ماذا يعني أن تدخل عالم الأبوة، أو أن تدخلي عالم الأمومة؟ قلة هم أولئك الذين يحسبون جيداً مقدار المسؤولية والتحديات التي تنتظرهم عندما يتحولون من أزواج إلى آباء وأمهات ولأنهم لا يحسبون فإنهم يقعون في شر خطئهم إذ تدهمهم المتاعب من كل صوب وحدب، وتفاجئهم الصعاب التي لم يكونوا يتوقعونها أبداً.
والنتيجة؟.. في مثل هذا الوضع لابد من ضحية، والضحية عادة ما تكون السعادة الزوجية، عندما تضيق امرأة ذرعاً بالأشغال الكثيرة في البيت والعمل ومع الطفل حديث الولادة، فتصب جام غضبها على زوجها لأنه ارتكب زلة لا تستحق في الظروف العادية أكثر من (خناقة) ربع ساعة، فذلك هو بالضبط الوضع الذي من أجله تم العمل على إصدار كتاب (عالم الأبوة والأمومة، كيف تقوي زواجك بينما تنمو أسرتك؟). هذا الكتاب من تأليف ثلاثة خبراء، هم سكوت ستانلي، وباميلا جوردان، وهوارد ماركمان، وهم الثلاثة أنفسهم الذين ألفوا من قبل كتاباً يحمل عنوان (قتالك من أجل حياتك الزوجية).
كتاب متخصص
الكتاب أشبه بالدليل العملي الذي يبني فرضياته على أساس تحليل حكايات واقعية، وهو بحسب وصف أحد القراء أشبه بمنهاج للحصول على ماجستير في إدارة الزواج، ويتضمن الكتاب فصولاً عن إدارة الصراعات، ووضع الحلول للمشكلات المختلفة، والتعرف إلى كيفية معالجة الفجوة بين التوقعات والوقائع، وفهم الرسائل الضمنية الكامنة في العبارات والحركات والإيماءات التي يتبادلها الأزواج في تواصلهم.
ويعرج الكتاب في فصوله المتقدمة على المسائل الكبرى التي تهدد العلاقات الزوجية، فيتطرق إلى الالتزام العاطفي، والتسامح، والعلاقة الخاصة، ويطرح سؤالاً كبيراً حول إمكانية تحقيق السعادة بين الزوجين وفي كل باب من أبواب الكتاب لا يغفل المؤلفون عن تذكير القارئ بأن غايتهم هي أن يجعلوا المرء يتبصر في نفسه، فيفهم الآخر من خلال فهمه لنفسه.
دليل البدايات
في كتاب (كيف تقوي زواجك بينما تنمو أسرتك؟) هناك محور يتناول تطور العلاقة الزوجية وفق تسلسل زمني، ابتداءً من اليوم الأول للزواج، بل ابتداء مما قبل الزواج ومروراً بشهر العسل، ولهفة الزوجين في مرحلة معينة على إنجاب أطفال وصولاً إلى دخول الأطفال فعلياً إلى حياة العائلة وما يستتبعه من حقائق بعضها متوقع وبعضها الآخر لم يكن كذلك.
ثمة مفارقة مهمة في سياق الكتاب، وهي تتمثل في التشابه بين منحنى تطور حياة الطفل، ومنحنى تطور العلاقة الزوجية نفسها، بل إن بعض الخبراء يشبهون العلاقة الزوجية بالطفل الذي يكبر فإما أن يصل إلى النضج وإما أن يتعثر في منتصف الطريق، وكلتا النتيجتين من صنع طرفي العلاقة الزوجية، لا من صنع المصادفة ولا سوء الحظ يستطيع كل رجل أو امرأة اختلاق مشكلة بشأن وضع حفاظة للطفل، لكن التحدي الحقيقي يتعلق بكيفية اجتياز تلك المشكلة الصغيرة، والتي تمثل أنموذجاً لآلاف المشكلات الصغيرة التي قد تنشأ يومياً. إن القسم الأخير من هذا الكتاب الذي يتمثل خلاصة خبرة ثلاثة من العاملين في مجال الإصلاح الزوجي هو أقرب إلى الدليل العملي للتعاطي مع المشكلات الزوجية، ولهذا فإنه يطرح نقاطاً محددة للتعامل مع المشكلات بدلاً من التحليق في فضاء التنظير والنصح وفضلاً عن الحالات الخاصة التي يتم تشخيصها ومعالجتها فإن الكتاب يزخر بالنصائح العامة التي تنفع الزوجين ابتداء من دخول الطفل الأول إلى عالمهما ومن تلك النصائح:
- تنظيم مواعيد النوم بالنسبة للأطفال وتكريس وقت ما للزوجين بعيداً عن هيمنة الأطفال.
- موازنة المفاجآت السلبية عن طريق اختلاق مفاجآت إيجابية لإنعاش الحياة الزوجية وضخ الدم في أوصالها.
- التصرف كجبهة موحدة ضد كل الظروف الطارئة بدلا من تحويل التحديات إلى صراعات.