|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
تغذية العقول أفضل الحلول تعليم الأطفال«صيد السمك» أفضل وسيلة لمكافحة الجوع
|
يعتقد خبراء مكافحة الجوع ان الجوع لا ينتج عن نقص الغذاء فقط، بل انه شديد الارتباط بكيفية الحصول على الغذاء وتوزيعه والاستغلال الأمثل للموارد. هذه واحدة من بين الأفكار العامة لبرنامج «تغذية العقول ومكافحة الجوع»، وهو منهج تعليمي عن قضايا الجوع يدرس في يوم الغذاء العالمي، 16 أكتوبر.
رعاة البرنامج يأملون أن يؤدي نشر الوعي بمشكلة الجوع ونقص الغذاء في العالم إلى زيادة المجهودات المبذولة للقضاء عليه.
تخيل أن الوجبة اليومية لطفل أفريقي في ملاوي تتكون من أرز وعشب وجراد، وعلى الرغم من كثرة من يعانون الجوع في الولايات المتحدة والبلاد النامية، فإنه لا يزال من الصعب تفهم حجم هذه المشكلة وآثارها على حياة الإنسان، ولزيادة الوعي بمشكلة الجوع ونقص الغذاء في العالم، وكمحاولة لإيجاد بعض الحلول لها، قامت منظمة «تغذية العقول ومكافحة الجوع» بتزويد المدرسين بمنهج تعليمي عن قضايا الجوع، ليقوموا بتدريسه، تمهيدا ليوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16أكتوبر الجاري وهو اليوم الذي أنشئت فيه منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عام 1945م، تقول باتريشا يونج المنسق العام لمنظمة «تغذية العقول ومكافحة الجوع» واللجنة القومية ليوم الغذاء العالمي، معظم الناس ليس لديهم وعي بمشكلة الجوع في العالم، ومدى صعوبتها، فالحصول على الغذاء قضية حيوية وهامة للغاية، وعلى الرغم من أن كم الغذاء يكفي لإطعام كافة شعوب العالم، فإن هناك ما لا يقل عن عشرة ملايين إنسان يعانون من نقص الغذاء. وتضيف باتريشا نحن بحاجة إلى الشباب معنا ليشاركونا في حل هذه القضية ومواجهة الأزمة العالمية، في العامين الماضيين، شهد المنهج التعليمي للمنظمة انتشارا واسعا عبر الولايات المتحدة وغيرها من البلاد، حيث تمت ترجمته إلى تسع لغات، ويتكون البرنامج التعليمي من ثلاث محاضرات، لكل مرحلة تعليمية مختلفة: المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتوفير الغذاء وكيفية الحصول عليه واستغلاله تمثل الأفكار الأساسية للمحاضرات، أيضا تقوم المنظمة بتوفير كافة المعلومات اللازمة للمدرسين لمساعدتهم على تدريس المحاضرات، كما تدعم المناهج الدارسية ببعض المعلومات الزراعية الهامة.
أثرت هذه الدروس تأثيرا قويا على طلاب المدارس، حيث يقوم المدرس بمناقشة الطلاب وسؤالهم عن وجباتهم اليومية ومكوناتها، وبعد ذلك يضع المحاضر أمام الطلاب عينة كاملة لوجبة يومية من وجبات طفل من ملاوي بها الأرز والعشب والجراد، ووجبة أخرى لطفل من هاييتي بها حساء الفول مع الأرز أو خبز الذرة، ويعرض عليهم زجاجة بها ماء عكر، ليوضحوا تعذر الحصول على الماء النقي في بعض البلاد، آراء المدرسين وانطباعاتهم عن هذا البرنامج كانت مشجعة، فقالوا عنه أنه واضح ويساعد على إمعان الفكر، أحد مدرسي التربية والأخلاق في أوغندا قال إن المنهج التعليمي لمنظمة تغذية العقول ومكافحة الجوع يتلاءم تماما مع المنهج الذي يقوم بتدريسه، كما أنه يساعد الطلاب على إعادة التفكير في بعض المعتقدات والمحظورات الخاطئة، مثل حظر تناول الدجاج المطهي على النساء، وأضاف أن هذا البرنامج جيد جدا لأنه يساعد الناس على التمييز بين ما هو نافع وما هو ضار لهم، وقد قام تلاميذه بحملة لجمع التبرعات للمساعدة على محاربة الجوع، في كندا، قامت مئات المدارس بتدريس هذه المحاضرة في يوم الغذاء العالمي، ووصف دان وينز، المنسق التربوي لقضايا الجوع ونقص الغذاء ببنك الحبوب الغذائية الكندي، رد الفعل والانطباع بأنه يفوق الوصف.
وتقول معلمة الفنون واللغات بإحدى المدارس الثانوية بولاية فلوريدا الأمريكية، والتي قامت بتطبيق هذا البرنامج لأول مرة عام 2001، وتعتزم الاستمرار في تدريسه لطلابها، لقد أعجبتني الطريقة التي تعمل بها المنظمة والأسلوب الذي تتبعه لتحقيق أهدافها، فمعظم الأطفال هنا يعيشون حياة مرفهة ومدللة، وعندما نفتح أعينهم على ما يحدث في العالم، فنحن نزيد من وعيهم بمشكلة الجوع ونقص الغذاء، وبالتالي فهم يبدأون في البحث عن طرق لحلها وتلافي حدوثها، هذا الأسلوب يحقق هدف المنظمة، حيث ان الطلاب يستعرضون الحالات التي قدمت لهم، ويحاولون استكشاف لماذا يحدث هذا النقص، كما يقومون بتقييم نظم التغذية المختلفة،مما يجعلهم أكثر وعيا بالمشكلة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|