|
منتدى الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|
لا يفصلنا بين هذا اليوم وموعد رعاية الأمير نايف بن عبد العزيز للمنتدى الإعلامي السنوي الأول سوى عشرة أيام، حيث تحدد موعد افتتاحه يوم السبت بعد القادم إن شاء الله.
ولا تأتي أهمية هذه التظاهرة الإعلامية من أن موضوعها «الإعلام السعودي: سمات الواقع واتجاهات المستقبل» وما يشكله هذا الموضوع من أهمية بالغة، وإنما يُنظر إلى هذا الحدث من حيث أهمية الفكرة بإنشاء جمعية سعودية للإعلام والاتصال التي قادتنا إلى مثل هذا المنتدى لمناقشة مثل هذه المواضيع.
هناك دراسات وأوراق عمل ومحاضرات وأبحاث كثيرة سيتناوب المعنيون والمختصون في الإعلام والاتصال على إلقائها وتقديمها في هذا المحفل الإعلامي الكبير.
***
وحين تُتوج فكرة الجمعية بتنظيم مثل هذا المنتدى بأن تكون برعاية سمو رئيس المجلس الأعلى للإعلام، فهذا زخم إضافي مهم يُعطى للجمعية لتكريس النظرة المتفائلة نحو مستقبل موعود بمزيد من النجاح لها.
هناك كما أشرنا جلسات كثيرة حددها المنظمون لمناقشة عدد من المحاور ذات الصلة بصناعة الإعلام والاتصال في بلادنا، ومن المهم أن تترجم تصورات ورؤى أصحاب هذه الأفكار إلى واقع قابل للتنفيذ.
***
والأهم من ذلك، الا نحول المناسبة إلى تظاهرة إعلامية ينتهي بريقها ووهجها وتنتفي الفائدة منها، بانتهاء المناسبة، مثلما هو مُعاش مع كثير من المناسبات.
فالإعلام السعودي أحوج ما يكون وبخاصة في المرحلة الراهنة إلى تقييمه وتقويمه، بأمل أن يكون فاعلاً وذا تأثير فيما هو مطلوب منه.
غير أن المرء قد يتوجس خوفاً اعتماداً على حالات مماثلة في السابق من أن تمر هذه المناسبة المهمة دون أن تترك أثراً إيجابياً في استفادة إعلامنا من اتجاهات الأفكار والآراء التي سيتناولها المشاركون.
***
لقد أحسنت جامعة الملك سعود صنعاً بتبنيها إنشاء هذه الجمعية واختيار الدكتور علي بن شويل القرني رئيساً لمجلس الإدارة مع نفر متخصص وكفء للعمل معه في مجلس الإدارة، ولابد من توثيق الصلة والتعاون بين هذه الجمعية والمجلس الأعلى للإعلام ووزارة الإعلام وهيئة الصحفيين والمؤسسات الصحفية لتكون هذه الجمعية في مستوى المؤمل منها.
أهلاً بالمنتدى الإعلامي السنوي الأول..
وإلى مزيد من المنتديات السنوية المتنوعة.
خالد المالك
|
|
|
رأس مالها أكثر من 100 مليار دولار بوينج.. الطائرات وحدها لا تكفي!
|
إعداد: طارق راشد
في 1903 شهد عالم الطيران الحديث حدثين تاريخيين، أولهما قيام الاخوان رايت بأول رحلة طيران في كيتي هووك، في ولاية نورث كارولينا، والثاني ترك ويليام بوينج، المولود في 1 اكتوبر 1881 في مدينة ديترويت بولاية ميتشجان، كلية الهندسة متجها إلى الساحل الغربي ليبدأ مشوارا طويلا انتهى بوضعه على قائمة أكثر رجال الأعمال تأثيرا في حياة البشر والمدنية الحديثة، فبعد أن جمع بوينج ثروته من التجارة في الأراضي المتاخمة للغابات الواقعة بالقرب من «جرايز هاربور» بواشنطن، انتقل إلى سياتل في 1908، وبعد عامين، ارتحل إلى لوس انجليس ليشارك في أول اجتماع يعقده الأمريكيون لمناقشة أوضاع صناعة الطيران. في هذا الاجتماع، حاول بوينج أن يركب على متن إحدى الطائرات التي كانت معروضة على هامش الاجتماع، لكن لم يسمح له بتحقيق أمنيته تلك، وعاد بوينج أدراجه إلى سياتل وهو غارق في حالة عارمة من الإحباط واليأس؛ حالة انتهت به إلى اتخاذ قرار باختراق عالم الطيران.
* الشركة لم تتردد
في الاتجاه إلى تصنيع الأثاثات حفاظاً على مستقبلها من الإفلاس
الجامبو 747.. من أحدث الأجيال التي طورتها بوينج في عالم الطيران
بعد خمس سنوات من القرار المصيري الذي قطعه على نفسه، كانت أمنيات القيام بالرحلات الجوية على متن طائرات البوينج مجرد دراسات ومناقشات نظرية تم استكشاف أبعادها خلال الحوارات التي دارت في نادي يونيفرستي في مدينة سياتل بين ويليام بوينج والمهندس البحري جورج كونراد ويسترفيلت الذي تلقى دراسات عديدة في علم الطيران بمعهد ماساشوسيتس للتقنية.
