ظلت النباتات الطبيعية تقدم لنا في كل فترة فتحا جديدا من العلاج والقدرة على مقاومة الأمراض ومداواتها أو الوقاية منها، خصوصا تلك الأمراض التي وقف الطب إما عاجزا أو ضعيفا أمام خطورتها أو غموض وسائل علاجها.
وها هي البحوث العلمية المتواصلة دون كلل أو ملل تكشف النقاب عن دور الأناناس في الوقاية من السرطان، فضلا عن فوائده الغذائية المتعددة، خصوصا فيما يتعلق بعملية الهضم، وظل اهتمام الباحثين والعلماء منصبا ومتزايدا منذ عدة سنوات بثمار هذه الفاكهة السحرية، حتى أفضى بهم البحث المضني والصبر على التجارب والنتائج إلى حقيقة علمية مفادها أن مركبات (بروميلين) في ثمار الأناناس المحتوية على عنصر الكبريت لها دور في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان. وكانت دراسات سابقة أمريكية وأسترالية قد أشارت الى هذه المعلومات.
وجاءت هذه النتائج المبشرة بأهمية الأناناس وإمكانيته في التغلب على السرطان في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على ثمار هذه الفاكهة اللذيذة بعد ظهور أنواع جديدة منه في الأسواق تمتاز بصغر الحجم وسهولة التناول، ومحتوياتها من القلب الليفي أقل ويكثر الطلب عليها بوتيرة متصاعدة.
خصائص الأناناس
يعتبر الأناناس من الفواكه الصيفية المنعشة غالية الثمن مقارنة مع بعض الفواكه الأخرى، ولا يكمن غلاؤه في طعمه الحلو فقط، بقدر ما يكمن في فوائده العلاجية المتعددة، وهو فاكهة استوائية، عجيبة الشكل متفردة الخواص، ويحتوي عصير الأناناس على عدد كبير من الإنزيمات والفيتامينات والعناصر الغذائية ذات الفوائد العلاجية والمفيدة في بناء الجسم.
ومن المعلومات التي أكدتها التجارب وأثبتها العلم والطب أن عصير الأناناس يساعد على الهضم وعلى نقاء الجلد وصحته، كما أن لبه المهروس يستخدم لعلاج الجروح ويستخدم ورقه لتغطية الجرح مثل الكمادات وله مكانة مرموقة بين المواد الغذائية الطبيعية لتمتعه بمزايا صحية متعددة.
يحتوي الأناناس على إنزيمات ذات مفعول دوائي وعلاجي أهمها البروميلين المعروف بقدرته الفائقة على هضم البروتينيات.
ومن فوائده أنه يحفز الجسم على إنتاج البلاسمين وهي مادة لها خاصية إذابة الجلطات الدموية وتمثل مضادا قويا للالتهابات. وأثبت البروميلين نجاحه في علاج الكثير من الأمراض منها أمراض القلب والالتهابات وأمراض الجهاز التنفسي ومشكلات عسر الهضم ولديه قدرة على تعزيز مفعول المضادات الحيوية والعقاقير المستخدمة في العلاجات الكيميائية ويسهم في علاج الكدمات والرضوض وآلام المفاصل ويحتوي على بعض الأحماض التي تساعد في الوقاية من السرطان.
مكوناته وعناصره
بعض المواد الأخرى الموجودة في الأناناس تساهم في خفض مستوى الكوليسترول السيئ وتساعد في تخفيف ارتفاع ضغط الدم وتنقية الدم وتهدئة أعراض الحساسية. ويحتوي الأناناس على عدد من الفيتامينات والمعادن الأساسية منها: فيتامين (c)، حمض الفوليك، حمض الستريك، البوتاسيوم وهو خافض للحرارة ومدر للبول وزيادة التعرق. ويحتوي أيضا على فيتامين
(B1) (B3) ويساعد عصير الأناناس في نضارة
البشرة وتنشيطها وإكسابها المزيد من الحيوية، وينصح بشرب 75 ملل من عصير الأناناس ثلاث مرات يوميا أو تناول شريحة طازجة مع كل وجبة، كما أنه مفيد لعلاج مسامير القدم حيث تهرس شريحة منه ويوضع على المكان لمدة نصف ساعة، ويحتوي الأناناس على كميات كبيرة من السكر وغني بالفيتامينات والعناصر المساعدة على الهضم 70% من وزنها ماء و20% من وزنها سكر، وتوجد في الأناناس مادة تسمى البروميلين التي تساعد في هضم أثقل الأغذية على المعدة.. كما وجد بها الكثير من الأملاح المعدنية المفيدة مثل اليود والفسفور، ويمنع الأناناس عن المصابين بمرض السكر، ويفيد الأناناس في إدرار البول ومكافحة السموم الموجودة في الدم ويعتبر مفيدا للطاقة أيضاً.
منبته وظهوره
لم تكن هذه الفاكهة معروفة قبل اكتشاف القارة الأمريكية، وظلت نظرة الناس لها على أنها شيء غريب لمئات السنين في القارة الأوروبية حتى بعد اكتشافها. عندما اكتشفت أمريكا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بمواردها الطبيعية كان من بين ما اكتشف في جنوبها الأناناس الذي كان ينمو طبيعياً هناك وانشغل أهل أمريكا الجنوبية في تلك الحقبة الزمنية بمعرفة أسراره وتطوير زراعته.
