|
منتدى الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|
لا يفصلنا بين هذا اليوم وموعد رعاية الأمير نايف بن عبد العزيز للمنتدى الإعلامي السنوي الأول سوى عشرة أيام، حيث تحدد موعد افتتاحه يوم السبت بعد القادم إن شاء الله.
ولا تأتي أهمية هذه التظاهرة الإعلامية من أن موضوعها «الإعلام السعودي: سمات الواقع واتجاهات المستقبل» وما يشكله هذا الموضوع من أهمية بالغة، وإنما يُنظر إلى هذا الحدث من حيث أهمية الفكرة بإنشاء جمعية سعودية للإعلام والاتصال التي قادتنا إلى مثل هذا المنتدى لمناقشة مثل هذه المواضيع.
هناك دراسات وأوراق عمل ومحاضرات وأبحاث كثيرة سيتناوب المعنيون والمختصون في الإعلام والاتصال على إلقائها وتقديمها في هذا المحفل الإعلامي الكبير.
***
وحين تُتوج فكرة الجمعية بتنظيم مثل هذا المنتدى بأن تكون برعاية سمو رئيس المجلس الأعلى للإعلام، فهذا زخم إضافي مهم يُعطى للجمعية لتكريس النظرة المتفائلة نحو مستقبل موعود بمزيد من النجاح لها.
هناك كما أشرنا جلسات كثيرة حددها المنظمون لمناقشة عدد من المحاور ذات الصلة بصناعة الإعلام والاتصال في بلادنا، ومن المهم أن تترجم تصورات ورؤى أصحاب هذه الأفكار إلى واقع قابل للتنفيذ.
***
والأهم من ذلك، الا نحول المناسبة إلى تظاهرة إعلامية ينتهي بريقها ووهجها وتنتفي الفائدة منها، بانتهاء المناسبة، مثلما هو مُعاش مع كثير من المناسبات.
فالإعلام السعودي أحوج ما يكون وبخاصة في المرحلة الراهنة إلى تقييمه وتقويمه، بأمل أن يكون فاعلاً وذا تأثير فيما هو مطلوب منه.
غير أن المرء قد يتوجس خوفاً اعتماداً على حالات مماثلة في السابق من أن تمر هذه المناسبة المهمة دون أن تترك أثراً إيجابياً في استفادة إعلامنا من اتجاهات الأفكار والآراء التي سيتناولها المشاركون.
***
لقد أحسنت جامعة الملك سعود صنعاً بتبنيها إنشاء هذه الجمعية واختيار الدكتور علي بن شويل القرني رئيساً لمجلس الإدارة مع نفر متخصص وكفء للعمل معه في مجلس الإدارة، ولابد من توثيق الصلة والتعاون بين هذه الجمعية والمجلس الأعلى للإعلام ووزارة الإعلام وهيئة الصحفيين والمؤسسات الصحفية لتكون هذه الجمعية في مستوى المؤمل منها.
أهلاً بالمنتدى الإعلامي السنوي الأول..
وإلى مزيد من المنتديات السنوية المتنوعة.
خالد المالك
|
|
|
دوافع مختلفة وراء رفض الأربعة (الكبار) للحرب (الشيراكية).. هل تقود العالم؟! فرنسا تقف في مفترق طرق ولا تستطيع التراجع
|
* إعداد: خالد حامد
على مدار عدة شهور أخذ دبلوماسيو فرنسا وألمانيا و روسيا و الصين يروحون ويجيئون فى حجرة مجلس الأمن محاولين الوقوف أمام ما يعتبره الكثيرون فى هذه الدول اندفاعا أمريكيا تجاه الحرب مع العراق أو الإبطاء منه. ولئن كانت معارضة هذه الدول تنبع من موقف حقيقي يخشي محنة الحرب. إلا أنه إلى جانب المبادئ تضع كل دولة من هذه الدول أيضا فى اعتبارها خليطاً من الحقائق الاقتصادية والمصالح الوطنية التى تصبغ بدورها قراراتها.