درس الاثنان الهيكل التقليدي للطائرات في ذلك الوقت الذي يعتمد على وجود الجناحين فوق بعضهما البعض، وركب الاثنان طائرة مصممة بهذا الشكل، وتتطلب جلوس قائد الطائرة والراكب على الجناح، وأشار المهندس ويسترفيلت فيما بعد إلى أنه لم يجد تفسيرا علميا لجلوس قائد الطائرة والراكب معا على هذا النحو، ومن ثم تشكلت قناعة لدى الزميلين بإمكانية تصميم طائرة بوضع مغاير للجناحين، وبالتالي يؤهلها لأن تكون أفضل من أي طائرة أخرى موجودة بالسوق في ذلك الحين.
في خريف 1915، عاد بوينج إلى كاليفورنيا ليتلقى دروسا في الطيران على يد رائد طيران آخر هو جلين مارتن، وقبل رحيله إلى كاليفورنيا، طلب بوينج من ويسترفيلت البدء في تصميم طائرة جديدة تتمتع بخصائص عملية، وبدأ العمل في تصميم أول طائرة بحرية داخل عنبر صغير لتصنيع القوارب، وأطلقا عليها اسم «بي دبليو» نسبة إلى الحرفين الأولين من اسمي الزميلين بوينج ويسترفيلت.
على شفا الإفلاس
في نهاية عام 1917، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، نزلت الطائرات الأمريكية لأول مرة إلى ساحة المعركة، وكانت بوينج قد علمت أن القوات البحرية الأمريكية في حاجة إلى طائرات تدريبية، وكانت قد انتهت حينها من تصميم الطائرة البحرية طراز من «سي»، ورغم حداثة هذا التصميم، لم تستطع الطائرة «سي» الاستمرار في الطيران من سياتل إلى القاعدة البحرية في بينساكولا بولاية فلوريدا، حيث مركز تجمع القيادة البحرية التي قررت الاستعانة بطائرات بوينج.
تم شحن طائرتين داخل صناديق خشبية، وبالقطار، إلى قاعدة القوات البحرية، وتولى كلاود برلين، أحد المشرفين في بوينج، ومعه الطيار التجريبي هرب مونتير، بتجميع الطائرتين وتجريبهما أمام أعين قادة القوات البحرية، نجحت التجربة، واشترت القوات البحرية 50 طائرة من طراز «سي»، لتكون بذلك أول صفقة تجارية تعقدها بوينج وتحقق من ورائها مكاسب مالية هائلة، فضلا عن بزوغ اسمها داخل صناعة الطائرات في الولايات المتحدة، لكن بعد انتهاء الحرب، أوقفت القوات البحرية طلبات شراء الطائرات التجريبية من بوينج، في الوقت الذي كانت الشركة قد أنتجت فيه كما ضخما منها وأغرقت الأسواق بها، كان هذا القرار بمنزلة أزمة مالية كادت أن تقضي على مستقبل الشركة التي لم تتردد في الاتجاه إلى تصنيع الأثاثات والمراكب المسطحة حفاظا على مستقبلها من الإفلاس والانهيار!
القلعة الطائرة
في عام 1934، احتاجت القوات الأمريكية إلى مقاتلات ثقيلة تجريبية يمكن استخدامها لمسافات بعيدة، وقد انتهزت بوينج الفرصة وأصدرت قرارها إلى المهندسين بتطوير المقاتلة «أكس بي 15»، وهي طائرة مقاتلة مزودة بأربعة محركات ولها جناح يصل طوله إلى 149 قدماً.
في الوقت ذاته، كانت الشركة تعكف على تطويرالنماذج الأولية للمقاتلة «بي 17» (القلعة الطائرة) التي ستملأ سماء الدنيا ضجيجا أثناء الحرب العالمية الثانية.
في نهاية عقد الأربعينيات، كان عمال الشركة قد انتهوا من تصنيع طائرات «بي17» بإيقاع عالي السرعة، ولأغراض التمويه، ولأن عملية التصنيع تلك كانت محاطة بسرية عالية، تم إنشاء بيوت من الخيش وأعشاش للدواجن فوق أسطح المصنع حتى يبدو مكان التصنيع وكأنه بناية عادية لا يجري بداخلها أي عمليات تصنيع سرية، لكن من الذي صنع تلك الطائرات؟ النساء! فاستعدادات الحرب في ذلك الوقت كانت قد سحبت الرجال الأمريكيين ووضعت بهم على ساحات القتال في أماكن مختلفة، ولم يكن هناك بدا من الاستعانة بالأيدي العاملة من النساء لتغطية العجز الكبير في أعداد العاملين، وبالفعل، تمكنت النساء من تصنيع 60 طائرة شهريا عام 1942، وازداد هذا العدد ليصل إلى 362 طائرة بداية من مارس 1944، أي بمعدل 16 طائرة كل أربع وعشرين ساعة!