ومن هناك انتقلت زراعته إلى شتى البقاع الحارة في العالم، وإلى وقت قريب كان الأناناس قليل الأهمية من الناحية الاقتصادية، ولما ظهرت صناعة التعليب أصبح له شأن آخر فزادت مساحته المزروعة على نطاق العالم. وبفضل تطور النقل البري والبحري والجوي أصبح الأناناس ومعلباته وعصيره من أشهر الفواكه انتشاراً يزاحم الحمضيات في معرفة الناس به.
أصناف الأناناس
للأناناس أكثر من صنف منها الناعم المسمى كاييني الأملس وهو أكثر الأنواع انتشاراً في العالم ويأتي في المرتبة التالية صنف الملكة وسنغافورة الإسبانية وصنف يسمى التعليب والصنف الإسباني الأحمر المشهور في أمريكا. ولارتباط كثير من أنواع الأناناس بموطنه فإنه يكفي قراءة الصنف الموضح على بطاقة التعليب ليعرف بلد المنشأ.
ثماره
وينتج الأناناس ثمرة مركبة تتكون من ثميرات صغيرة تتحد مع بعضها مكونة ثمرة الأناناس. ومن الطرائف التي يتفرد بها الأناناس أن الزهرات التي تكون الثمرات لا تزهر في وقت واحد؛ لذلك تكون الثمرات في مراحل مختلفة من النضج ويحتاج قطفها إلى خبرة ودراية شديدة، ويجب على القطاف تقويم شامل للثمرات قبل قرار قطفها؛ لذا تتم المراحل الأولى من الحصاد بالقطف اليدوي ومن ثم تكمل العملية بنقل الثمرات آليا.
تركيب الأناناس
فاكهة الأناناس ذات تركيبة عجيبة تدخل فيها عدة مواد كيميائية من أشهرها مركبات النكهة التي تتكون من مواد طيارة تدرك بواسطة حواس الشم، ومواد غير طيارة مثل السكر والأحماض العضوية التي تدرك بواسطة براعم التذوق في اللسان.
القيمة الغذائية
تساهم الكربوهيدرات في الأناناس بمعظم السعرات الحرارية التي تبلغ 52 سعراً حرارياً لكل 100 جم من الفاكهة فتبلغ نسبة السكروز في فاكهة الأناناس حوالي 12% تليها نسبة الجلكوز بحوالي 3% ثم الفركتوز 2% ثم السليولوز حوالي 0.5% والنشا حوالي 0.2% وحوالي 1.9% سكريات (كربوهيدرات) أخرى، ثم ألياف غذائية على صورة بكتين تصل نسبتها الى 1.6% من وزن الثمرة.
وعلى الرغم من وجود البروتينات في ثمار الأناناس على صورة أحماض أمينية حرة فإن فاكهته لا تعتبر مصدراً مهماً لهذه العناصر الغذائية. أما الفيتامين الأساسي في الأناناس فهو (ج) مع وجود فيتامينات أخرى بنسب أقل، وقد يصل محتوى فيتامين (هـ) إلى 25 ملجم لكل 100 جرام من الأناناس، كما توجد كميات صغيرة من فيتاميني (أ) و( ب) المركب.
والأناناس غني جداً بعنصر البوتاسيوم الذي يصل محتواه إلى 330 ملجم لكل 100 جم من الفاكهة يليه الماغنسيوم والكالسيوم والسليكون والصوديوم والفسفور، ويحتوي الأناناس على نسبة عالية من أملاح النترات.
وصفات علاجية
يوصف الأناناس في حالات فقر الدم, بطء النمو, النقاهة, عسر الهضم, التسمم, السمنة, التهاب المفاصل, تصلب الشرايين, الصرع. ويستعمل كمقوٍ لبشرة الوجه إذا دهنت بعصيره. وتستخرج منه أنواع من الخميرة تفيد في علاج مرضى العمود الفقري.
ويقول العلماء إنه يحتوي على إنزيمات قوية لها قدرة على هضم البروتينات, لكن التعليب والطبخ يدمران هذا الإنزيم لذا يفضل تناول الأناناس نياً وطازجاً، ويحتوي الأناناس على عدد من الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تشكل علاجاً لكثير من الأعراض والحالات المرضية. ويعرف بقدرته على خفض الحرارة وتخليص الجسم من المواد السامة فهو يساعد على زيادة العرق.
وبالنسبة للمرأة فإن عصير الأناناس يصلح كمحلول تمسح به البشرة حيث يعمل على تنشيطها وإكسابها الحيوية, ولعلاج الجلد الجاف وإزالة تراكمات الجلد الميت يمكن استخدام شريحة من الأناناس بعد هرسها وتوضع على المنطقة المراد علاجها وتترك لمدة نصف ساعة. وينصح بتناول شريحة من الأناناس الطازج مع كل وجبة ذلك في حالات ارتفاع الحرارة وعسر الهضم أو لتحسين الصحة العامة. وتناول الأناناس في الطقس البارد يكون أكثر فائدة للجسم؛ ذلك لأنه يعمل على خفض حرارة الجسم.