|
قمة الخليج: آمال... وطموحات
|
هذه هي الرياض..
عاصمة العرب ومرجعيتهم عندما تشتد الخطوب، ومصدر الإلهام لمن يبحث عن الرأي الحكيم والكلمة الصادقة والأمان، كلما مس الأمة ما يسيء إليها، أو ينال من استقلالها وأمنها وحقها في حياة حرة كريمة وشريفة.
***
وها هي الرياض..
عاصمة من صنع فارسها الملك عبدالعزيز الوحدة الحقيقية على هذا الامتداد المترامي الطويل، فوحد القلوب قبل أن يوحد الأرض، وبنى وأشاد وطور في زمن التخاذل والإدعاء، وترك بعد رحيله منجزاً حضارياً، وبناءً شامخاً، ومدرسة في فن القيادة وأسلوب الحكم.
***
والرياض، المدينة والعاصمة..
إذ استقبلت قادة دول الخليج العربي صباح يوم السبت الماضي، ضيوفاً على الشعب وعلى ملك الشعب، بمثل ما اعتادوا عليه من حرارة الاستقبال، المفعم بالحب والتقدير، ضمن التقاليد السعودية في الحفاوة والتكريم التي تمتد حيثما كان هناك مواطن سعودي واحد على امتداد الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
***
والرياض بمساحتها الكبيرة وبالملايين من سكانها التي تمثل لوحدها مساحة دولة وسكان دولة، ما أسعدها إذ فتحت أرضها وأجواءها وبحارها ومنافذها وقبل ذلك صدور أبنائها لهؤلاء القادة ولكل الأعضاء والمشاركين والمرافقين في هذا المؤتمر الخليجي المهم في بيتهم ولدى إخوانهم، وحيث الدفء الذي وجدوه في عاصمة العز والكرامة والشموخ والمُثل التي يجب أنْ يُحتذى بها.
***
وأبناء الخليج جميعاً، ومن غير أن أستثني أحداً منهم، كانوا يتطلعون إلى هذا المؤتمر بتفاؤل كبير، وبأمل أن ينجز القادة ما يضيف إلى ما سبق أن أنجزوه شيئاً جديداً لتعزيز استقرار المنطقة، ضمن التسلسل المتواصل من الإنجازات التي تحققت لشعوبنا، وبينها وأهمها هذه الوحدة التي فوتت الفرصة على الأعداء من أن يخترقوا هذا الوئام والحب والتعاون بين أبناء الدين الواحد واللغة الواحدة، والجوار والأهداف والهموم والمصلحة المشتركة، فضلاً عن القربى والنسب بين جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
***
أجل، فإننا جميعاً، وفي ظل المتغيرات، وتسارع الأحداث على مستوى العالم، بما لا يمكن أن تبقى منطقتنا ودولنا وشعوبنا بعيدة عن الآثار المدمرة، ما لم يتواصل هذا التعاون بين قادة وحكومات وشعوب دول هذه المنطقة من خلال مجلسهم الذي عُقد هذا الأسبوع واحدة من أهم الدورات التاريخية في أكبر عواصم دول الخليج، وفي دولة تحتضن الحرمين الشريفين، ويتوجه إلى هذه الديار المقدسة أكثر من مليار مسلم - حيث القبلة - لأداء الصلاة خمس مرات في اليوم الواحد.
***
إن القرارات والتوصيات التي أعلن عنها، بعد أن أنهى المؤتمر اجتماعاته، كانت من حيث الأهمية والمستوى وبلوغ الأهداف منسجمة مع ما كانت تتطلع إليه الشعوب الخليجية، وهي بالتأكيد داعمة لترسيخ التعاون بين دولنا، ولتوفير الأجواء المناسبة لإشاعة الأمن والاستقرار والتطور لكل دولة من دولنا، ضمن الإستراتيجية الخليجية التي اكتسبت قوتها من خلال هذا الثراء في الخبرات والتجارب التي عزَّزتها الاجتماعات السنوية لقادتنا على مدى هذه السنوات الطويلة من عمر هذا المجلس.