في الملف السياسي لهذا الاسبوع سنلقي الضوء على دوافع الدول الكبار المناهضة للحرب ضد العراق وهي فرنسا والمانيا وروسيا والصين مع التركيز بشكل اساسي على الموقف الفرنسي بقيادة الرئيس جاك شيراك الذي يعارض بشكل قوي اصدار قرار ثان من مجلس الامن يجيز الاستخدام التلقائي للقوة ضد العراق، عبر عنه بوضوح وزير خارجيته دومينك دوفيلبان في جلسة مجلس الامن يوم السابع من مارس. وقد اصبحت فرنسا بعد هذا الموقف ينظر اليها على انها قد اصبحت قوة كبيرة لما تمثله مواقفها من كوابح تحد من اندفاع القطار الامريكي. وفي وقت يفضل فيه الكثيرون تجنب المواجهة مع الطرف الامريكي لما قد تسببه مثل هذه المواجهة من عواقب لا تحمد عقباها على كل من يتجرأ ويقوم بهذا أيضا. من بين تلك القضايا التى تقف خلف موقف فرنسا المعارض للحرب:
المعارضة القوية للناخبين المحليين للحرب مع العراق، رغبة الزعماء الفرنسيين فى تحجيم نفوذ الولايات المتحدة على المسرح العالمى، الاتفاقيات المربحة التى عقدتها فرنسا مع العراق لتطوير حقول النفط. و البلايين التى اقترضتها العراق من فرنسا كديون خارجية لم تدفعها بعد ويرى بعض الخبراء أن هذا الخلط بين المثل العليا و بين الرغبات الدنيا هوما ساعد على أطالة أمد المناقشات و المداولات داخل مجلس الأمن. و لعل وضع بعض هذه الدوافع موضع الاختبار ربما يساعد على إيجاد تفسير للوضع المتفجرالذى ستتخذه المناقشات فى الأيام القادمة.
يقرر جيم والش خبير الأمن الدولي بمدرسة هارفردز كينيدي الحكومية أن (تلك الدول لديها مصالح مشتركة ورغم انها ترى أن تلك فكرة سيئة. ولكن جميع هذه الدول لها أشياء تريد أن تحققها وسوف يكون تحقيق تلك الأشياء أسهل لو كانت لديها علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة.
وتعد فرنسا أكثر الأعضاء الخمس الدائمين فى مجلس الأمن معارضة للتحرك السريع نحو الحرب مع العراق وهو ما يرجع فى جانب كبير منه إلى كون 6 ملايين نسمة من سكانها البالغ تعدادهم 60 مليون نسمة هم من المسلمين، كما ترجع هذه المعارضة إلى أن معظم أفراد الشعب يعارضون الحرب مع العراق (يعارضها 77 بالمائة طبقا لاستطلاع للرأي أجري فى فرنسا هذا الشهر). كما أن فرنسا وألمانيا قد قاستا ويلات التعامل مع الإرهاب أكثر بكثير مماقاسته الولايات المتحدة. إذ يعود تعامل كلتا الدولتين مع الإرهاب إلى السبعينات. إلا أن الخبراء يقولون إن كلتا الدولتين قلقتان من أن تؤدي الحرب مع العراق إلى زيادة احتمال قيام الإرهابيين بضربات انتقامية فيهما، بيد أن لفرنسا أيضا مصالح اقتصادية فى العراق وهي مصالح يمكن أن تجني من ورائها مكاسب طائلة إذا ما بقي صدام حسين فى السلطة فشركة (توتال فينا لإلف) الفرنسية أبرمت عقودا مع العراق لتطوير حقول نفط مجنون وبن عمار. على أن يبدأ هذا التطوير بمجرد رفع العقوبات كما أن العراق مدينة لفرنسا ببلايين الدولارات من الديون الخارجية المتراكمة منذ مبيعات الأسلحة فى السبعينات والثمانينات والتى يرى الخبراء أنها لن يتم جمعها إذا ما نشبت الحرب.
