|
|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
|
|
كينيا: إضراب المدرسين لا يزال مستمراً
|
ما زال إضراب المدرسين مستمرا، هكذا أعلن هنري كسجي وزير التعليم الكيني،ملقيا اللوم على الحكومة، التي وقعت في عام 1997 قرارا برفع أجور المدرسين من 150 % إلى 200% في خلال خمس سنوات، ولكنه وضح أيضا أن المدرسين استفادوا من زيادة الأجور التي تخطت 100% في الخمس سنوات الماضية، ومن ثم يجب عليهم العرفان للحكومة. وأضاف الوزير إن طلبات المدرسين غير واقعية، وتتخطى إمكانات الحكومة، حيث أن ميزانية الحكومة تبلغ 25 بليون دولار أمريكي، فى حين ان أجور المدرسين ارتفعت من 3 بلايين دولار أمريكي عام 1997 إلى 7 ،5 بلايين دولار أمريكي عام2002 ، وأن الزيادة المطلوبة هي 5 ،3 بلايين دولار أمريكي ومن المستحيل توفرها في الميزانية الحالية.
وعلى أرض الواقع، تزداد الأوضاع سوءا، ففي خليج هوما تحقق الشرطة في محاولة بعض الطلاب حرق منازل المدرسين، وفى مدينة في نجيا، استوقفت الشرطة ثلاثة من أعضاء اتحاد المدرسين وأطلقت سراح ستة آخرين كانوا تحت قيد الاستجواب.
وفى كيسومو، ثلاثة من أعضاء اتحاد المدرسين متهمون بتهديد مدرسي المدارس الخاصة لينضموا للإضراب، بينما نجا مدير مدرسة بأعجوبة من الموت عندما اقتحم بعض المدرسين مدرسته يتهمونه بمواصلة التدريس أثناء الإضراب، أما في ماشاكوس، فالشرطة خصصت عشرات العربات لحماية المدرسين الراغبين في العمل من بطش زملائهم، وإن كانت غالبية المدارس مغلقة.
ولم يقتصر الخلاف على مستوى المدرسين فقط، بل امتد إلى الطلاب أيضا، فقد فقأ تلميذ عين زميله ونقل للمستشفى لاختلافهم في الرأي على إضراب المعلمين، وقامت طالبات إحدى المدارس التي لم تتوقف بها الدراسة، بمظاهرة طالبن فيها بوقف الدراسة، ثم بدأت تصل خطابات تهديد إلى أولياء الأمور لمنع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس حفاظا على حياتهم.
وعلى صعيد آخر رفض المدرسون اللجوء إلى المحكمة لحسم القضية لعدم اقتناعهم بحياد المحكمة وقدرتها على تحقيق أهدافهم.
ودعت بعض الشخصيات الاجتماعية البارزة المدرسين إلى الاستمرار في الإضراب حتى يحصلوا على مستحقاتهم من الحكومة، مشيرا إلى أن اختيار وقت الإضراب كان موفقا إلى حد كبير، وجعل قضية حقوق المدرسين تتصدر اهتمامات الرأي العام في البلاد.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
