية..
على امتداد المساحة التي تقيم عليها..
وبكل هذه الكثافة السكانية التي تتواجد في هذا الجزء الهام من العالم..
مطالبة الآن وسريعا بمراجعة مواقفها لمعرفة مدى علاقتها بالظروف التي تمر بها..
على أمل أن تتضح الرؤية لما غاب طويلا أو غُيّب عنها..
***
وإن هذه الأمة..
الموصومة مع شديد الأسف بالإرهاب..
المحبطة بفعل الأشرار فيها..
عليها أن تعيد حساباتها..
في مجمل قضاياها وتواجهاتها درءا للخطر المحدق الذي ربما يكون قادما للتأثير سلبا بأكثر مما تواجهه الآن.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
حب وكبرياء
|
* بطولة: آيشواريا راي مارتن هندرسون دانيال جيليز نافين آندروز
* إخراج: جوريندر شادا
****
يعتبر هذا الفيلم تجربة مثيرة بحيث يمزج بين أساليب وخبرات هوليوود وصناعة السينما الهندية. ويتناول الفيلم قصة الرواية الشهيرة (حب وكبرياء) للكاتبة الشهيرة جين أوستن. وهي رواية تتسم بالمرح في أغلب الاوقات، إذا كنت لا تبالي بالأفلام المليئة بالمشاهد الغنائية الكثيرة.
***
القصة
تحكي قصة الفيلم عن لاليتا باكشي (أيشواريا راي) الأخت الكبرى بين أربع بنات غير متزوجات يعشن جميعاً في بلدة صغيرة من قرى الهند. ويحاول كل من والدهم ووالدتهم المحبطين الحصول على أزواج لهن. وهنا يدخل (ويل دارسي) (مارتين هيندرسون) كأمريكي متغطرس من نيويورك يقوم بالزيارة مع صديقه الانجليزي الغني (بالراج بينجلي) (نافين اندروس).
وأثناء إقامته مع صديقه يعجب دارسي بلاليتا وما يشاهده في شخصيتها، إلا أن الأمور لا تجري على ما يرام، حيث ترغب لاليتا في الزواج بشخص تحبه وترتبط به عاطفياً قبل الارتباط الرسمي بالزواج، وهي لم تحبه حتى الآن. وبالرغم من أن بالراج يعجب بأخت لاليتيا (جايا) (نامراتا شيرودكار)، إلا إن لاليتا تقاوم محاولات دارسي الارتباط بها بشكل أفضل رغم بوادر إعجابها بشخصيته.
يدخل السيد ويكهام (دانييل جيليس) بعد ذلك ضمن سياق الفيلم وهو صديق قديم لدارسي، والذي يبدأ بالتودد للاليتا هو الآخر. وفي هذه الاثناء، ومن ناحية أخرى يقرر والدا لاليتا ان يزوجاها الى ابن عمها، ذلك الشخص العنيف ذي الطباع السيئة والسبب هو أنه سيحقق مستقبلا جيدا لابنتيهما في أمريكا. وتستمر أحداث الفيلم بين عدد من المشاهد الكوميدية والغنائية التي لا تخلو من المفارقات اللطيفة التي تدور حول اختلاف العادات والثقافات بين المجتمع الشرقي والمجتمع الغربي.
الأداء
تبرز الواقعية النافذة عندما يندفع الممثلون الرئيسيون وعابرو السبيل وحتى الحشود بالكامل الى الغناء فجأة.
ايشواريا الرائعة نجمة بارزة في الهند وتعتبر حلوى جميلة للمشاهدة أيضاً، إلا انها تؤدي عملا أفضل في النصف الثاني من الفيلم عندما تتوقف عن إهانة دارسي وتبدأ بالاقتراب منه. أما بالنسبة للأمريكي (هندرسون) والذي اشتهر كثيراً في دوره كزوج سابق منكوب في فيلم The Ring، حيث أدى دوراً جيداً في هذا الفيلم في شخصية الأمريكي الوسيم شكلاً والقبيح من حيث الروح والطباع والذي يتعين عليه ان يتعلم الكثير حول النساء وحول الهند أيضاً. واذا كنت تحب الكوميديا، فأنت حتما سوف تحب (نيتين شاندا غانترا) في دور ابن العم الأحمق خولي، والذي سيفضل والدا لاليتا زواجها منه. وان لم تكن تحب الكوميديا، فسوف يسرك ان وقت ظهوره على الشاشة قصير جداً. ويسرنا ان نشاهد نافيين اندروس، بشكل جدي ورقصه وتمثيله وقيامه بدور العريس القادم النبيل، كان دوراً صغيراً ولكن من نوعية الأدوار البارزة التي تجعلك لا تنسى هذا الممثل.
الإخراج
يعتبر فيلم Pride and Prejudice مزجاً حقيقياً بين الأساليب. إلا أن المخرجة (جوريندر شادها) التي تعتبر من المخرجات الهنديات البريطانيات الموهوبات، والتي استمتعنا معها بما قدمته لنا في فيلمها الضخم Bend It Like Beckhuam لا تمزج جيداً بين الشرق والغرب بيسر وبشكل سلس كما كنا نتمنى. وهذا ما يتضح لنا في مشهد الطائرة حيث يجلس دارسي في مقاعد الدرجة الأولى هو ووالدته بينما تجلس لاليتا مع عائلتها في الدرجة السياحية. وحينما يجتمعان سوياً تبدأ والدة دارسي في الحديث عن الهند وعن أجوائها بشكل غير لائق. كما ان اخراج الفيلم بعيد للغاية عن التماسك، حيث يقفز من الرومانسية النمطية في هوليوود الى ارقام الانتاج المرتفعة اكثر من اللازم في بوليوود، ويحتوي الفيلم على الكثير من المرح ولكنك ربما قد تتوقف احيانا بسبب التحول المفاجئ بين الاساليب. إلا أن الفيلم، كونه محاولة للجمع ما بين الشرق والغرب ومناقشة الأحاسيس والمشاعر المختلفة بين تلك الشعوب، يعتبر فيلماً جيداً لم نرَ غيره منذ أن شاهدنا فيلم الطاحونة الحمراء للنجمة نيكول كيمان. وبالرغم من أنه ربما لا يكون في نفس مستوى هذا الفيلم، إلا أنه على أية حال أفضل بكثير من Vanity Fair (الغرور) الذي حاول الربط بين المجتمعين بشكل سيئ.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|