***
ليرعى الله قادتنا ويوفقهم لعمل كل ما فيه مصلحة لدولنا وشعوبنا..
في ظل تنامي الحاجة إلى توفير الكثير من المتطلبات التي توفر الخير والنماء ورغد العيش والاستقرار لكل أبناء المنطقة سواء من أهلها أو من المقيمين فيها..
وليحرس الله هذه الدول المحظوظة بما أفاء الله لها وعليها من النعم والخيرات، وهو ما أغناها عن غيرها، وحماها من ذل الخضوع، إلا لله الواحد الأحد..
وليوفِّق الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه قادة دول مجلس التعاون في تطبيق ما اتفقوا عليه من قرارات هي بالتأكيد بمستوى التحدي والتطلع وبما يتناسب وآمال هذه الأمة.
خالد المالك
|
|
|
(جايكا) والتدريب النسوي في المملكة سعوديات يحلقن بطموحاتهن في سماء اليابان
|
*تحقيق - ماجدة السويـّح:
أصبح تطوير الموارد البشرية مسلكا مهما في اتجاه تنمية الشعوب، والمساهمة في الارتقاء بالجهد التنموي بشكل عام، وإدراكا منها لهذه الحقيقة قامت الحكومة اليابانية بتأسيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، لتكون المؤسسة المسئولة عن تنفيذ برنامج التعاون الفني الياباني لمعظم الدول النامية حول العالم، وذلك بهدف المساعدة في ترسيخ التنمية المستدامة لكل تلك الدول من خلال بناء ودعم قدراتها الذاتية وتطوير طاقاتها البشرية ومؤسساتها. ومنذ افتتاح مكتب جايكا عام 1975م ظل يواصل مسيرته في تنفيذ نشاطات وخطط تنموية مختلفة للقطاعات الحكومية السعودية المختلفة، فحتى الآن استقبلت جايكا في اليابان أكثر من 1.650 موظفا سعوديا شاركوا جميعا في منح دورات تدريبية دراسية استطلاعية في موضوعات مختلفة قامت بتنظيمها لهم (جايكا)، في المقابل استقبلت القطاعات الحكومية السعودية بالمملكة حوالي 1.700 خبير ومستشار ياباني استجابة لطلب تلك الجهات والإسهام معها في مسيرة التنمية. بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات والدراسات وأبحاث التعاون الفني المشترك مع بعض الجهات السعودية.
وكان لبرنامج الصداقة للشباب السعودي - الياباني، دور بارز في تبادل وجهات النظر بين الجانبين في نواح عديدة من أجل تعميق وتوطيد العلاقات بينهما، وقد استقبلت اليابان حتى الآن 6 مجموعات ضمت كل منها 20 شابا سعوديا من قطاعات التعليم العام والتعليم الفني والإعلام.
وقدمت مشاريع التعاون التي تقدم للحكومة السعودية، برامج خاصة بتدريب المرأة السعودية، في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والفنية، وتم تدريب العديد من السيدات السعوديات في اليابان.
فكيف التحقت السيدات بهذا البرنامج؟
وما الأهداف التي انطلقت منها المتدربات؟
وما العقبات التي اعترضت رحلتهن إلى اليابان؟
وكيف قمن بنقل الخبرة المكتسبة بعد رجوعهن إلى أرض الوطن؟
وما الانطباعات التي خرجن بها من هذه التجربة المميزة؟
بيئة مهيأة لنقل التجربة
د.حصة السيف مديرة عام تطوير التعليم بكليات البنات تحدثت عن كيفية التحاقها ببرنامج (جايكا ): (عندما علمت بقيام د.كاي ساساي (مستشارة في تعليم الاقتصاد المنزلي -جامعة البنات باليابان )بزيارتها للمملكة، قمت بدعوتها لزيارة الإدارة العامة لتطوير التعليم بالوكالة المساعدة للشؤون التعليمية بكليات البنات، وذلك بعد التنسيق مع الجهات المختصة بوكالة كليات البنات وبوزارة التربية والتعليم، وقمنا بإعداد برنامج شامل كان الهدف منه التعريف بدور المملكة في تعليم الفتاة بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة، وقد اشتمل البرنامج على زيارات مكثفة لعدد من الكليات التابعة لوكالة كليات البنات، وجامعة الأمير سلطان، وبعض المدارس النموذجية والمعاهد المهنية والفنية للفتاة، وزيارات للجمعيات الخيرية مثل: جمعية النهضة، وبعض مراكز الأبحاث مثل: مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث. بالإضافة إلى دعوة عدد من سيدات المجتمع وأعضاء هيئة التدريس وبعض من يعملن في قطاعات حكومية أخرى لمقابلتها وتعريفها بالدور الحيوي والجاد الذي تقوم به المرأة السعودية لخدمة بلدها مع المحافظة على تعاليم دينها وتقاليد مجتمعها.