المال..المال.. المال
ويؤكد مايك لينش المدير الإدارى لموارد الطاقة الاستراتيجية والاقتصادية فى بوسطن أن «معظم الحكومات التى تعارض الحرب تعارضها من أجل جمع بعض المال وبالتالى فمن صالحها بقاء الحكومة العراقية الحالية فى السلطة وهذه المبالغ المالية ليست مبالغ تافهة فبمجرد أن يتم تطوير هذه الحقول سوف يرتفع إنتاج النفط العراقى ليصبح 2 ،5 ملايين برميل يوميا» أيضا تتطلع فرنسا إلى استعادة دورها القيادي في أوربا بل وفى العالم أجمع.
ويرى روبرت بافلتزجراف خبير العلاقات الدولية بمدرسة فليتشر بجامعة تافتس الامريكية أن: (فرنسا تحاول تقليل نفوذ الولايات المتحدة والقوة التى تتمتع بها كما تحاول أن تخلق لها مكانة أكبر فى أوربا و يؤكد بافلتزجراف على أن هذه الرغبة الفرنسية تنطوي على تناقض واضح، إذ يشير إلى أن التكافؤ الفرنسي الأمريكي داخل أروقة مجلس الأمن سوف يزول على الأرجح إذا عارضت فرنسا صدور قرار جديد من المجلس أو صوتت فى غير صالح الولايات المتحدة فهذا التصرف من شأنه ان يهمش مجلس الأمن ويجعله مجرد ساحة للنقاش دون قوة حقيقية وهو ما سوف يترتب عليه فى النهاية تقويض موقع فرنسا.
شيراك.. ما الذي أصابه؟
ويطرح الكاتب فيليب توري في جريدة (اللموند) اوسع الصحف الفرنسية انتشارا هذا التساؤل: لنسأل أنفسنا بصدق: هل نؤيد ما ذهب إليه (جاك شيراك)؟ ويرد الكاتب على هذا التساؤل قائلا: (صحيح أن أكثر من سبعين بالمئة من الفرنسيين اعتقدوا أن من واجبهم تأييد رئيس الجمهورية في موقفه الرافض للحرب على العراق هذا يندرج قطعا في إطار ما نسميه نحن الفرنسيين (القومية الفرنسية) و الذي يعني طبعا: الشعور بالمواطنة داخل جمهورية تاريخية مثل فرنسا، لكن لو ابتعدنا قليلا عن تلك الحاجة إلى الاعتقاد أننا قلنا رأينا بكل جدية وأننا نحمل تاريخا عظيما لكنا صادقين مع أنفسنا ونسأل: هل حقا ما فعلناه كان منطقيا؟
أو بالأحرى: هل ما فعله الرئيس الفرنسي كان منطقيا؟ ويرجع فيليب ترو إلى الوراء قليلا متناولا بعض العقبات التي واجهها الرئيس جاك شيراك خلال الانتخابات الرئاسية قائلا: (لم ننس أن رئيس الجمهورية كاد يقع في الهاوية أثناء الانتخابات الأخيرة لم ننس أنه راهن على الجمهورية بشعارات سرعان ما اكتشف الفرنسيون فظاعتها حين اقترب الحزب الوطني المتطرف بقيادة (جون ماري لوبين) من كرسي الإليزيه كانت كارثة حقيقة وصفها (شيراك) بالكارثة القومية العظمى كيف لا و الشعارات كلها سقطت في الماء. ويقول فيليب ترو: استفاق الفرنسيون على خطر الحزب اليميني الأكثر تطرفا في فرنسا وربما في أوروبا ككل، فكان على شيراك خيار السقوط من الطائرة بالمظلة الوحيدة المتبقية في حوزة الفرنسيين: الشعور الوطني لم يكن ذلك كافيا لولا أن أحزاب كبيرة وجدت نفسها مجبرة على التحالف مع (شيراك) لأجل تفادي السقطةالرهيبة.
