|
محاكمة صدام وأعوانه
|
تابعت - كغيري - محاكمة صدام وأعوانه..
وكأني أشاهد مسلسلاً رديئاً في الصوت والصورة وحتى في الإخراج..
كان كل شيء أمامي يوحي بعدم الانضباط، وافتقاد المحكمة لهيبتها ووقارها وسكينتها..
وشعرت بالضيق، كيف أن محاكمة عهد أو جرائم تتم بهذه الصورة وبهذا (التكتيك) الغريب.
***
فمن جانب لم أفهم لماذا يُؤخر نقل المداولات نصف ساعة عن موعده بدلاً من نقل مجريات المحاكمة مباشرة على الهواء..
ومن جانب آخر أتساءل لماذا يختفي الصوت - صوت المتهمين تحديداً - من حين لآخر..
حاولت أن أفسر أيضاً لماذا كانت سلطة القاضي ضعيفة في فرض الالتزام بالهدوء فما استطعت..
كانت هيبة المحكمة وقاضيها كما ظهر لي في حالة سيئة، كون النظام غائباً أو مغيّباً.
***
ولا أدري كيف ستكون الجلسات القادمة في ظل الصورة الهزيلة التي ظهرت بها المحكمة أمام العالم في الأسبوع الماضي..
هل ستعالج الأخطاء وكيف؟!
فالمشاهدون قد لا تعنيهم جميعاً نوعية الحكم الذي سيصدر بحق المتهمين، بقدر ما يهمهم أن يتابعوا مجريات المحاكمة بشكل مريح لهم..
وإذا كان هناك من تعنيه نوعية الأحكام التي ستصدر لاحقاً عن المحكمة، فرأيه في أحكام لم تصدر بعد سابق لأوانه.
***
وفيما أنا أكتب لكم عن محاكمة صدام ومساعديه، لا بد من التذكير بأن العراق يمر الآن بمرحلة دقيقة وخطيرة جداً..
وكل المؤشرات التي تتعلق بهذا الوطن الجريح مخيفة وقاتلة..
بدءاً من التلويح بالتقسيم..
إلى الاستمرار في الاحتلال..
إلى تهميش فئة من السكان وإقصائها من السلطة ومن أي دور يمكن أن تشارك به في المستقبل..
***
وهو لهذا يحتاج إلى محكمة لها هيبتها ووقارها ومصداقيتها في محاكمة أشخاص النظام البائد..
وهذا لا يتحقق إلا من خلال توفير الأجواء المناسبة المتعارف عليها كمتطلبات للمحاكم..
فالجرائم الإنسانية في العراق سواء في الماضي أو الحاضر وحتى في المستقبل تحتاج إلى هذا النوع من التهيئة والشفافية والتوجه الصادق نحو إيجاد محاكم ومحاكمات تصون وحدة العراق وتنصف شعبه من خصومه السابقين والحاليين ومن سيأتي بعدهم.
***
ومرة أخرى، وحيث إن العراق تنتظره بعد غد انتخابات مصيرية ومهمة في ظل وجود الاحتلال البغيض، وحيث تجري محاكمة رئيسه السابق وبعض مساعديه..
ومن خلال الرصد السريع لما جرى من تحضير لهذه الانتخابات، فربما يتبين للمتابع أن الانقسامات والخلافات هي اليوم على أشدها حتى بين أصحاب المذهب الواحد، فكيف بها بين القوميات والمذاهب والأطياف الأخرى..
لهذا فإن تطويق هذا النوع من الصراعات يجب أن تكون له الأولوية من الاهتمام باعتباره الحل الأمثل لبناء العراق الجديد.
***
والمقاومة العراقية كما يراها البعض - الأعمال الإرهابية كما يصفها البعض الآخر - إنما تعبر عن حالة يأس وإحباط لدى الشعب العراقي أو بعضه من الحالة العراقية..
وإن التباين في المواقف من مشاهد محاكمة صدام وأعوانه، وإن كان هذا يدخل ضمن القناعات الشخصية لشعب العراق، إلا أن هذه المحاكمة ينبغي أن تعطي صورة حسنة عن إسلوب التعامل في العراق الجديد..
