عامان مضيا سريعاً، مثلما تمضي كل أيامنا الجميلة، مثلما تتسابق آمالنا وطموحاتنا، ككل الومضات المشرقة التي تمر في مسيرة حياة كل منا.
فقد أغرقانا - هذان العامان المنصرمان - بأحلام وردية جميلة، بدأنا معهما هكذا، ثم تحولت كل لحظة فيهما إلى عمل كبير، وإلى مجموعة من المشروعات المتميزة، وقد صنعها، وأمر بها، وصانها، ملك صالح هو عبد الله بن عبد العزيز.
* * *
أجل: عامان من حياتنا..
من تاريخ مملكتنا..
ومن زمن الإنجازات والنمو والتطور في كل حقل وميدان..
بما لا مثيل لهما، في التخطيط، في سرعة الإنجاز، وفي الابتكار والتجديد.
* * *
وهكذا ولد على الأرض - لا على الورق - ما لامس من المشروعات متطلباتنا ومطالباتنا في برهة زمنية قصيرة لا تتجاوز العامين من عمر مبايعة عبد الله بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية وسلطان بن عبد العزيز ولياً أميناً للعهد.
إنه عهد صالح، يستكمل بالعزم والحزم معاً تنفيذ ما سُبق إليه هذا العهد من مشروعات في عهود ملكية سابقة، ضمن سياسة رشيدة أسس لها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
* * *
وهذا السقف العالي من الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال عامين فقط، ما كان لها أن تنجز، بهذه السرعة، وبهذا الحجم، وبهذا المستوى والنوعية، لولا التحدي الكبير الذي يقوده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليجعل من المملكة دولة عصرية متطورة، ينبغي أن يُقفز بها إلى مصاف الدول الأكثر تطوراً، تعليمياً، وصحياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وكل ما يؤدي إلى توفير الأمان، والخير، لشعب المملكة العربية السعودية.
* * *
وهذا العهد السعيد الذي يقوده الملك عبد الله بن عبد العزيز، بمساعدة ولي عهده وعضده الأيمن الأمير سلطان بن عبد العزيز، إذ يدخل عامه الثالث، فإن هذا يتطلب من كل مواطن أن يتوقف عند هذه المرحلة بعاميها اللذين مضيا وأعوامها القادمة، ليجد نفسه بقراءة متأنية وموضوعية، أنه أمام نهضة جبارة قادمة، يحكمها التخطيط السليم، والإنفاق المالي الكبير، والإرادة القوية، والنية الحسنة.
ولا أجدني في حاجة إلى استعراض ما تم إنجازه خلال العامين الماضيين من حكم عبد الله بن عبد العزيز، فالشواهد واضحة، والأرقام معلنة، والسياسة الحكيمة في كل خطوة خطاها الملك وولي عهده لا تتطلب مني تعريفاً بها؛ لأن من يقرأ هذه السطور يفترض فيه أن يكون على علم بها، والعارف لا يعرّف كما يقولون.
* * *
إن المملكة وهي تمر بهذه الطفرة الهائلة من المشروعات، تبدو وكأنها تعلن بجلاء ووضوح أنها في سباق حقيقي مع الزمن، حيث تستثمر - كما هو واضح - كل إمكاناتها المادية، وموقعها ومكانتها وعلاقاتها مع دول العالم في سبيل البناء والإعمار.
وبمثل هذا التصميم، والتخطيط، والتوجه السليم، فهي قادرة على أن تبلغ أهدافها المرسومة بأسرع مما هو مخطط لها، لتؤكد مجدداً أن السعي لبلوغ هذه الأهداف سوف لا يتوقف، وأن مدها وزحفها سيمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ضمن برنامج طموح يقوده عبد الله بن عبد العزيز بمعاضدة سلطان بن عبد العزيز، مع تنامي هذه الرغبة والحرص منهما على بناء دولة عصرية تحتفظ لأجيالها القادمة بفرص متساوية من الحقوق والعيش في حياة حرة كريمة، مثلما وفرتها للجيل الحالي وما سبقه.
* * *
إن فرحنا بحلول العام الثالث على مبايعة الملك عبد الله ملكاً للمملكة العربية السعودية، وسمو ولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز ولياً للعهد، هو ما حفّزنا على البوح بشيء من مشاعرنا تجاه هذه المناسبة.
ونحن على يقين وثقة وإيمان بأن المستقبل القريب المنظور سوف يحفل بالمزيد من علامات الخير، فالبشائر من عبد الله بن عبد العزيز تتواصل، والمشاهد والشواهد والأرقام تنطق بما يدلل على ذلك ويؤكده, وبما لا يخفى على ذي عين مبصرة, وقلب مفعم بالحب، وإخلاص راسخ، بأننا موعودون بما هو أكثر بكثير مما أشرنا إليه.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244