حينما انطلقت القناة الثانية الأسبوع الماضي، في وثبة جديدة تحت شعار (من نحن بالنسبة للآخر؟) كانت في الحقيقة تشير إلى بدء مرحلة جديدة فيها الكثير من التطوير والتغيير نحو الأفضل، وكانت تعلن عن هوية جديدة في الشكل والمضمون، هوية تجذّر من خلالها ثقافة المملكة المستمدة من العقيدة الإسلامية، لتعكس تلك الثقافة في مختلف المجالات، وهي ثقافة متميّزة، وذات خصوصية.
هي وثبة كان لا بد منها فقد انتظرها المشاهد كثيراً، لأن التصور الذي دار في أذهان القائمين على أمرها، كان أكبر من الواقع الذي بدأ يتطور، وتتولّد عنه إشراقات إعلامية زاخرة بالوعي، ومدركة للرسالة، ومتعمّقة في الفهم والاحتراف والمهنية العالية.
لقد ركّزت القناة الثانية - وهي تقدّم جديدها - على إبراز ثقافة بلادنا، السياحية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من خلال البرامج المتخصصة التي تعكس تلك الثقافة، وتقدّمها للآخر في قالب إبداعي إعلامي سهل شيق وجذاب، بل هناك برامج تسعى لإبراز القدرات الإبداعية لمختلف الشرائح في شتى المجالات.
ولم تغفل القناة الثانية الدور الأمني للإعلام وذلك من خلال البرامج التي ترسخ المفهوم الوطني بصورة واقعية، وكذلك الاهتمام بمعتنقي الإسلام حديثاً، حيث تفرد لهم برامج توعوية، تبصّرهم بأهم مبادئ الإسلام، وهكذا تبدو القناة الثانية، في حالة استنفار قصوى، لإبراز كافة الجوانب الفنية والإبداعية والاجتماعية وغيرها ليس للمملكة فحسب، بل لبقية الدول العربية والخليجية والإسلامية، وبذلك توسع من دائرة اهتمامها، ويتسق ذلك مع الرسالة الإعلامية في المملكة التي ترتكز على القاعدة الثقافية المستمدة من الشريعة الإسلامية، ويبقى المشاهد السعودي وغيره على موعد مع مرحلة جديدة زاخرة بالإبداعات من القناة السعودية الثانية في وثبة جديدة واعية شاملة قريبة جداً من وجدان المشاهد واهتماماته.