عصر النفاثات
في 15 أبريل عام 1952، تابع المديرون التنفيذيون في بوينج الرحلة التجريبية للطائرة بي 52 التي أجراها الطيار التجريبي تكس جونستون، بعد أسبوع من هذا الحدث، قررت بوينج تخصيص 16 مليون دولار من أرباح الشركة للإنفاق على تطويرالنموذج الأولي لطائرات النقل النفاثة المعروفة باسم «37680، (داش 80)، كانت بوينج ترى أنها دخلت مغامرة كبيرة بقرارها هذا، إلا أن المغامرة انتهت بنجاح، وتحول النموذج الذي تم تطويره إلى نموذج آخر لتطوير سلسة من الطائرات النفاثة التي تستخدم في الأغراض العسكرية والتجارية، وعلى رأسها الطائرات «كا سي 135 سترات وتانكر» وأيضا الطائرة التجارية النفاثة «120 707». ومع اندلاع الحرب الباردة بين المعسكرين الأمريكي والسوفيتي، دخلت بوينج في مرحلة جديدة من التطوير والتصنيع حيث بدأت في توظيف خبراتها في تطوير نظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بل دخلت مرحلة تصنيع قواعد تلك الصواريخ وصيانتها وفازت في النهاية بعقد تنفيذ برنامج الصواريخ الأمريكي الشهير المعروف باسم «مينيتمان».
في عام 1961، اتخذ الرئيس الأمريكي جون كيندي قرارا ببدء مشروع هبوط أول إنسان على سطح القمر، ولأن ويليام بوينج كان من أشد المؤيدين لبرامج غزو الفضاء، قرر إيفاد 2000 من أهم المهندسين التنفيذيين إلى وكالة «ناسا» للمشاركة في أنشطة البرنامج المرتقب، وتولت بوينج توفير مجموعة من النظم المتكاملة دخلت في تطوير مشروع «أبوللو».
التخطيط للألفية القادمة
في منتصف التسعينيات، قال فيل كونديت، أحد أشهر المسؤولين الذين تولوا إدارة بوينج: «أصبحت شركة بوينج الآن أكبر شركة طيران في العالم، ولدينا توازن قوي من حيث الإمكانيات التجارية والدفاعية والفضائية، وعملاء في 145 دولة، واحتياطي مالي قدره أكثر من 100 مليار دولار، ومستقبل ذو إمكانيات غير عادية على الإنتاج والإنجاز». وبالطبع لم يأت هذا التصريح من فراغ، ففي التسعينيات، تضمنت مشاريع بوينج العسكرية العمل على قاذفة القنابل «بي 2» وتطوير الطائرات العسكرية التي تنتجها بوينج مثل «كا سي 135» و«بي 52»، ومع اقتراب الألفية الجديدة، أدت التقنيات الحديثة إلى ظهور طائرة الهجوم المشترك والنجم المظلم، وقام مهندسو بوينج بتصميم نظام يدعم أوضاع الأقمار الصناعية داخل مدار الأرض إلى جانب إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية التجارية.
ثم ظهر الجيل الجديد من طائرات 737 و777 لتهبط بأشكالها الضخمة وإمكانياتها الهائلة في جميع مطارات العالم تقريبا، وبدأت شركات الطيران في جميع أنحاء العالم تطلب شراء الطائرات النفاثة التي تصنعها بوينج، كما بدأت أفكار السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت تظهر على السطح وتأخذ شكلا جديدا يسعى إلى تطبيق تلك السرعة في وسائل النقل المدني.
وفي 1 أغسطس 1997 تم دمج بوينج وماكدونيل دوجلاس وبدأ العمل كشركة واحدة وبلغ تعداد موظفيه220 ألف موظف، وبقي فيل كونديت رئيسا لمجلس إدارة شركة بوينج الجديدة والمدير التنفيذي، وأصبح هاري ستونسايفر الرئيس والمدير التنفيذي السابق لشركة ماكدونيل دوجلاس الرئيس والمسؤول التنفيذي لشركة بوينج.
وتضم الشركة حاليا ثلاث مؤسسات: أنظمة المعلومات الجديدة والفضاء والدفاع، بما فيها جميع أنظمة الطائرات العسكرية والقذائف التكتيكية والمركبات الفضائية والصواريخ والمحركات وأنظمة معلومات الطائرات والبحث المتقدم والتطوير، ومجموعة الطائرات الجوية التجارية بوينج، متضمنة جميع الناقلات التجارية من 737 و777 ونفاثات «أم دي» التي صممها قسم منتجات دوجلاس، ومجموعة الخدمات المشاركة الجديدة التي تقدم الحسابات والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات الدعم الأخرى على مستوى الشركة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|