ومن خلال تلك الزيارة رغبت د.كاي ساساي في التواصل بين كليات البنات في المملكة وجامعة البنات في اليابان، وقدمت دعوة لعشر أعضاء من هيئة التدريس لزيارة اليابان خلال عام 1426 هـ، وذلك بالتعاون مع وكالة جايكا).
الهدف من الالتحاق
أما الهدف من الالتحاق في البرنامج قالت: كان الهدف الأساسي للالتحاق بالبرنامج يتمثل في تعريف المجتمع الخارجي بالمرأة السعودية والإمكانات العلمية المتاحة أمامها، وإن حجابها لم يحل دون ثقافتها وعلمها، ومن ناحية أخرى هدفت من خلال هذه الزيارة إلى تشجيع جميع منسوبات التعليم العالي في المملكة إلى الاحتكاك بالجامعات خارج المملكة للاطلاع والاستفادة مما لديها من خبرات وبرامج ناجحة يمكن نقلها إلى المملكة بعد تطويعها بما يتلاءم مع ظروف وإمكانات التعليم العالي في المملكة، نظرا لما يلعبه تبادل الخبرات ولا سيما العلمية من دور مهم في تطوير المهارات العلمية والسلوكية لأعضاء الهيئة التعليمية في كليات البنات.
أيضا كان الهدف من هذه الرحلة زيارة عدد من الكليات في اليابان والتعرف على جوانب التطور والأجهزة العلمية وطرق تشغيلها، بالإضافة إلى ما تضمنه برنامج الزيارة من محاضرات علمية عن تاريخ اليابان وتعليم المرأة فيها.
وأضافت : بالنسبة للعقبات في الموافقة على الانضمام للبرنامج أو ترتيب السفر فلم أجد صعوبة في ذلك، نظرا للتسهيلات الممنوحة لنا من قبل المسئولين في وكالة كليات البنات ووكالة جايكا وجامعة البنات في اليابان. ومن أبرز الأشياء التي لفتت انتباهي خلال زيارتي لليابان، (الجد والاجتهاد في العمل، والالتزام والتركيز فيه، إلى جانب التنظيم والهدوء التام والنظافة المشهود لها).
دور رائد للسفارة
من جانب آخر شكرت د.حصة السفارة السعودية في طوكيو، وتحدثت عن دورها:
كان للسفارة السعودية في (طوكيو )دور في رعايتنا نحن السيدات طيلة فترة وجودنا، فلم تأل جهدا في متابعتنا والسؤال عنا، وتقديم كل ما هو متوفر لديها في سبيل راحتنا، بل أسهم سعادة السفير وحرمه في زيادة اهتمام جايكا والجامعة بنا، وتمت دعوتنا إلى منزلهم إمعانا في إكرامنا، كما تمت دعوتنا للمعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام لحفل تخرج طالبات وطلاب المعهد الذي يقوم بدور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعليم اللغة العربية للراغبين من اليابانيين باختلاف دياناتهم.
