|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
باستخدام الأشعة فوق الحمراء: التمييز بين الفواكه اللذيذة والمعطوبة
|
كثيرا ما ينخدع المرء بمظهر الثمرات عند شراء الفواكه فربما كانت أنضرالتفاحات شكلا عديمة الطعم رخوة وربما اختبأ أسفل القشرة زاهية اللون سليمة المظهر عطبا يخترق الثمرة إلى لبها، وذلك يضفي على عملية الشراء قدرا غير يسير من المجازفة، إلا إن المتخصصين في أحد مراكز الأبحاث الزراعية في الولايات المتحدة يسعون حاليا إلى تقليل هذه المخاطر من خلال نظام يعكفون على تطويره في مختبر بجامعة ولاية ميتشيجان حيث يسلطون أشعة قرب فوق الحمراء على التفاحات ثم يحللون كلا من الضوء المنعكس بطول موجة مختلف قليلا عن طول موجة الضوء المتناثر فيحصلون من الضوء الأول على معلومات حول التركيب الكيميائي للعينة بينما يدل الضوء الثاني على تكوينها المادي.
ومن شأن هذين الضوءين عند الجمع بينهما أن يشكلا دلالات جيدة على حلاوة الثمرة وتماسكها.
يستهدف البحث إحلال أساليب غير متلفة للحصول على مثل هذه المعلومات بدلا من الأساليب المتبعة حاليا والتي تنحصر في التذوق وغرس أسطوانة من الصلب في التفاحة إلى عمق محدد حيث تدل القوة المطلوبة لوصول الأسطوانة إلى هذاالعمق على تماسك الثمرة.
أما التقنية الجديدة فمن المرتقب أن توفر أسلوبا يجمع بين عدم إتلاف أي ثمرات وانخفاض التكلفة بالقدر الكافي لنشر استخدامها مع كل ثمرة تفاح تمر بمراحل التعبئة ولا شك أن هناك عددا من التقنيات المستخدمة حاليا في هذا المجال. ففي ولاية ميتشيجان على سبيل المثال تستخدم معظم دور التعبئة تقنية التصويرالرقمي لفرز الثمرات حسب حجمها أو لاكتشاف التفاحات التالفة ظاهرا، إلا إن هذه التقنية لا تكتشف العطب لأن حدودها تقف عند حدود القشرة فقط أما التقنية الجديدة فتجمع بين البيانات البصرية التقليدية وتحليلات الضوء المنعكس خارج مدى الإبصار لاكتشاف العطب الذي لا يظهر بشكل سطحي، وذلك لأن الأشعة المسلطة على الثمار تخترق سطحها وتتغلغل إلى نفس عمق أسطوانة الصلب التقليدية تقريبا. ويتوقع المتخصصون استخدام هذه النظم في معايرة الفواكه مثل الخوخ والكمثرى «الأجاص» والكرز وغيرها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|