|
عن حمّام الدم في فلسطين!!
|
ما يجري في فلسطين من قتال بين مَنْ يفترض أن يكونوا في خندق واحد ضد أشرس محتل في التاريخ، إنما يعد وصمة سيئة في تاريخ نضال الشعوب ضد المستعمرين والمحتلين والظلمة.
إذ بدلاً من أن يوجه المجاهد الفلسطيني سلاحه إلى صدور أعدائه لاسترداد حقه في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، راح يدخل في خصوصات لا مبرر لها مع أشقائه ورفقائه في المصير الواحد.
***
فمن المسؤول عن هذه النكسة، ومن يكون وراء تأجيج هذا الذي يجري في ساحات وشوارع وأحياء فلسطين المحتلة من اغتيالات لرموز فلسطينية وأبرياء من عامة الشعب على حد سواء، وهل لإسرائيل أي دور في إراقة الدم الفلسطيني الزكي على أيدي أبناء فلسطين أنفسهم؟.
أسئلة تنكئ ما خفي من آلام في جسم هذه الأمة المغلوبة على أمرها، السادرة في تجاهل مصيرها وما يخططه العدو لها، فيما لا تعطي الإجابات عن مثل هذه التساؤلات وغيرها إلا المزيد من مرارة الألم دون أن تكون هناك صحوة للضمير الغائب أو المغيّب في زمن اللاوعي.
***
لقد أدركت إسرائيل ومن يدعم إسرائيل، أن سبيلها لهزيمة الفلسطينيين اختراقهم وزرع الفتنة والخلافات فيما بينهم، وتمكينهم بامتلاك ما يساعدهم في الاقتتال فيما بينهم، بعد أن عجزت على مدى نصف قرن من أن تلحق الهزيمة بهم رغم كل الوسائل التي استخدمتها لتحقيق هذا الهدف.
لكن الإخوة أبناء فلسطين الذين حُرموا من وطنهم وشُردوا من أراضيهم ونُكل بالأحرار منهم وزُجَّ بغياهب السجون كُلُّ مَنْ رفع صوته أو سلاحه أو حتى حَجَرَهُ في مواجهة العدو المحتل، ها هم الآن ينوبون عن إسرائيل في تحقيق ما عجز عنه المحتل، بما يؤذن بأنَّ مستقبلاً حالك السواد ومصيراً بالغ الخطورة ينتظرهم.
***
فهل من عاقل رشيد في صفوف الفلسطينيين يقول لهم كفى ممارسات مشبوهة لا تخدم سوى إسرائيل، وأن ما يجري لا يمكن أن يُصنَّف إلا أنه خيانة للقضية وممارسات عبثية لن تقود إلى إقامة دولة أو كيان للفلسطينيين بعد كل هذه السنوات من النضال الذي دفع ثمنه الدم الفلسطيني في مواكب طويلة من الشهداء الحقيقيين؟.
أم أن على الشعب الفلسطيني أن يكتوي بنار أولئك الذين لا يفكرون بمصلحته وهم من أبناء جنسه وقوميته ودينه بعد أن اكتووا بنار العدو الإسرائيلي دون رحمة أو شفقة أو خوف من عقاب؟.
***
لقد كُتب على هذه الأمة المغلوب على أمرها أن تواجه مثل هذه المحن في عدد من الدول العربية والإسلامية، في ظل غياب الوعي والشعور بالمسؤولية، وحضور الطموحات والنزعات الفردية التي تقوم على الأنانية وحب الذات والمصالح الشخصية.
وما من مخلص إلا ويؤلمه أن يرى هذه الصور من المآسي تتكرر يومياً ومن حين لآخر، بينما تعيش دول العالم الأخرى بدياناتها وقومياتها المختلفة دون أن نرى في حياتها هذا السلوك المشين الذي نراه في بعض دولنا العربية والإسلامية، مما يستدعي من أمتنا وقفةً لمحاسبة النفس ومراجعة المواقف والبحث عن مخرج من هذا النفق المظلم إلى حيث يمكن للجميع أن يستنشق الهواء النظيف ويستمتع بضوء الشمس ويعيش حراً وسيداً ككل أحرار العالم.
خالد المالك
|
|
|
حدث بالفعل في المحكمة
|
* كان متهم بالقتل قد مثُل أمام القاضي في المحكمة وكانت المشكلة التي تواجه القاضي أن الشرطة لم تعثر على جثة القتيل الذي بسببه يحاكم هذا المتهم. أما محامي الدفاع فقد كانت تواجهه مشكلة أخرى وهي أن القاضي كان مقتنعاً بأن هذا المتهم قاتل بالفعل. وبعد مرافعة طويلة شعر المحامي أنه لم يتمكن من إقناع القاضي ببراءة المتهم، وهذا ما دعاه إلى ابتكار حيلة ذكية. وقف المحامي في وسط القاعة وقال: (السادة الحضور، أرجو أن تنظروا جميعاً لباب القاعة حيث إن الرجل الذي تزعمون أن موكلي قتله سيدخل من باب القاعة بعد دقيقة واحدة). نظر الجميع إلى باب القاعة بدهشة كبيرة ومرت دقيقة ولم يظهر أحد. بعد ذلك قال المحامي للقاضي: (أرأيت يا سيادة القاضي، لقد ساورك الشك في أن من تزعمون أنه مقتول سيدخل عليكم القاعة الآن، فكيف لا تشكون في أن المتهم بريء؟). اندهش الحضور لبراعة المحامي كثيراً، أما القاضي فرفع الجلسة للمداولة. بعد عدة دقائق جاء صوت القاضي ناطقاً بالحكم: (ترى المحكمة أن المتهم مدان بتهمة القتل وعليه فقد حكمت عليه بالإعدام). قال المحامي: (ولكنك يا سيادة القاضي نظرت إلى الباب كما نظر الجميع)، فقال له القاضي: (نعم كلنا نظرنا ولكن الوحيد الذي لم ينظر كان المتهم الذي دافعت عنه).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|