لأن الخوف على العراق، على مستقبل شعب العراق، يزداد - كما نرى - يوماً بعد آخر، والمَخْرَجُ من هذه الأزمة لا يتم إلا (بكلمة سواء) بين كل أفراد هذا الشعب ومن غير تمييز أو مفاضلة، ولكن متى وكيف، هذا هو السؤال!!.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
أحلام الهجرة إلى أستراليا تداعب الكروات!!
|
ثمة دعابة كانت منتشرة في يوغوسلافيا السابقة ولا تزال موجودة حتى الآن في البلدان التي كانت من قبل تشكل هذه الدولة الشيوعية السابقة تقول: ما هو الفارق بين اليوغوسلافي الغبي واليوغوسلافي الذكي ؟
الجواب: إن الذكي هو ذاك الذي يرسل من الخارج بطاقات بريدية إلى الغبي الذي ظل بداخل البلاد. ويمكن من خلال تأمل هذه الدعابة تلمس تلك الحقيقة البشعة التي تتمثل في مشاعر السخط التي سادت لعقود بين مواطني يوغوسلافيا السابقة بسبب الفقر والصراعات مما دفع الملايين إلى النزوح من بلادهم خلال نصف القرن الماضي من بينهم مئات الآلاف خلال الاعوام الخمسة عشر السابقة. وعلى الرغم من أن كرواتيا باتت على أعتاب الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي فلا يزال حلم الهجرة يهيمن على أذهان مواطنيها بقوة.
وقد وجد متعهد استرالي للهجرة يدعى تريفور هانز- ويسون نفسه يرزح تحت وطأة آلاف الطلبات التي وردت إليه من مواطنين كروات يرغبون في السفر إلى استراليا بعد أن تحدث أمام جمع صغير من هؤلاء المواطنين عن فرصة الهجرة إلى بلاده. ففي إطار مساعيه لتوريد عمال إلى استراليا قال هانز-ويسون لعشرات من الكروات في ميناء سبليت الواقع على البحر الادرياتيكي إن هناك مليون فرصة عمل متوافرة للمهاجرين في بلاده.
وفي غضون أيام قليلة تلقى هذا الرجل أكثر من ستة آلاف اتصال هاتفي من كروات سقطوا صرعى غواية ما يستمعون إليه من حكايات حول أنهار اللبن والعسل التي تفيض في استراليا.
وقال المتعهد الاسترالي إن الحد الأدنى للاجور في بلاده لا يقل عن 50 ألف دولار استرالي ( 37 ألف دولار أمريكي) سنويا وأن عمال البناء المطلوبين بشدة للعمل في استراليا يتقاضون ضعف هذا المبلغ.
وأضاف بقوله : يشير هذا إلى أن المهاجر يمكنه في المتوسط أن يدخر بعد ثمانية أعوام من العمل ما يكفيه لشراء منزل جديد مؤثث بالكامل ومكون من أربع غرف نوم إلى جانب حمام سباحة بالاضافة إلى امتلاكه القدرة على شراء سيارتين وتوفير مستوى تعليم ملائم لاطفاله. وكان من الطبيعي في كرواتيا التي تعاني من الفقر المدقع والتي يمكن أن يحصر المرء على أصابع يديه عدد العمال الذين يمتلكون منزلا بحمام سباحة أن تثير هذه الصورة الوردية التي رسمها هانز-ويسون اهتماما كبيرا للغاية. فمن جانبها قالت برنارديكا ديوديريتشا (46 عاما) وهي إحدى القاطنات في سبليت في تصريحات نشرتها صحيفة سلوبودانا دالاماسيتشا اليومية ماذا عساني أن انتظر؟ أنا أعمل هنا مقابل 2200 كونا (350 دولار). أما لوكا ساريتش (27 عاما) والذي يعمل لحاما فقد قال : إن الامر يبدو كما لو كانت تلك هي بلاد اللبن والعسل.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|