|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
الوباء العالمي القادم الالتهاب الكبدي الفيروسي Viral Hepatitis (22)
|
إعداد: د. رانيا حبيب
3أنواع من «الفيروسات» المرتبطة بالكبد تمثل كما أسلفنا في العدد الماضي أكبر تهديد لصحة الإنسان. لقد بدأ العالم ينتبه أخيراً وبفضل التطور التقني إلى فيروسات الكبد الوبائي القاتلة.. الفيروس «A» المميت والشديد العدوى يصيب سنويا مليون و 400 ألف إنسان..
و«B» يأتي ثانياً بعد التبغ كسبب للسرطان وهو كما يقول العلماء معد 100 مرة عن «الإيدز»، فيما أن ضحايا هذا الفيروس يزيدون عن بليون إنسان منهم 500 مليون يحملون الفيروس، ومليون شخص توفوا بسببه!! ويكتسب المرض خطورة أشد إذا علمنا أن 70% من ضحاياه تتراوح أعمارهم بين 15 و39 سنة.
أما القاتل الصامت.. الفيروس الكبدي «C» فلا يظهر إلا في مراحله الأخيرة بعد أن يكون قد أكل الكبد في صمت، وتعتبر 90% من إصابات هذا الفيروس مزمنة. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 170 مليون إنسان في العالم مصابون بالفيروس الكبدي «C» الذي يعتبره العلماء أكبر تهديد قادم للصحة العامة في العالم.
ومع ذلك فما زال الغموض يكتنف الكثير من جوانب هذه الفيروسات الخبيثة!! وفيما يلي الحلقة الأخيرة من المعلومات التي توفرت لنا ونقدمها للقارئ، لعل صمت هذا القاتل لا يطول!!
الفيروس الكبدي Hepatitis (A)
* الوقاية:
قد أنتج طعم خاص بهذا الفيروس في سنة 1995 والذي يوفر حماية طويلة المفعول قد تصل لمدة 4 سنوات تقريبا لذلك فان تطعيم الصغار قد يقلل من فرص الاصابة.Immunoglobulins كذلك يمكن تجنب الإصابة بواسطة المضادات المناعية ولكنها توفر حماية لمدة قصيرة من 3 5 أشهر فقط.
* العلاج:
لا يوجد دواء خاص لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ» ويتم اتباع ما يلي:
* أخذ قسط من الراحة.
* استخدام المسكنات لتخفيض الحرارة وتسكين الألم .
* أما فيما يتعلق بقلة الشهية فيستحسن الإكثار من السوائل والفواكه بعد غسلها جيدا .
الفيروس الكبدي Hepatitis (B)
* الوقاية:
الفيروس الكبدي «ب» يعتبر من الأمراض الممكن تجنبها تماما وذلك عن طريق تطعيم الأشخاص المعرضين لخطر الاصابة:
* العاملون بمجال يحتم التعامل بالدم ومشتقاته مثل المعامل والمستشفيات .
*الطفل المولود لأم مصابة أو حاملة للفيروس «ولابد من تطعيم الأطفال بعد الولادة مباشرة لحمايتهم من الإصابة بهذا المرض ولإكسابهم مناعة تستمر معهم لمدة طويلة».
* الزوج أو الزوجة في حالة إصابة الطرف الآخر .
* المصابون بأحد أمراض الدم والتي تحتاج إلى نقل دم أو مشتقاته مثل مرض الهيموفيليا «مرض عدم تجلط الدم».
* مرضى الفشل الكلوي «بسبب الغسيل المستمر».
* جميع العاملون بالحقل الطبي من أطباء وممرضات .
* أفراد أسرة الشخص الحامل للفيروس .
* وقد ظهر الطعم الخاص بالفيروس «ب» بأوائل الثمانينات ويشمل ثلاث جرعات ضمن برنامج التطعيم الإجباري ضد هذا الفيروس لجميع المواليد والذي يقيهم شر الإصابة بهذا الفيروس وهو فعال في حدود 95% .
وكذلك يمكن الوقاية السريعة والقصيرة الأجل بواسطة المضادات المناعية وتستخدم عند التخوف من حدوث إصابة فعلية .
