أنا مهندس في الثلاثين من عمري وقد رفضت من قبل عدد من العوائل ثم تقدمت لخطبة صديقة أختي (المطلقة) حيث كانت تكثر الثناء عليها وذكرها بالخير وتتحدث عن جمال شخصيتها وتدينها وحب الجميع لها حتى تعلق قلبي بها وتقدمت لها خاطبا ولم يلبثوا إلا أن رفضوني.
وبعدها أصابتني حالة نفسية سيئة حيث الاحباط والتشاؤم فماذا افعل؟
- الرد:
الأخ الكريم
حياك الله وأريد أن أذكرك بعدة أمور لعلها تكون بلسما يزيل عنك الهم وترياقا يشفيك من الألم.
أخي الحبيب الإنسان في حياته عرضة للنجاح وضده والفرح والحزن والأمل واليأس ومن أفضل الوسائل للتعامل مع لحظات الانكسار والضعف الإنساني الثقة التامة بزوالها وسرعة مغادرتها فقط عندما نتعامل معها ايجابيا.
أخي الكريم وأنت الشاب المثقف المسلم لا بد أن تعلم أن الإنسان يجب أن يمر في هذه الحياة بمنعطفات وأزمات تزيده قوة وصلابة تعينه على نوائب اشد وعقبات أكبر..
قد ينعم اللهُ بالبلوى وان عظمت....... ويبتلي اللهُ بعضَ القوم بالنعم
ليست المشكلة أخي الكريم فيما نواجهه من مشاكل وعقبات في هذه الحياة إنما المشكلة فيما نسقطه من تفسيرات سيئة وما نمارسه من إيحاءات سلبية ومعها تتعاظم المشكلة ويتضخم الهم والضيق!
مشكلتك باختصار تكمن في رفضك من قبل الكثير مما سبب لك ردة فعل محورها (لماذا أرفض؟)
ولد لديك حالة شديدة مما يسمى ب(مشاعر الرفض) التي تنقص من ثقتك بنفسك! وتقلل من نظرتك الايجابية لذاتك!
لا بد أن تتأكد أخي الكريم أن موضوع عدم قبولك من قبل الأسر التي تقدمت لها لا يعني بالضرورة أن ثمة مشكلة قابعة في شخصك!
فالغالب أن لهولاء الأسر بعض المواصفات التي تخلفت لديك أو ربما كانوا يرون أن الوقت الذي تقدمت فيه ليس مناسبا لظروف الدراسة وغيرها من الظروف التي لا علاقة لها بشخصيتك من قريب ولا من بعيد.
وأنا أعرف الكثير ممن هم في مستواك ومواصفاتك الرائعة ردوا مرات كثيرة ثم وفقهم الله في زوجة من أفضل الزوجات لذا أخي الحبيب أذكرك بأن كل ما يقدره الله لنا في هذه الحياة خير لنا فنحن لا نرى ما خلف الحجب ولا نملك تفاصيله ويقول المولى: (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
وقال سبحانه: (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
وأنصحك بقراءة موضوع لمحدثك اسمه (لا تحسبوه شرا لكم) في العدد 174
أخي الحبيب اعد ضحكتك المهاجرة ولا تقصر الحياة وهي قصيرة قم واحمد الله على ما قدر لك ولا تنفك عن الدعاء بأن يرزقك الله الزوجة الصالحة الودود التي تسعدك..
أما من مال إليها قلبك وهفت نحوها روحك وخفق وجدانك معها فصدقني كونها بتلك المواصفات التي سمعتها والثناء عليها فهذا لا يعني بالضرورة أنها تناسبك كزوجة! إن مآلات الأمور ونهايتها وحقائقها لا يدركها إلا الله - سبحانه وتعالى - فالخير بحول العزيز فيما اختاره الله لك، وعسى أن يكون في بعدك عن هذه الفتاة خير لك أو لها في الدنيا والآخرة.
البنات كثر، وإذا خطبت هذه فعليك البحث عن غيرها، ولعل الله ييسر لك من هي خير من هذه الفتاة...
أخي الفاضل أربأ بك أن تكون من الذين إذا لطموا لم يكن له وسيلة غير البكاء وكن من الذين إذا لطمتهم الدنيا قاموا واستجمعوا القوى.
الآن أخي الحبيب انهض وانفض غبار الحزن وتابع المسيرة ووسع دائرة بحثك وإياك أن تستعجلك المواقف السابقة نحو التنازل عن بعض الشروط الأساسية من دين وطيب نسب ولا تنس دعوتي وفقك الله لزواجك الذي أظنه قاب قوسين أو أدنى فالظلام الحالك دلالة على أن الفجر يطرق الأبواب.
وأخيرا عليك الإلحاح في الدعاء وطلب الخير.