|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
بعد إلغاء المعونات الفيدرالية للتعليم الجامعي أمريكا: وداعاً ل «تدليل» السجناء !!
|
في منتصف التسعينات، إثر اتهامهم بتدليل المسجونين، ألغى السياسيون الأمريكيون معظم المعونات الفيدرالية للتعليم الجامعي للمسجونين.
أما الآن فالدعم الفيدرالي متاح لبعض الدورات الجامعية للنزلاء تحت 25 عاما والذين يقضون مدة عقوبة 5 سنوات فأقل، وتجرى محاولات في الكونجرس لرفع السن إلى 35 عاما، فولاية كاليفورنيا، تدعم برامج إعطاء النزلاء درجة الدبلوم، ولكنها لا تدعم التعليم الجامعي.
يقول تيرى ثورتون، مسؤول إصلاح الأحداث بالولاية: الناس يتساءلون: لماذا ندعم التعليم الجامعي للمسجونين.. فيما تتساءل هيريت سالارنو من مركز مساعدة ضحايا الجرائم: نحن ندعم التعليم العام للمسجونين، ولكن لماذا ندعم التعليم الجامعي؟ أليس من الأولى مساعدة أبناء ضحايا الجرائم. المؤيدون لدعم التعليم الجامعي للمسجونين يستندون إلى دراسة أجريت في جامعة مدينة نيويورك، أظهرت أن 8% من النساء اللاتي التحقن بالدراسات الجامعية في سجون نيويورك عدن للسجن مرة أخرى خلال ثلاث سنوات، بينما 30% كانت نسبة عودة اللاتي لم يلتحقن بالتعليم الجامعي. من جانبه يؤكد ستيفن ستيورر المدير التنفيذي لجمعية الإصلاح والتعليم: التعليم يغير الفكر!! ويعلم الإنسان كيف يتصرف بطريقة أفضل، وكيف يجد البدائل والحلول لمواجهة المشاكل والصعاب.
لكن برامج التعليم الجامعي لنزلاء السجون تتنامى، يوجد الآن 25 ولاية بها تعليم جامعي بالسجون، علاوة على أن سجن ولاية تكساس له مدرسته الخاصة ينتظم بها 9500 نزيل في دورات التعليم الجامعي لعام 2001، وتمول هذه المدرسة من المنح الدراسية والأموال الفيدرالية المتاحة لتعليم الأحداث.
الوضع مختلف تماما بالنسبة لمرتكبي جرائم القتل، حيث إنه غير مسموح لهم الخروج من زنازينهم، فالمدرسون يشرحون لهم من وراء القضبان، وبعض الناس يظنون أن مرتكبي جرائم القتل لا يستحقون التعليم، ولكن مسؤولو الإصلاح والتعليم يؤكدون أن تعليم النزلاء يمنعهم من العودة إلى السجن مرة أخرى، ويحسن من سلوكهم أثناء تنفيذ فترة عقوبتهم. على مدار العام الحالي، حصل من سجن سان كونتين عدة نزلاء على شهاداتهم الجامعية، في حفل حضره الأقارب والأمهات اللاتي بكين من فرحتهن، وبعد انتهاء الحفل، وتبادل التهاني والكلمات الطيبة، قام الحرس بتوديع الضيوف خارج أسوار السجن، واصطحبوا النزلاء إلى زنازينهم بعد أن ارتدوا ملابس السجن الزرقاء.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|