حافظ فيلم ليلة عابرة Knocked Up لجود أباتاو على مركزه في شباك التذاكر الأمريكية حيث سجل 14.5 مليون دولار في أسابيعه الثلاثة الأولى.
تدور قصة الفيلم حول شاب وفتاة يلتقيان لأول مرة في حفلة أحد الأصدقاء المشتركين دون سابق معرفة ويتفقان على الارتباط في ليلة الحفل ذاتها.
بعد فترة قصيرة من الزواج يصدم الشاب في الفتاة التي اختارها زوجة له على عجل وتصدم هي كذلك لأنه ليس فتى الأحلام الذي كانت تتمناه, وعندها يقرر الزوجان الانفصال لأنه الحل الأمثل لهذا الزواج المتسرع, بعد فترة من الانفصال تعود الزوجة لتخبره أنها حامل, فيدور رأس الزوج الذي لم يكد أن عاد إلى حياة العزوبية والكسل التي كان يستمتع بها قبل الزواج, ورغم اختلاف الاثنين في كثير من الطباع إلا أنهما يتفقان على أنه يتعين عليهما تكرار المحاولة على الاقل من اجل هذا الطفل القادم في الطريق, وهنا يبدأ الزوجان التعرف بشكل فعلي على بعضهما البعض واكتشاف طبيعة الشخصية لدى كل منهما, كل ذلك يدور في إطار كوميدي خفيف.
وبقدر ما يرفض الزوج هذا الطفل القادم في بداية الأمر لأنه ببساطة لا يحب تحمل المسؤوليات، بقدر ما كانت الزوجة أيضاً لها أسباب تمنعها من اتخاذ هذا القرار بالإنجاب, فهي مذيعة طموحة في إحدى القنوات التلفزيونية تتلمس بالكاد طريق نجاحها العملي وبالطبع مثل هذا الحمل قد يعطل هذا النجاح إن لم ينسفه من الأساس, وهي أيضاً ترى في هذا الزوج شاباً كسولاً وغير جذاب ولا يتحمل مسؤولية حتى أموره الخاصة, إنه الحظ السيئ.
ذلك ما يتحدث عنه الفيلم بشكل عام أو لنقل أنه الخط الدرامي الخفي الذي يزود كل مشاهد الفيلم بطاقة الكوميديا والإضحاك.
وكما يتضح جلياً من خلال متابعة الفيلم أن الفيلم يؤكد بشكل أو بآخر على رفضه لمسألة الإجهاض باعتبارها بديلاً لتغيير مسار حياة كل منهما, حيث تبدو هذه الكلمة محمّلة جداً بالذنب وبمشاعر أخرى لم تستطع الخروج إلى العالم بالصوت العالي.
في النهاية يقرر الزوجان الاحتفاظ بالطفل ويحصل الأب بأعجوبة على وظيفة تدر له دخلاً جيداً.
ليس ذلك فحسب ولكن المشاهد سيلاحظ كثيراً من التغير في شخصية الأب حيث يبدأ بقراءة كتب عن الأطفال وتربيتهم فقط ليكون مستعداً لهذا الحدث الذي أصبح حدثاً سعيداً.
أما على صعيد العلاقة بينهما فإنهما يبحثان على أرض مشتركة بينهما، ربما كان هذا فيلماً عادياً وهو بالفعل كذلك حيث ما يحدث من منتصف الفيلم إلى آخره يمكن لأي مشاهد أن يتوقعه بسهولة، إلا أن ما جعل هذا الفيلم يصمد في شباك التذاكر الأمريكي هي تلك الصنعة الكوميدية المتقنة التي تخرج بسهولة من مشاهد ذلك الزوج الكسول.
أضف إلى ذلك الحوار المتقن الذي يعكس مدى حرفية كاتب السيناريو ومدى ثقافته الشعبية. كما أن للفيلم طابعا رومانسيا فالسياق في النهاية يلمح إلى أن هذين الزوجين يتوقان للحب والرومانسية لتبهج لهما حياتهما، إلا أن كلا منهما لم تتح له مثل هذه الفرصة.
مخرج كوميديا جود أباتو هو واحد من المخرجين الكوميديين المتميزين. فهو يعرف تماماً كيف يضحك جمهوره، بل والأكثر من ذلك أنه يعرف متى يمكنه أن يضع الكلمة ليضحك الجمهور عليها, وهذا هو الأهم، فالكوميديا ليست فقط مسألة كتابة أو إخراج مواقف كوميدية ولكنها لابد أن تكون كوميديا ذات استراتيجية خاصة يديرها المخرج وكاتب السيناريو وباقي أفراد العمل بالطبع.