وبالنسبة للدور الذي تقوم به (جايكا) في هذا الجانب أرى أنه جيد كمنسق، وهم حريصون جدا على تلمس الجوانب الإيجابية لدعمها، والسلبية لتجنبه. كما أرى أن هذه النشاطات تساهم بشكل جيد في تحقيق رسالة (جايكا) لتنمية التعاون المشترك، لكن قصرها على (3) سنوات فقط يعد ضئيلا بالنسبة للمملكة واتساع مساحتها، وعدد الملتحقين بالعمل في التعليم العالي بها، كما أتمنى أن تعمد جايكا إلى تعديل وتطوير برنامج الزيارة وفقا لما تمت مناقشته معهم بعد انتهاء الزيارة الأولى والزيارة الثانية للوفد الثاني الذي ذهب لليابان في العام الحالي)، وتظل العلاقة مع (جايكا) بعد الانتهاء من الزيارة نشطة مستمرة، ونحن نسعى دائما إلى تطوير برامج الزيارات المخصصة لكليات البنات.
أما على الصعيد الشخصي ذكرت: أن مردود برنامج الزيارة كان ملموسا ومشجعا وبشكل ملحوظ. بعد العودة من اليابان أكدت د. حصة: أن بيئة العمل في المملكة مهيأة لتطبيق تلك التجربة ولنقل تقنية المعلومات التي تلقيتها في اليابان (نحن مهيئون لكل ما شاهدناه، وما يلزمنا الحرص الشديد على تطبيق ذلك بدافعية ذاتية، فهو دين علينا الوفاء به).
شعوب تقدر الأسرة والعمل
د. فاطمة بنت سالم الخريجي مستشارة في الإدارة العامة لتطوير التعليم كانت من ضمن المستفيدات من الورش التي عقدت في دولة اليابان عام 1425-1426 هـ، حدثتنا عن تجربتها:
بالنسبة لمعايير الاختيار للانضمام لبرنامج (جايكا) فيتم وفق معايير وضوابط مدروسة تم وضعها من قبل لجنة مختصة، ومن أهم الضوابط أن تكون الملتحقة ملمة باللغة الإنجليزية قادرة على نقل الخبرة إلى الآخرين، والرغبة في التطوير الذاتي... إلخ. وبالتحاقي بالبرنامج لم تواجهني أي عقبات تذكر سواء كانت من داخل الأسرة أو من العمل.
وذكرت أن الهدف من الالتحاق بالبرنامج: (التعرف عن قرب على ثقافة المجتمع الياباني الذي يعتبر من المجتمعات المتقدمة الذي استطاع أن يجتاز المشاكل التي واجهها بعد الحرب العالمية الثانية، ويقفز ليصبح من الدول المتقدمة صناعيا، وحضاريا، الشعب الياباني من الشعوب التي تقدس العمل، كما تقدس الأسرة، وقد بلغت ما بلغت بسبب هذين العاملين)، وقد سارت رحلتنا- ولله الحمد- بشكل منظم، كما هو حال اليابانيين بصفة عامة.
ما لفت انتباه د.فاطمة في الشعب الياباني كثيراً: النظافة والهدوء كما هو حال من يزور اليابان لأول مرة، فالشعب يتحرك وفق ساعة داخلية، والكل يعرف ما عليه القيام به ويؤديه على أفضل وجه يستطيعه، أيضا تلاحم الأسرة، والتمسك بهوية البلد وتراثه والاعتزاز به، تقدير كبار السن من الوالدين، حب الأطفال ورعايتهم بشكل دقيق، النظام والجدية داخل مؤسسات العمل، الانتماء إلى مكان العمل بما يجعل الياباني يحرص على هذه المؤسسة، ويحاول بأقصى جهده أن تبرز وتتفوق على غيرها من المؤسسات، كما أن التدريب في اليابان لم يكن بالشكل المتوقع: بعد الوصول لليابان لم يكن التدريب بالشكل المتوقع، والعذر في ذلك أن هذه أول مرة يتعامل معها الشعب الياباني مع القطاع النسائي من المملكة، إلا أن التدريب تم على النسق الياباني، وقد ساعدنا هذا على التعرف بطريقة عملية أسلوب وطريقة التدريس في اليابان، وهي جيدة.