شيراك وديجول
ويعقد الكاتب مقارنة بين شخصيتي كل من جاك شيراك وشارل ديغول قائلا عنهما: (شيراك أو ديغول كلاهما أراد أن يكون مميزا.. كلاهما أراد أن يكون قائدا على فرقة لم تكن متحمسة للمشي طويلا في نفس الجهة التي ربما خلال السنوات القليلة الماضية أثبتت أنها جهة مفلسة كلما ازدادت حدة العواصف التي تجابهها.. ليس هذا انتقاصا لشيء نحن نعيش فيه عن رغبة أم لا إنما نحن نحاول أن نرد على السؤال الذي يشغلنا الآن كفرنسيين أكثر من أي وقت آخر: ما الذي أصاب الرئيس جاك شيراك؟
تركة ثقيلة
ويقول فيليب ترو أن الرئيس الفرنسي وجد نفسه أمام (تركة) ثقيلة خلفها الرئيس الأسبق «فرانسوا ميتيران» صحيح أن الوضع الاقتصادي الأوروبي لم يكن مستقرا أمام مشاكل البراغماتية للعملة الموحدة والأخطاء السياسية الخارجية التي سرعان ما كانت تظهر كلما كان النقاش الأوروبي مصوبا نحو الشراكة المطلقة، إلا أن الوضع الداخلي الفرنسي كان شبه مسدود، ليس للأسباب التي ذكرناها، بل لأن ثمة تناقضات كبيرة كانت تؤسس ثقافة السياسيين، وفق ما يمكن تسميته «بالبديل» الذي كان يطرح دائما على الفرنسيين بصيغة: التغيير.
«شيراك» رئيساً
ويتطرق الكاتب إلى أصداء فوز الرئيس جاك شيراك في الانتخابات الفرنسية قائلا: ان «فوز »شيراك لم يحمل طعم الفرح الذي ربما تمناه البعض، لأن الفوزلم يأت كما اعتقده البعض، سهلا و طبيعيا، بل جاء صعبا، الرئيس جاك شيراك، احتفل بانتصار الجمهورية، لكنه لم يقنع أحدا أن الانتصار جاء وفق منطق سياسي محض، بعيداً عن اللعبة السياسية التي غالبا ما تتم تحت الطاولات في ظروف كتلك الظروف، لكنه انتصار و كفى.
ويتابع الكاتب قائلا: «شيراك» السياسي، الذي بدا ضعيفا في حملته الانتخابية، تغير فجأة، لم يعد بحاجة إلى إقناع النخبة السياسية في البلاد، توجه إلى الخارج، ليقنع المجتمع الدولي «الأوروبي» بالخصوص أن فرنسا الجديدة ليست أكثر من تلك التي خرجت من عنق الزجاجة، سقوط النسور! ويتناول فيليب ترو أهم مشكلة واجهتها السياسة الفرنسية مؤخرا وهي الحرب الأهلية في ساحل العاج التي يعتبر انها لم تكن مفاجئة لأحد، فالانقلابات الإفريقية، من وجهة نظر الكاتب. تعني في النهاية سلوك القوة في قارة مضطربة و غير آمنة، ساحل العاج، الدولة الأكثر ميلا لفرنسا، تتمرد على سياسة «شيراك»، وتقرر أن تقول: لا بطريقتها، عبر مئات القتلى الذين كانوا يسقطون من بين الأطراف المتنازعة، أكثر من 25 ألف فرنسي وجدوا أنفسهم داخل الحصار ساحل العاج في ثورة على نفسها «شيراك» في ورطة. المستوطنة الفرنسية القديمة تطالب برحيل الفرنسيين، الإفواريون يصرخون في شوارع أبيدجان: تسقط فرنسا!.
ويتابع الكاتب قائلا: «ربما ليست ساحل العاج بالأهمية التي يعتقدها البعض، لكن الخسارة في هذه الحالة تعني بداية انتفاضة أخرى، قد تتحول إلى مناهضة حقيقية على الفرنسيين في الدول الأفريقية «المستعمرات الفرنسية القديمة».. ليس هذا فقط، بل ثمة مصلحة أخرى تكمن في تلك السياسة الخارجية التي راهن عليها الرئيس الفرنسي، من البداية، على الفرنسيين أن يستوعبوا أهمية الدورالممكن القيام به، في العالم يقول وزير خارجية الرئيس جاك شيراك، ساحل العاج تحولت إلى خطر حقيقي على الوجود الفرنسي في المنطقة، شيراك. يراهن على المصالحة، والأطراف المتنازعة تراهن على الحرب والسلطة».
