|
مجلة الجزيرة ومتاعبها
|
قيل قديماً، إن الصحافة هي مهنة المتاعب..
ولم يخطىء، بل أصاب، من عرَّفها بذلك..
فهي بحق ذات تعب، ولكنه تعبٌ لذيذ..
وهي لمن مارسها، يستحيل عليه أن يبحث عن بديلٍ لها..
كما يستحيل على من ينتسب لها أن يضبط ساعات عمله فيها..
وأن يتنبأ بمستقبله فيها، طالما هي خياره واختياره..
ألم يقل قائلهم: «إنها مهنة المتاعب»؟
***
الصحافة، عالمٌ من الأضواء «والفلاشات» لمن يحب الظهور عامداً متعمداً، ولمن تجبره هي لا هو، قسراً على ذلك..
والصحافة، إشراقة جميلة لكل ذوي الطموح والمبدعين والنابهين، وهي كذلك مع غيرهم في مجالات أخرى..
الصحافة، دليلك للتعرُّف على الجميل وضده، على المدَّعي ونقيضه. إنها باختصار مَنْ تقوم ب«فلترة» هؤلاء وأولئك لقرائها.
***
وهي لهذا، فتعبها ليس لمن يعمل فيها فحسب، بل إن مثل هذا التعب قد يمتدُّ إلى من يتعامل معها أو يقترب منها أيضاً..
بعض هذا التعب قد يكون مشوِّقاً..
أحياناً تبحث عن مزيدٍ منه..
وبعضه تتمنى لو لم تكن ضمن عالمه.
***
ومجلة الجزيرة، جزء من هذا التعب اللذيذ الذي أعنيه..
إنها ضمن هذا الجو، داخل هذا العالم المجنون..
فأسرة تحريرها عددها جِدُّ قليل..
ولدى جميع أعضاء هذا الفريق التزامات أخرى كثيرة..
بما يغنيهم عن هذا الصداع الجميل..
لأنه لا مزيد من الوقت ولا مساحة من الفراغ تتيح لهم القيام بمثل هذا العمل..
بإصدار مجلة بهذا المستوى..
لكنه البحث عن المتاعب..
ضمن الحرص على القارىء..
وصولاً إلى النجاح الذي ننشده جميعاً..
خالد المالك
|
|
|
مذكرات عميل
|
أسماؤهم محفوظة في الملفات السرية فقط غير معروفين، يعيشون في الظل لايكلمون أحدا ولا يكلمهم أحد لكن أفعالهم تسببت في قيام دول وانهيار أخرى. تسببت في حروب عالمية وكوارث سياسية وتاريخية مازالت تنزف حتى الآن دماء أو صراعا..
جورج بليك
أحد اشهر الضباط في جهاز المخابرات البريطانية، هولندى المولد، ووقع في الأسرعلى يد قوات كوريا الشمالية أثناء الحرب الكورية، عاد إلى بريطانيا بعد أن تعرض في الأسر لعملية غسيل مخ جعلته يتشرب المبادئ الشيوعية ويؤمن بها إيمانا راسخا بل ويصير واحدا من أشد المخلصين لها، استأنف بعد ذلك مهامه كضابط في المخابرات البريطانية، وتحول في الوقت نفسه إلى عميل مزدوج يعمل لحساب الكتلة الشيوعية والمعسكر الغربي، في منتصف الخمسينيات، أوقفه جهاز الاستخبارات السرية البريطانية (المعروفة باسم أم آي سكس) وهو في طريقه إلى برلين لنقل معلومات سرية إلى الروس تتعلق بالعمليات المخابراتية التي تجريها قوات الحلفاء داخل الأراضي الشيوعية، ومن بينها معلومات عن شق نفق في غاية السرية أسفل مدينة برلين، كما لعب بليك دورا ضالعا في الكشف عن شبكة عريضة من الجواسيس، انتهى الحال بمعظمهم إلى حبل المشنقة.
قبض على جورج بليك عام 1961، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 42 عاما، لكن بعدمرور خمس سنوات خلف القضبان ، نجح بليك في الهروب من السجن، وواصل فراره حتى انتهى به المقام في موسكو، وظل في ملاذه الآمن هناك حتى هذه اللحظة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|