مردود البرنامج
د. فاطمة: المردود العائد من هذه الدورة جيد سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد العلمي، لقد فتح الأعين على ثقافة جديدة لم تتصور أنها سوف تفتح عليها لبعد اليابان، وتطبيق اليابانيين أنفسهم نظام الانعزال عن الآخر. وبعد العودة من اليابان وجدت أن بيئة العمل في المملكة مهيأة لتطبيق تلك التجربة ولنقل التقنية والمعلومات إلى حد جيد، ونحن نسعى باستمرار لتطوير البيئة التعليمية والتدريبية حسب الإمكانات المتوفرة. وقد كان دور (جايكا) التنسيق والتنظيم، وهو دور مهم، حيث قضت أوقاتا كبيرة من أجل إعداد الجدول للزيارة والإشراف على سير الأمور ومتابعة الفريق، وتزويده بالمعلومات التي يحتاجها الوفد، لقد قامت (جايكا) بدورها على أكمل وجه، وما زالت تتابع معنا حتى الآن، وقد ساهمت هذه النشاطات في تحقيق رسالة (جايكا) لتنمية التعاون المشترك إلى حد كبير، حيث قامت بفتح نافذة يمكن الإطلال من خلالها على مجتمع شرقي أصبح من الدول المتقدمة المحافظة على هويتها وانتمائها لبلدها. وعلاقتنا بـ(جايكا) مازالت مستمرة، وهناك تبادل مستمر في المعلومات والأخبار.
نقص بعض التقنيات المتقدمة لن يمنع من نقل الخبرة
مديرة إدارة التمريض بصحة الرياض أ. فاطمة بنت إبراهيم الذياب كانت ضمن المبتعثات إلى اليابان لنيل دورة تدريبية حدثتنا عن تجربتها قائلة:
التحقت ببرنامج (جايكا) التدريبي في مجال التعليم التمريضي عن طريق ترشيحي من مدير عام التمريض بالوزارة ومن ثم رفع أوراقي لإدارة التدريب والابتعاث بالوزارة، بالنسبة للصعوبات التي واجهتها في الانضمام للبرنامج قالت: -ولله الحمد- لم أواجه أية صعوبات بفضل دعم زوجي، لكن فكرة السفر والغربة وترك الأهل والأولاد كانت صعبة، وخصوصا أن اليابان تبعد كثيرا عنا، ولكن الاستقبال والحفاوة من قبل المستضيفين خففت من ذلك الشعور، وكان هدفي من الالتحاق بالدورة التدريبية التعرف على خبرات عالمية في هذا المجال، وبعد حط الرحال في اليابان أول ما لفت نظري التقنية العالية لديهم، وتوفر المستلزمات التعليمية والتدريبية في كل منشآتهم الصحية والتعليمية والتي تساعد على توفير بيئة ممتازة للتعلم.
ولم تخف أ. فاطمة مفاجأتها بالتدريب حيث قالت:
مستوى التدريب لم يكن بالشكل المتوقع، حيث اعتقدت أنها دورة تدريبية متصلة في مكان واحد، ولكن تمت بزيارة معظم المرافق الصحية، والكليات التمريضية بأكبر المدن اليابانية (طوكيو - أوساكا) وفي كل زيارة يتم تقديم مادة علمية مختلفة.
وعلى الصعيد الشخصي كان مردود تلك الدورات ملموسا ومشجعا، حتى أنني أشجع على الالتحاق بهذا البرنامج التدريبي، وما لفت انتباهي خلال الزيارة الشعب الياباني، فهو شعب منظم ومتحضر يحترم جدا ارتباطاته، وكذلك حبهم المميز للعمل.
