|
|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
|
|
أفضل تنظيم للحديقة المنزلية عن طريق «بعض الفوضى» الظاهرية
|
ربما يكون من المناسب ان نطلق على الحديقة المنزلية التالية التي سنعرضها من خلال الصورتين اسم النظام ضمن العفوية. وهذه الحديقة أو هذا النظام من الحدائق ربما يناسب الذين لا يفضلون الخطوط المستقيمة والنظام الصارم في توزيع عناصر الحديقة، اذ هو على النقيض من ذلك تماما، اذ تبدو لحظياً وظاهرياً وكأن الحديقة لا تتبع نظاما تخطيطيا واضحا، ولكن مهلا، فليست هناك عفوية أو فوضى مطلقة عزيزنا القارئ، اذ ان النظام كامن ضمن الفوضى الظاهرية دائما. وتاليا نبين النظام ضمن هذه الحديقة.
أولا، تمتاز هذه الحديقة بكونها خاصة ومفتوحة للداخل بحيث توفر الخصوصية لأهل البيت، وآية ذلك ان الأطراف محمية بالأشجار العالية التي تتوزع على أرجائها، وبالاضافة إلى الخصوصية التي يوفرها وجود الأشجار العالية على الأطراف، فإن ذلك يعطي احساسين آخرين للجالس بهذا النوع من الحدائق، الأول هو الاحساس بالحدودية Territory أو إحساس الجالس بخصوصية وملكية المكان والإحاطة، وثانيها هو توفير المناطق الظليلة التي توفرها الأشجار العالية.
ثانيا يلاحط ان المنطقة المتبقية «غير الأطراف المشجرة» قد تمت معالجتها بزراعتها بطريقتين، الأولى مساحات خضراء بالعشب الأخضر الذي تتخلله ممرات ذات أرضية حجرية متلوية، والثانية هي منطقة غير منتظمة الشكل والتي تحتوي مختلف أنواع الأزاهير والنباتات التي يمكن زراعتها بيتياً بتشكيلات جميلة.
المهم في التنسيق الذي تتبعه هذه الحديقة والتي منها ينبع نظامها التخطيطي هو توفير الخلفية النباتية المتمثلة بالأشجار العالية وأيضا التركيز على الوسط المزروع بمختلف النبانات، مع وجود عناصر فرش حدائقية كالكرسي في المنطقة الظليلة الذي يظهر بالصورة.
وأحيانا قد يحلو للبعض توفير عناصر اضاءة ليلية اذ يحلو الجلوس والسمر ليلا في أيام الصيف، وذلك من خلال توفير عمود نور أنيق في مكان من الحديقة. في الأحوال الاعتيادية تتم عادة زراعة الوسط ضمن أحواض منتظمة وهنا الاختلاف، ويفضل الكثيرون هذا النوع من الحدائق الذي يتجدد باستمرار مع نمو النباتات حيث يختلف شكل الحديقة من فصل لآخر مع نمو النباتات القصيرة من ناحية، وحين تتساقط أوراق الأشجار من فصل لآخر من ناحية أخرى.
الصورة الثانية تبين بعض الأجواء التي يمكن توفيرها بالحديقة، حيث تجلس السيدة على الكرسي الخشبي، وحيث لا تظهر معالم الحديقة جميعها من زاوية نظر معينة نظرا للعفوية التي يتمتع بها التصميم من ناحية. ونظرا لتباين طول النباتات المزروعة في المنطقة الوسطية من ناحية أخرى، وبالاضافة لذلك كله يظهر أثر الاحاطة الداخلية في توفير الخلفية المشجرة والتي تظهر من خلال الأشجار البعيدة بنفس الصورة.
وفي الحقيقة فقد يتم ادخال عناصر أخرى لهذه الحديقة المنزلية الصغيرة مثل جدول أو ينبوع مائي متحرك صغير باستعمال مضخة صغيرة تعمل على تحريك الماء لئلا يفسد. وميزة هذا العنصر المائي هو توفير الجو النفسي والاحساس بخرير الماء مما تكتمل معه الصورة المثالية للحديقة. وبالاضافة لذلك فإن الحديقة المنزلية من هذا النوع والتي لا تتبع نظاما منتظما يمكن استغلالها بشكل ساحر في حالة الجلسات العائلية أو الحفلات الصغيرة، حيث يتم توفير مجموعات من المناطق التي تناسب مختلف الأذواق والفئات العمرية المتفاوتة.، وعدم إعطاء الاحساس بالملل، وبالاضافة لذلك كله فتتميز هذه الحديقة بانها من النوع الذي يقبل إعادة الاستعمال Recycling وذلك انه يمكن استعمال عناصر مستعمله من المنزل لتشكيل عناصر الحديقة، مثل أواني الفخار والجرات لزراعة بعض النباتات ووضعها بالحديقة مما تكتمل معه صورة الحديقة المنزلية المتواضعة والتي هي بين الطبيعية وبين الصناعة المحلية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