* العلاج: قد يستخدم :
1 Interferon alfa (Roferon A) انترفيرون ألفا ويعطى بالحقن لمدة لا تقل عن 6 أشهر وقد أثبت فاعليته في السيطرة على المرض في حوالي 30% من المرضى .
2 Lamuvidine (Xifax) لاموفيدين وهو من الأدوية التي أثبتت فاعليتها حديثا ويعطى كأقراص بالفم لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات . ولا تزال الأبحاث مستمرة لايجاد أدوية أكثر ذات فاعلية كبيرة ومضاعفات أقل .
* احتياطات للوقاية من الفيروس الكبدي «ب»:
1 الأم الحامل: يجب على النساء الحوامل إجراء اختبار التهاب الكبد «ب» خلال فترة الحمل لمعرفة ما إذا كن مصابات به أم لا وذلك لأن 90 % من المصابات ينقلن العدوى لأطفالهن أثناء الولادة ولا ننسى التطعيم فور الولادة.
2 الشخص الحامل للفيروس: وهذا الشخص يكون حاملا للفيروس سنوات طويلة وربما مدى الحياة ولكنه لا يعاني من أية أعراض أو مضاعفات ويكون قادرا على نقل الفيروس لغيره ويجب عليه اتخاذ الاحتياطات كي لا يتسبب في إصابة الآخرين وأولها عدم التبرع بالدم. وكذلك مراجعة الطبيب للتأكد من كفاءة الكبد وتجنب الكحوليات والأدوية التي تؤثر على الكبد.
3 وقاية الأصحاء: وذلك بتطعيم أفراد الأسرة والتأكد من تمام الثلاث جرعات وتجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة كشفرات الحلاقة ومقصات الأظافر والتأكد من سلامة التعقيم في عيادات الأسنان والمستشفيات وذلك من خلال توعية أفراد الأسرة بطرق انتقال الفيروس.
الفيروس الكبدي Hepatitis (C)
* الوقاية:
لسوء الحظ لا يوجد حتى الآن تطعيم أو علاج وقائي ضد الالتهاب الكبدي «سي» ولكن توجد الإرشادات التي يمكن اتباعها للحد من الإصابة به : استعمال الآلات والأدوات الطبية ذات الاستعمال الواحد لمرة واحدة فقط مثل الإبر.
* تعقييم الآلات والأجهزة الطبية بالحرارة «الأوتوكلاف» .
* التعامل مع النفايات الطبية بحرص.
* تجنب الاستخدام المشترك للأدوات الحادة مثل شفرات الحلاقة وفرش الأسنان.
*المرضى المصابين بالألتهاب الفيروسي «سي» يجب ألا يتبرعوا بالدم لأن الفيروس ينتقل عن طريق الدم ومنتجاته .
*المصاب بالالتهاب الكبدي «سي» معرض أيضا للإصابة بالالتهاب الكبدي «أ» و «ب» ويلزم استشارة طبيب بخصوص امكانية التطعيم ضد الالتهاب الكبدي «أ» أو «ب».
* العلاج:
أحدث الأبحاث الطبية تنصح باستخدام دواء إنترفيرون ألفا Alfa Inter
feron عن طريق الحقن 3 مرات أسبوعيا
مع دواء ريبا فيرين Ribavirin عن طريق الفم لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن «سي» لمدة 6 أو 12 شهرا .
تحذير: ضار بالجنين ويسبب تشوهات. «لذلك يمنع الحمل أثناء تعاطيه سواء من قبل الأم أو الأب». ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات لمنع حدوث الحمل عن طريق استخدام وسائل منع الحمل .
* وأحدث من أصيب بالفيروس الكبدي «سي» من دنيا المشاهير الفنانة الكندية باميلا أندرسون حيث ذكرت في مقابلة مع برنامج لاري كنج في قناة «سي.إن.إن» شهر يوليو الماضي أنها أصيبت بالفيروس «سي» وأن سبب ذلك يرجع إلى إبرة وشم اشتركت فيها مع زوجها .
مما سبق يتضح لنا أن التهاب الكبد الفيروسي يعتبر من الأمراض الهامة التي تصيب الكبد والسبيل الوحيد للحد من انتشار هذه الأمراض هو ثقافة المجتمع بطرق الحماية .
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|