المضي للأمام
ويتابع فيليب ترو حديثه عن شخصية الرئيس شيراك قائلا: «عندما خطب» شارل ديغول «لأول مرة بعد هزيمة فرنسا في الجزائر عام 1962. قال عبارته الشهيرة: «الخسارة الحقيقة تعني رفض المضي نحو الأمام». كان الأمام بالنسبة للجنرال العجوز هو: إفريقيا، و الدول المعروفة باسم «البساط الفرانكفوني».. بعد أكثر من نصف قرن، وقف «جاك شيراك «يوم 22 سبتمبر أمام البرلمان الأوروبي قائلا: «علينا أن نمضي نحو الأمام، ليس من حقنا التراجع الآن»، بين الجملتين يمكن قراءة الشخصية «الشيراكية» (نسبة إلى شيراك). شخصية تأثرت كثيرا بالجنرال التاريخي «شارل ديغول». إلى درجة صارت تكرر بعض كلماته بعفوية غريبة، الرئيس الفرنسي لم يخف ذلك عن أحد، حتى و هو يشغل منصب عمدة باريس في الثمانينات، كان «ديغوليا » حقيقيا في نظرته إلى فرنسا «الدولة التاريخية النابوليونية» وبالتالي في نظرته إلى الخارج: القوة ليست «قوة عسكرية» فقط يقول الرئيس، ثمة قوة سياسية أيضا، و هي تكمن أساسا في القدرة على قول: لا في الوقت المناسب.«لا للحرب ويتناول الكاتب دوافع الرفض الفرنسي للحرب ضد العراق قائلا: «حين أعلنت الولايات الأمريكية المتحدة قرارها بالحرب على العراق، قال «شيراك»: لا للحرب. ربما أعتقد العالم وقتها أن المسألة لن تكون أكثر من رفض مؤقت، مجرد عرض العضلات في المكان و الزمان غير المناسبين، لكن «شيراك» استمر في اعتراضه، ليس هذا فقط، بل صمم على تهديد الأمريكيين باستعمال حق الفيتو إن أصر «جورج بوش» على موقفه، القرار الفرنسي سرعان ما استقطب آراء أخرى، من الألمان، ومن البلجيكيين، ومن الروس. كانت تلك «اللا» قاتلة! «ويقول فيليب ترو: «أوروبا تحت الزلزال، وزير الدفاع الأمريكي يخرج عن هدوئه واصفا فرنسا ب«أوروبا القديمة»، مصطلح لم يعجب الكثيرين، ربما ساهم المصطلح نفسه في الرفض الفرنسي للحرب، واصفا المحاولة الأمريكية بالهيمنة الجديدة، «ويتابع ترو قائلا: «لم يكن ذلك الصدام وليد اليوم، نذكر كلمة السفير الفرنسي في الولايات الأمريكية المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر عندما قال: الحادثة سابقة خطيرة، يجب أن تتعامل الولايات الأمريكية بمنطق، بأن تبحث عن الأسباب أكثر من بحثها عن «الثأر«! الأمريكيون غضبوا يومها، اعتبروا الأمر تشفيا! شيراك أعلن عن تضامنه الكبير مع الأمريكيين، و لم تهدأ العاصفة.! «الأمريكيون اعتبروا تصريحات الرئيس الفرنسي «بالسخيفة». حتى و هم يلقون الدعم السياسي من الفرنسيين في حملتهم الموجهة ضد الإرهاب الدولي. كانت ثمة أزمة أكبر تنظر إليها فرنسا بشكل مخالف: أزمة الشرق الأوسط.
