في سينما الانفجارات الكبيرة، هناك مشاهد للتفجيرات أكبر من تلك التي يقوم بها المنتج جيري بروكهايمر. خاصة عندما يتحد هذا المنتج ذو التأثير الكبير مع مخرج العمل توني سكوت، الذي يوجد في رصيده ستة أفلام ضخمة، من أهمها فيلم TOP GUN يأتي الآن فيلم حالة تكرار، مع النجم دينزل واشنطن، وهذا الفيلم نرى فيه الألعاب النارية المبهرجة (الانفجارات الكبيرة) ترصد ثلاث قصص قومية مأساوية تصارع من أجل حقن الدماء، مرتبطة بالأزياء الموحدة البيضاء مع عدم وجود زرقة السماء.
ولا يمر وقت طويل حتى يبدأ صناع الفيلم في وضع بصمتهم عن طريق تفجير شيء ما. في تلك الحالة يكون الشيء الذي تم تفجيره هو السفينة الضخمة التي تنطلق من نيو أورلينز حاملة على ظهرها 543 من الرجال والنساء والأطفال وبالطبع مئات البحارة الذين كانوا على سطح العبارة. وبمجرد التفجير تحول كل ذلك إلى مجرد أشلاء. وبعد ذلك نرى رجلا بمظهر الجد يرتدي قبعة جندي أو بحار محنك يجلس وهناك طفل صغير جالس على ساقه. ندخل بعد ذلك إلى مشهد آخر نرى فيه بحارا طويلا يرتدي زيه الأبيض يقوم بتقطيع صورة متوحشة. وفي لحظة مفاجئة رائعة، يحدث الانفجار الذي لا يحول الناس الى أشلاء فقط ولكنه أيضا يقوم بتمزيق الفيلم. ويحدث ذلك لأن باقي المشاهد الموجودة في الفيلم لا ترقى لمستوى مشهد الانفجار وبالتالي فلن يتمتع المشاهد بلحظة أخرى كهذه التي شهدها أثناء الانفجار.
مواهب غريبة
يتم جمع الأموات على رصيف الميناء عندما يظهر دينزل واشنطن في دور دوج كارلين، ضابط في مكتب مكافحة الكحوليات والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات. دوج لديه مواهب غريبة في عمله كمخبر، دوج من نوعية المخبرين الذين يقومون بالتحري في الهواء ويبحث بدقة في الأرض ويفعل كل شيء إلا المشي على الماء ليعرف من فعل وأين ومتى ولماذا. يقف على ضفاف نهر المسيسبي أمام الحطام الذي تم تجميعه بحرص، ولا نرى في المشهد جزءا من جسد مجروح لا يصل إلى أي دليل، ربما لأن مؤلفي الفيلم بيل مارشيللي وتيري روسيو قاما بصنع الحبكة الدرامية التي تدل على هذا الفعل الإرهابي من خلال جثة امرأة جميلة وبعض الخيال التأملي.
صناع الخيال من فئة معينة في هوليود، أمثال السيد بروكهايمر والسيد سكوت نادرا ما يقومون بعمل خلال الواقعية المباشرة، حتى لو بدا الأمر أنهم يريدون هذا. ويتحرك فيلم حالة تكرار عن الواقعية أكثر من أي من أعمالهم، والذين أظهروا استغلالهم لأحداث 11سبتمبر وإعصار كاترينا ومدينة أوكلاهوما بشكل أقل هجوما في فيلم يتعلق قليلا بالحياة الواقعية، حيث نرى مشهدا لحي في نيو أورلينز يستخدم فقط لإظهار بعض الترفيه في الجو المحيط ولكن بطريقة شديدة الابتذال.
بالطبع البذاءة أو الابتذال شيء شائع في أفلام جيري بروكهايمر وتوني سكوت، والتي تصلح لمشاهدتها كترفيه في المساء، نظراً لوجود الضوضاء المرتفعة والصور المضيئة، النجوم الكبار والحركة السريعة، والمزيد من العنف. مثل كل شراكتهم، تم عمل هذا الفيلم بأقل فكرة وأقصى تشتيت للانتباه، على عكس فيلم ENEMY OF THE STATE، وعلى الرغم من الجهود المشتركة المبذولة، فإن هذا الفيلم يعد قصيراً. لكن ما يضحك هو، على الرغم من الانفجارات والمطاردات المكلفة في الفيلم، والتصوير الخاطف للأبصار والمونتاج الذي يحول أية مساحة في الفيلم إلى لوحة تكعيبية. شراكة بروكهايمر وسكوت جيدة في التأليف دائماً، ولكنها سقطت بعض الشيء في هذا الفيلم.
منضدة التشريح
يوجد بعض السخف، حتى بمعايير الخيال التأملي، بعد أن يحصل دوج على هذا الدليل، الذي يقوم بتوصيله الى جهات أمنية أخرى تعمل في تلك القضية، يكشف عن دليل آخر في شكل ضحية واضحة للقنبلة، كلير (بولا باتون). بالنسبة للعميل لا يملك أصحابا، المرأة الميتة التي تبدو جميلة حتى وهي على منضدة التشريح، تصبح هي المفتاح لتلك القضية والى قلبه أيضا.
مثل المخبر في الفيلم الكلاسيكي (لورا) الذي يقع في حب امرأة لم يعرفها إلا من خلال صورة وبعض الأدلة الأخرى. يقع دوج بشدة، دون فائدة موسيقى دافيد راكسين المهدئة.
في فيلم (لورا)، يقوم المخبر بحل القضية عن طريق العمل المضني. يستعين دوج بالمعدات الثقيلة في عمله، وهذا يعني أنه يدخل إلى عمق الأشياء أو هو يفضل أن يعود بالوقت إلى الوراء، حقبة قليلة من الوقت، وبمساعدة العميل الفيدرالي الذي قام بدوره فال كيلمر، أدام جولدبرج العبقري، بمطرقة صفراء وغرفة مليئة بأجهزة وامضة، وشاشات مسطحة تجعل المظهر العام يبدو كشاشة كمبيوتر ضخمة مع العديد من برامج الويندوز. يظهر جيم كافيزيل مرتديا نفس المعطف العسكري الذي ارتداه روبرت دينيرو في فيلم (سائق التاكسي).
(حالة تكرار)
* اخراج: توني سكوت * تأليف: بيل مارسيلي وتيري روسيو * اخراج التصوير: بول كاميرون * مونتاج: كريس ليبينزون * موسيقى: هاري جريسجون ويليامز * تصميم الإنتاج: كريس سيجرز * إنتاج: جيري بروكهايمر TOUCHSTONE PICTURES * وقت العرض: 125 دقيقة.
* مع:
* دينزل واشنطن: دوج كارلين
* بولا باتون: كلير كوشيفر
* فال كيلمر: العميل بريزوارا
* جيم كافيزيل: كارول أولستاد
* آدم جولدبرج: ديني
* الدن هنسن: جنرز
* اريكا الكساندر: شانتي
* بروس جرين وود: جاك مكجريدي