دور جايكا
تحدثت عن علاقتها بجايكا ودورهم في البرنامج:
بالنسبة لدور (جايكا) فهو دور كبير ومهم، وهذه النشاطات تساهم بشكل كبير في نقل الخبرات وتبادلها بين الشعبين، كما ظلت علاقتي بهم مستمرة ولم تنقطع، حيث يقومون بإرسال المجلات العلمية دوريا، وكذلك إقامة البرامج التدريبية داخل المملكة سنويا، وبعد عودتي من اليابان أرى أن المملكة تشهد تقدما كبيرا، ومهيأة بإذن الله لتطبيق العمل، رغم نقص بعض التقنيات الحديثة لدينا، كما أن المملكة تتمتع بكثير من الخبرات والقيادات في جميع المجالات أهلتها لتكون مصدرا لتبادل الخبرات مع الدول العالمية، والمملكة تزخر بالنماذج المشرفة بالعطاء، ونحتاج إلى وقت لتغيير بعض المفاهيم الموجودة لدى بعض الأشخاص تجاه العمل، وكذلك كسر روتين العمل، احترامهم للأديان أبرز ما استقيته من قصتي في المدرسة الأستاذة هيا الغراس، أوضحت لنا كيفية التحاقها ببرنامج (جايكا) فقالت:
تم التحاقي بالبرنامج من خلال ترشيحي من قبل صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد- حفظها الله- لأمثل منطقة القصيم، كما قامت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بترتيبات السفر لي وللمحرم في وقت قياسي. وبالنسبة للهدف الذي انطلقت منه فكان تمثيل المتدربة السعودية، أما الدورة فكانت تهدف لتأهيل مدربات يمكن لهن تدريب الكوادر النسائية السعودية لتنفيذ مشروعات صغيرة، وتطوير بيئة العمل من المنزل.
قلق يتبدد
ولم تخف أ.هيا قلقها في البداية حيث قالت: في بداية رحلتي كان ينتابني نوع من القلق، فقد تركت أطفالي عند الوالد والوالدة- حفظهما الله-، والقلق أيضا مما سوف أقابله هناك، وذكرت من خلال حديثها ما يميز الشعب الياباني عن غيره من الشعوب: وأشارت إلى تقديرهم للعمل وللوقت واحترامهم للأديان، أذكر في إحدى زياراتي مع زوجي لمدرسة أطفال، وكان كادر العمل هناك نسائيا، ورأيت إحدى المعلمات وقد بدت مرتبكة معي بلغتها اليابانية، ثم تحولت للإشارة وفهمت منها أخيرا أنها تريد إخباري بوجود رجل في الإدارة لأتمكن من تغطية وجهي فشكرتها على حرصها واحترامها، حقيقة إنها بلد الإنسان المهذب، فلو تحدثت إليه بلغة يابانية ركيكة، سيعجب من عبقريتك واستيعابك التام للغته، كذلك ما يميزهم عشقهم للعمل الجماعي وشعورهم بالرقابة الذاتية، ولدينا في تعاليم الإسلام ما يكفينا من احترام العمل وتقديره، لكن ما ينقصنا هو التطبيق.
بعد العودة وجدت بالفعل أن بيئة العمل في المملكة مهيأة لتطبيق تلك التجربة، حيث إن توفير فرص عمل عبر المنزل يعتبر ملائما للكثيرات من النساء بحكم مسؤوليتهن الاجتماعية، واختيار اليابان للتعاون في هذا المجال يعتبر مناسبا نظرا للتشابه في ظروف المرأة في البلدين، حيث تولي المرأة اليابانية اهتماما وعناية بأسرتها، كما لم تنس دور جايكا ودور السفارة السعودية في طوكيو: كان دور جايكا جيدا، فلمسنا منهم مدى الحرص على تحقيق الاستفادة القصوى من البرامج التدريبية، وما زالت علاقتي بهم مستمرة. كما لا أنسى دور السفارة السعودية في اليابان ومعالي السفير فيصل الطراد الذي لم يأل جهدا في تقديم الدعم النفسي لنا ولمحارمنا، وكذلك زوجته السيدة نادية الكوخ وابنتاه لجين ورزان.