الحق الفرنسي
ويؤكد فيليب ترو في مقاله بصحيفة اللموند ان الرئيس الفرنسي يعتبر «الحق الفلسطيني منطقيا، و يعتبر العنف في المنطقة العربية نتيجة للممارسات الإسرائيلية، هذا الموقف أغضب اليهود أيضا. بمن فيهم أولئك المقيمين على الأراضي الفرنسية «مظاهرات بعض الشخصيات اليهودية في العاصمة باريس يطالبون فيها الرئيس بالتوقف عن سياسة التحريض ضد اليهود» و هي التهمة التي تتهم بها إدارة بوش الرئيس الفرنسي، وفق ما تسميه الصحف الأمريكية المقربة من البيت الأبيض ب«معاداة السامية»! ويعتبر الكاتب أن المسألة صارت أشبه بالثورة على القوة العظمى «الولايات الأمريكية المتحدة»، ويستشهد بمقولة للرئيس الفرنسي في إحدى مداخلاته السياسية يقول فيها: «لن يكون العالم أحادي القوة، بعد خمسين سنة ستصبح الصين قوة عالمية والوضع الدولي سوف يتغير إزاء ذلك حتما»، ربما هي رغبته في إقامة الوحدة ليس في أوروبا فقط، بل في العالم الرافض، للتصدي إلى الولايات الأمريكية المتحدة.
أوروبا تواجه أوروبا
يعتبر فيليب ترو ان أوروبا القديمة «فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، روسيا» استطاعت أن تتصدى لأوروبا الجديدة، التي تتكون من الدول الأكثر مصلحة في الحرب «تركيا الطامحة في كرسي أوروبي» والدول الأوروبية الشرقية الطامحة بدورها في «مواقف» أمريكية، لكن قبالة هذا الانقسام الكبير خرج الملايين من الأوروبيين إلى الشوارع لمساندة قرار «شيراك». ربما لأول مرة منذ سنوات يشعر فيها الرئيس الفرنسي أنه: «على حق»، وأن فرنسا ليست دولة الأقزام كما وصفتها الصحف البريطانية.
حملة اعلامية
ويتطرق الكاتب إلى الحملة الاعلامية العنيفة التي تعرض لها الرئيس جاك شيراك في وسائل الاعلام البريطانية وعلى وجه الخصوص وصف الرئيس شيراك بالدودة في احدى الصحف البريطانية وقال فيليب ترو عن هذا الوصف: «يعد هذا الوصف أكثر الأوصاف إساءة، ربما لأنه جاء من صحف بريطانية لا تخفي موقفها العلني من الفرنسيين، صحيح أن التعبير كان جارحا، و أننا غضبنا واستعملنا تعابير مماثلة للرد على البريطانيين، لكن إلى متى؟ «ويتابع الكاتب قائلا: «الحرب الإعلامية بدأت منذ سنوات، لا أحد ينكر هذا.
لكن الذي يبدو مثيرا حقا هو ردة فعل الشعب الإنجليزي نفسه من تلك الحملة على الفرنسيين، عندما نعرف أن أكثر من 20000 إنجليزي تظاهروا أمام بعض الصحف الكبيرة حاملين صور الرئيس الفرنسي، ظاهرة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن النظر إلى الأمر كمكسب آخر حققه الرئيس الفرنسي في مملكة بريطانية لا تخفي عداءها الرسمي الدفين على الفرنسيين.
