|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
هجوم مفاجئ للثقوب السوداء على الكون
|
عندما تم عمل مسح للكون باستخدام أقوى المراصد المطلقة في المدارات الفضائية.
اكتشف العلماء أنواعا جديدة من الثقوب السوداء وقد ظهرت في أماكن غير متوقعة على الإطلاق أمكن لهذه الاكتشافات أن تلقي الضوء علي كيفية تكوين المجرات وكيفية تفاعلها مع مجموعات النجوم المحيطة بها.
كما كان لها دور في تعديل نظريات تطور الكون ولأول مرة تمكن الباحثون باستخدام تلسكوب الفضاء «هابل» من تأكيد وجود ثقوب سوداء متوسطة الحجم ويقول رويلاند فان دير ماريل العالم بمرصد هابل: أصبحت الثقوب السوداء أكثر الظواهر شيوعا في الكون وباتت حقيقة مؤكدة وقد توضح لنا الاكتشافات الجديدة حقائق عميقة جدا عن كيفية تكوين عناقيد النجوم والثقوب السوداء في المراحل الأولى لتشكيل الكون.
وقد وجد فان دير ماريل وزملاؤه في قلب المجموعة العنقودية للنجم الكروي نوعا محيرا من الثقوب السوداء ظل لفترة طويلة مادة للتخمين والتأمل فقط.
اكتشاف الحلقة المفقودة
تحتوي المجموعات النجمية الكثيفة والتي تكونت منذ بلايين الأعوام على أقدم النجوم في منظومة الكون وتحوم حول مجرات معروفة منذ بعيد كمجرة درب اللبانة على سبيل المثال. ويقول مايكل ريتش من جامعة كاليفورنيا بلوس انجيليس وأحد أشهر مطاردي الثقوب السوداء: تساعدنا هذه البيانات الجديدة من هابل على إيجاد حلقة وصل بين العناقيد النجمية الكروية والمجرات وعند المقارنة يلاحظ أن كتلة الثقوب السوداء المتناثرة في منظومة الكون تزيد عدة مرات عن كتلة الشمس.
أما تلك التي تكمن وتتوارى في قلب عدة مجرات بما فيها مجرة درب اللبانة فيرى البعض أن كتلتها تبلغ ضعف كتلة الشمس بملايين، بل بلايين المرات ويقول ستاين سيجردسون من جامعة ولاية بنسلفانيا: ما زالت الثقوب السوداء متوسطة الحجم الحلقة مفقودة من الناحية الفلكية.
ولدى كثير من العلماء تخمين مفاده أن الثقوب السوداء صغيرة الحجم عملت كبذور للثقوب الأكبر حجما وذلك باندماحها مع النظائر القريبة لها لتكون في النهاية ثقوبا سوداء أكبر حجما وداخل مراكز المجرات، وعلى حد قول أحد الباحثين: يمكن للثقوب السوداء متوسطة الحجم التي تمكن تلسكوب هابل من رصدها أن تكون كتل البناء للثقوب السوداء الضخمة المستقرة داخل معظم مراكز المجرات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|