|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
أقدم العلوم أصبح ضرورة في عالمنا الرقمي اختراق الاتصالات الهاتفية لعبة الاستخبارات والهاكرز
|
تعتبر الاتصالات الإلكترونية من هاتف ونداء وحتى بث من خلال الكيبل أو الأقمارالصناعية أحد الأهداف الرئيسية للهاكرز حول العالم، وحتى وقت قريب كان لابد أن يتعلم الهاكر أساليب اختراق الاتصالات لكي يتعلم اختراق الشبكات، وذلك من أجل أمور عديدة من بينها تضييع الشخصية وأيضا ليتمكن من اختراق الشبكات الحاسوبية المتصلة بشبكة هاتفية من دون الحاجة للإنترنت.
وفي نهاية الستينيات الميلادية نشأ علم خاص باختراق الاتصالات عرف فيما بعد بعلم Phreaking ولقي رواجا وشعبية كبيرة بين أوساط العابثين والمهتمين بالتكنولوجيا في آن واحد.
وفي الوقت الحالي يلقى هذا العلم شعبية جارفة لتشعب المجالات المعتمدة عليه من إنترنت و شبكات حاسوبية تجارية تمتد حول العالم وكذلك لغرض سرقة مكالمات هاتفية مجانية أو على أقل تقدير تخفيض تكلفة المكالمات الهاتفية.
يعتمد علم اختراق الاتصالات على أساسيات بدأت من معرفة الصفارة ورموز الاتصالات. فمن المعروف أن الخط الهاتفي يعطي صفارة معينة يستطيع الحاسب المركزي لشركة الاتصالات تمييزها وهي تعني استخدام الخط الهاتفي وبالتالي فإن الجهاز المركزي للشبكة يبدأ في تسجيل مدة المكالمة ووجهتها.
ولقد عثر بعض الأشخاص على طريقة معينة تقوم بإيهام الجهاز المركزي بأن الخط الهاتفي لا يستخدم ولكن الحقيقة هي العكس وظهرت أنواع معينة من الصناديق لكل منها مهمة تختلف عن الآخر وتم إطلاق أسماء مختلفة على الصناديق في البداية فهناك صندوق أزرق وآخر أسود وهكذا وبعد أن تعددت أنواع هذه الصناديق وتعدت عدد الألوان أصبح يطلق على الصناديق أسماء مخترعيها أو اسم مهمتها.
وباختلاف أنواع بروتوكولات الاتصالات في العالم وانتشارها بشكل كبير خرج هذا العلم من الولايات المتحدة لينتشر في الكرة الأرضية وبين شعوبها كالنار في الهشيم. ووقعت الاتصالات العالمية تحت رحمة الهاكرز والجواسيس الإلكترونيين ومن اعتراض المكالمات الهاتفية والدخول على مأموري السنترالات والعبث باشتراكات الهاتف وسرقة أرقام هاتفية وتزييف الشخصية من خلال بدالات شركات الاتصالات تطور هذا العلم بشكل كبير ليصل إلى حد اعتراض البث الفضائي للاتصالات حول العالم بل والتقاط الاتصالات اللاسلكية في أماكن محرمة.
بل إن الأمر فاق هذا الحد ليصل إلى تكوين إدارات مختصة بذلك في استخبارات الدول وأصبح وسيلة أساسية للتجسس على الدول.
وفي العصر الرقمي الحالي ومع كثرة انتشار الهواتف الخلوية والشبكات اللاسلكية في العالم تداخلا علم اختراق الحاسبات والشبكات واختراق الاتصالات ليصبح علما واحدا وأصبح لا بد للمحترفين في هذا العلم «المحرم» من ضرورة الإلمام بكلا الجانبين لكي يتمكنوا من العمل بشكل متكامل من دون الحاجة لطلب المساعدة من طرف آخر قد يعرض العملية برمتها للكشف. وما زالت شركات الاتصالات والمستخدمون حول العالم يعانون من هذه الظاهرة ومن أصحابها بل إن الضرر انتقل للحكومات وأصبحت الدول تتخوف من استخدام الاتصالات الهاتفية وبالتالي أدى ذلك لظهور تقنيات تمنع التنصت والاعتراض وأيضا تقنيات خاصة بالتشفير للمعلومات والمحادثات ولكن هذا لم يكن حلا كافيا فمع تطور أساليب الحماية فإن أساليب الاختراق في تطور مستمر هي أيضا بل وتفوق في ذكائها وسهولتها ودقتها أي نظام حماية متوفر حاليا.
التشفير بحد ذاته ومع صعوبة فك شفراته لم يعد مأمونا فبتوفرالإمكانات والتقنيات الحالية يمكن فك تشفير أي معلومات أو حتى اتصال ويبقى الهاجس الأكبر لكثير من الجهات والمنظمات حماية الحرية الشخصية للشعوب عامة ولكن يبدو أن هذا صعب التحقيق حاليا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|