دعم لشيراك
ويتابع فيليب ترو حديثه قائلا: «الفرنسيون الذين خرجوا للتظاهر أمام السفارة الإنجليزية بباريس أعطوا لرئيسهم دعما كبيرا كان بحاجة إليه ليهدد الولايات المتحدة باستعمال الفيتو. «ويؤكد الكاتب ان الجميع يريدون إزالة الأسلحة العراقية ذات الدمار الشامل، يريدون تأكيدات صريحة على أن لن تندلع الحرب مهما كان نوعها في منطقة الخليج، و مع ذلك يمكننا أن نسأل: ماذا لو اندلعت الحرب؟ ويقول فيليب ترو أن الرئيس الفرنسي ذهب إلى أقصى ما يمكن الذهاب إليه كرئيس لجمهورية بلد كفرنسا، أخرج كل أوراقه، بما في ذلك ورقة التهديد بالفيتو، فماذا بامكانه عمله لو اندلعت الحرب حقا؟ هو الذي لم يستبعد إمكانية المشاركة فيها «إن أثبت المفتشون«امتلاك العراق لأسلحة محظورة، و إن رفض الرئيس العراقي التخلص منها، «يبدو الأمر تناقضا صارخا! عندما قرر «شيراك» الوقوف في دعم لشيراك
ويتابع فيليب ترو حديثه قائلا: «الفرنسيون الذين خرجوا للتظاهر أمام السفارة الإنجليزية بباريس أعطوا لرئيسهم دعما كبيرا كان بحاجة إليه ليهدد الولايات المتحدة باستعمال الفيتو. «ويؤكد الكاتب ان الجميع يريدون إزالة الأسلحة العراقية ذات الدمار الشامل، يريدون تأكيدات صريحة على أن لن تندلع الحرب مهما كان نوعها في منطقة الخليج، و مع ذلك يمكننا أن نسأل: ماذا لو اندلعت الحرب؟ ويقول فيليب ترو أن الرئيس الفرنسي ذهب إلى أقصى ما يمكن الذهاب إليه كرئيس لجمهورية بلد كفرنسا، أخرج كل أوراقه، بما في ذلك ورقة التهديد بالفيتو، فماذا بامكانه عمله لو اندلعت الحرب حقا؟ هو الذي لم يستبعد إمكانية المشاركة فيها «إن أثبت المفتشون«امتلاك العراق لأسلحة محظورة، و إن رفض الرئيس العراقي التخلص منها، «يبدو الأمر تناقضا صارخا! عندما قرر «شيراك» الوقوف في وجه «جورج بوش»، كان يدرك حتما عواقب ذلك، وأن «التراجع» إلى الوراء سيكون أفظع من الحرب نفسها، حتى أمام الدول التي تعتبر الموقف الفرنسي شجاعا بما في ذلك الدول العربية نفسها، شيراك الذي كسب تأييد الملايين من سكان الكرة الأرضية كسب أيضا عداوة أمريكية/ بريطانية، ولن تغفر له أيا من الدولتين موقفه، هل يدرك الفرنسيون ذلك أيضا، خاصة حين نذكر الإعلان الذي أطلقه «وليام سميث»عبر صحيفة «قناة» فوكس نيوز «المقربة إلى البيت الأبيض، مطالبا «الأمريكيين الأحرار» أن يقاطعوا كل ما هو فرنسي! ويختم فيليب ترو مقاله قائلا: يبقى أن نكرر نفس السؤال الذي بدأنا به: ما الذي أصاب الرئيس؟ فرنسا تبدو اليوم في مفترق الطرق قبالة التيار، هل بامكان رئيس مهما كانت شجاعته أن يمضي في نفس الاتجاه حاملا معه جمهورية كاملة إلى التيار؟ علينا أن ندعو كي لا تخسر فرنسا كل ما سعت إلى بنائه طويلا !
