يحصل الجنين، كما هو معروف على كل ما يحتاجه من عناصر غذائية عن طريق المشيمة والحبل السري. وبعد الولادة، يوفر حليب الأم ما يحتاجه الرضيع في كل مرحلة من مراحل حياته. ولكن، ماذا عن الأطفال الخدج الذين يولدون قبل الموعد، وتأبى أمهاتهم إرضاعهم بحجة أن الرضاعة ليست ذات أهمية ومن الممكن أن يتم تعويض الطفل بالحليب الاصطناعي؟
يختلف تكوين حليب الأم وتركيزه بحسب عمر الطفل وتغذية الأم، فحليب الأم في الأيام الأولى بعد الولادة يعرف ب(اللبانة) ويتميز بارتفاع كمية مضادات الجراثيم وسهولة الهضم، ما يجعله مهماً جداً للأطفال الخدج.
وبعد الأيام الثلاثة الأولى من ولادة الطفل يبدأ حليب الأم بالتغيير إلى النوعية العادية، وذلك على مدى أسبوع، كما يختلف حليب الأم في الصباح عنه في المساء، فضلاً عن أنه أثناء الرضعة الواحدة تتغير ميزاته وتركيبته، ففي بداية الرضعة ونهايتها تزداد كمية الدهون، لإعطاء الطفل الإحساس بالشبع في النهاية.
بالمقابل إن حليب الأم التي تلد خديجاً أي قبل الأوان يختلف عن الأم التي اكتمل حملها إذا يكون سهل الهضم ويتناسب مع قلة كفاءة الطفل الخديج على الهضم وقلة (الإنزيمات) الهاضمة لديه، بالإضافة إلى أن حليب الأم التي تلد خديجاً يكون ذا كفاءة عالية جداً وذلك بناء على نقاط عدة وهي: نسبة الأملاح العالية التي تتفق مع حاجة الطفل الخديج من حيث التقديرت والسعرات الحرارية، وتساعد على سرعة نمو الطفل الذي يولدقبل أوانه، وكذلك احتواء الحليب على نسبة عالية من مضادات الجراثيم والالتهابات التي تساعد على حماية الطفل.
معتقدات خاطئة
وتعتقد بعض الأمهات اللاتي يلدن طفلاً خديجاً أن حليبهن غير متكامل، ولا يحتوي على العناصر الضرورية لنمو الطفل ووقايته من بعض الأمراض، وهذا الاعتقاد غير صحيح فحليب الأم التي تلد خديجاً متكامل على خلاف ظن الأمهات، ويحتوي على نسبة من الدهون والمضادات والبروتينات، وتقل في المقابل نسبة بعض الأملاح المعدنية التي تؤدي زيادتها إلى ضرر بالطفل الخديج.
4 أسباب
ويعود سبب رفض بعض الأمهات بعد ولادتهن إرضاع الطفل الخديج إلى:
1- تعرض الأم لاكتئاب الولادة ما يحول دون إمكانية إرضاع الطفل والعناية به، بل قد يؤدي ذلك إلى نفور الأم من طفلها.
2- صغر سن الأمهات وقلة خبرتهن الأمر الذي يسبب نفور الأم من طفلها نتيجة لصغر حجمه.
3- بعض الأمهات ونتيجة لتأثير الأفكار الخارجية تولد لديهن فكرة خاطئة عن استحالة بقاء الطفل على قيد الحياة، ما يتسبب في بعدها عن الطفل تدريجياً.
4- في بعض الحالات، تمتنع الأم من إرضاع طفلها كونها تعاني من بعض الأمراض التي يتم علاجها عن طريق تناول بعض الأدوية الهرمونية، أو الكيماوية المعقدة التركيب، والتي تفرز في الحليب وتؤثر سلبياً على الطفل.
ومن هذه الأمراض: الأورام السرطانية وبعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى ارتفاع حموضة الدم لدي الطفل الوليد.
فوائد الرضاعة الطبيعية
تتمتع الرضاعة الطبيعية ببعض الخصائص، وأبرزها:
* يزداد إفراز الحليب الطبيعي بحسب حاجة الطفل.
* تختلف تركيبة الحليب الطبيعي باختلاف مراحل الرضاعة في المرة الواحدة بالإضافة إلى اختلاف تركيبته في كل مرحلة عمرية.
* يحتوي على كمية جيدة من الفيتاميات والمعادن ومضادات الجراثيم.
* تقلل تركيبته المثالية من أمراض الحساسية.
* تزيد الرضاعة الطبيعية من الترابط بين الأم وطفلها ما يمنحه الإحساس بالطمأنينة عندما يستمع إلى دقات قلبها.
* إن الرضاعة الطبيعية تزيد من انقباض الرحم وتكور الثدي، وبالتالي تخفف من الإصابة بسرطان الثدي.