ألمانيا
الدولة الاخرى التي تقف بقوة مع الموقف الفرنسي في مواجهة امريكا هي المانيا، و ألمانيا ليست من الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن ولكنها الآن الرئيس بالتناوب للأعضاء الخمسة عشر للمجلس، وتتشابه القضايا الداخلية والمصالح الإقتصادية فى ألمانيا إلى حد كبير مع مثيلاتها فى فرنسا، وقد كشف استطلاع للرأى أجرته مؤخرا مؤسسة جالوب أن 50بالمائة من الألمان لا يؤيدون الحرب. وأن 71 بالمائة ضد تأييد أى عمل عسكري فى العراق، حتى ولو أقرت الأمم المتحدة هذا العمل، ألمانيا أيضا لها ديون خارجية لدى العراق، كما أن الشركات الألمانية تعتبر نفسها جزءاً من مخططات الاقتصاد العراقى، أبرز مثال على ذلك هو ما أوردته تقارير الأمم المتحدة بشأن منح شركة «دايملركرايسلر«DaimlerChrysler العام الماضى ستة عقود عراقية لسيارات الشحن الكبيرة وقطع الغيار بقيمة إجمالية تبلغ 13 مليون دولار أمريكى، كما أن الشركة تتفاوض لبيع عشرة شاحنات أخرى للعراق، علاوة على كل ذلك فإنه فى أعقاب إعادة انتخاب المستشار الألمانى جيرهاردشرودر العام الماضى عبر اللهاث خلف الحملة المعارضة للحرب لم تكن العلاقةبينه وبين الرئيس بوش ودية إلى درجة كبيرة.و يؤكد والش فى هذا الصدد أنه «بعد إعادة انتخاب المستشار شرودر وقع تراشق لفظي شخصي بين الرئيس بوش وبينه، و كان القدر الأكبر من المهانة من نصيب الألمان لأن وزير الدفاع الأمريكى دونالد رامسفيلد وصفهم بأنهم جزء من «أوربا القديمة».
روسيا
روسيا هى أحد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، إلا أنها تأرجحت فى تأييدها لنزع أسلحة النظام العراقى، وهو ما أرجعه الخبراء إلى المصالح السياسية والاقتصادية الروسية فى العراق بالإضافة إلى رغبتها فى اعادة اكتساب مكانتها كقوة عظمى، ويعتقد والش «أن قلق الروس أكبر من مجرد قلق استراتيجى، إنهم يريدون أن يؤكدوا ذواتهم كزعماء على المسرح العالمى، ولكنهم لا يريدون فى الوقت نفسه حرق أى جسور ممتدة بينهم وبين الولايات المتحدة «أما على الصعيد الاقتصادى نجد أن العراق مدين لروسيا بستة بلايين دولارعلى الأقل كديون خارجية، كما أن شركة «لوك أويل» LUKoil وغيرها من الشركات النفطية الروسية الأقل حجما وقعت عقودا لتطوير حوالى 12 حقلا من حقول النفط العراقية بمجرد أن يتم رفع العقوبات، ويؤكد آدم سيمنسكى خبير النفط بالبنك الألمانى فى لندن أن «تلك العقود قدر لها أن تأتى بعائدات سنوية تقدر بعشرين بالمائة، مما يعنى تنامي الإنتاج بشكل ضخم».
الصين
هي أحد الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن، و الدولة ذات العلاقات الأكثر توترا مع الولايات المتحدة، و خلال العامين الماضيين شهدت هذه العلاقات تأرجحا ما بين التوتر الشديد فى كلا الجانبين عام 2001 خلال حادثة طائرةالتجسس، و بين التأييد الصينى الكبير للولايات المتحدة فى أعقاب 11 سبتمبر، ولكن الصين حسبما يرى الخبراء ليست لها مصالح إستراتيجية فى الشرق الأوسط، سوى عقد واحد صغير مع العراق لتطوير حقل نفطي، يقول الخبراء أيضا إن الصين تحتاج إلى الولايات المتحدة من أجل تحقيق الاندماج الاقتصادي الكامل مع بقية العالم. وفى الوقت الحاضر ينتاب بكين قلق شديد بشأن أزمة كوريا الشمالية وغيرها من المشكلات الأخرى المثارة فى إقليمها، و يقرر الخبراء أنه يصعب كثيرا الآن جعل هذه الدول تمتثل إلى الموقفين الأمريكى والبريطانى، ولكنهم يعتقدون فى الوقت نفسه أن هذا الامتثال أمر ممكن الحدوث، ويؤكد والش أن هناك «حالة كلاسيكية تتمثل فى إبداء الشكوى ثم التراجع والاستسلام، فهم قد يشكون شكوى حماسية، أو يجبرون الولايات المتحدة على تأجيل قرارها، إلا أنهم فى النهاية سيعودون إلى شعوبهم ليقولوا لهم: لقد فعلنا كل ما نستطيعه من أجل تفادي الحرب، وهو ما قد يفيدهم على المستوى السياسي».
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|