سيدة القبعات ودموع الوداع
الأستاذة بسمة بنت عدنان السيوفي روت لنا انطباعها عن رحلتها إلى اليابان، فقالت: كل ما تمنيته بعد انتهاء 20 يوما في بلد في أقصى العالم أن أحظى بالمزيد من الوقت للتعرف أكثر على هذا الشعب وعلى حضارته، فالوقت لم يتسع للزيارات وتعلم القليل من اللغة، سأظل أتذكر كلمات تعلمتها ومنها (أريجاتو كوزاي ماشتا) التي تعني شكرا جزيلا باللغة اليابانية. بداية تم التحاقي بالبرنامج عن طريق الترشيح من قبل المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لحضور برنامج تنمية المنشآت الصغيرة، والعمل من المنزل للمرأة السعودية، وكانت مدة البرنامج 22 يوما، ولم تواجهني أي عقبات- ولله الحمد- في الانضمام للبرنامج، فقد تم تغطية مصاريف المحرم المرافق واستكمال الإجراءات من قبل المؤسسة العامة وجايكا، وكان الهدف الذي انطلقت منه التعرف على المستجدات في موضوع المنشآت الصغيرة والعمل من المنزل خصوصا، وأن اليابان من الدول التي قطعت شوطا كبيرا فيه، بالإضافة إلى الرغبة في التطوير الذاتي ونقل الخبرة لاحقا لبنات الوطن في المجال الذي سأعمل فيه لا حقا.
استغرقت الرحلة يومين تقريبا حتى وصولنا إلى مركز جايكا في مدينة (كيوشو)، وقد كانت رحلة شاقة جدا، حيث استقلينا أربع طائرات حتى وصلنا إلى وجهتنا، بدأت الرحلة أنا وابني ماجد من جدة الساعة السادسة صباحا يوم الأحد الموافق 20-1-1427هـ إلى الرياض، ثم إلى دبي ثم إلى أوساكا باليابان ثم الإقلاع إلى كيوشو والوصول أخيرا لمقر جايكا.
مستوى التدريب
تحدثت الأستاذة بسمة عن مستوى التدريب قائلة: مستوى التدريب لم يكن مفاجئا لكوني أعمل في حقل التدريب فلم تكن أساليب التدريب غريبة علي، إنما اختلاف البيئة فقط وتعلم طرق جديدة في القدرة على إيصال الرأي ووجهة النظر إلى أفراد يختلفون عنك في التوجهات والقيم والمعتقدات ثم النجاح في ترك انطباع إيجابي لديهم هذا هو التحدي فقط، كما تمنينا لوكان التدريب في شكل ورش عمل أو دورات حيث إن التدريب ركز على الجانب المعرفي والنظري أكثر من الجانب العملي التطبيقي، وقد تم توضيح ذلك في أوراق التقييم التي سلمت إلى مقر جايكا بطوكيو في نهاية البرنامج، حتى يتم تطوير البرنامج مستقبلا وإعادة تصميمه وفق الاحتياج الحقيقي. كما أفادت بأن أشياء كثيرة لفتت نظرها خلال الزيارة منها: الدقة والتفاني وحب العمل، وروح الجماعة والعمل بأسلوب الفريق، إضافة إلى الاحترام الذي يسود تعاملاتهم مع بعضهم بعضا ومع الآخرين، أيضا النظافة في الأماكن والشوارع وحتى الخلفية منها، كذلك النظام والتطور المذهل في التقنية والبنية التحتية الحديثة التي توفر التنقل والتواصل لعدد 126 مليون مواطن ياباني بسلاسة وراحة فائقة).
وحول مردود هذه الدورة أضافت: (كان البرنامج جديدا في الفكرة ومثيرا، نظرا للفرصة التي قدمها في التعلم والاحتكاك بالخبرة والاطلاع على آخر المستجدات، والحضارة اليابانية ودور المرأة اليابانية في مجتمع عانى من إقصاء المرأة لفترة طويلة، وغيب دورها الفعال في المساهمة بتطور المجتمع. والمجتمع الياباني يعتبر من المجتمعات المحافظة والهادئة التي تتشابه إلى حد كبير مع مجتمعاتنا العربية المحافظة.
تبادل معرفي
بعد العودة كان من المفترض تهيئة الفريق المبتعث لحضور البرنامج، البدء بتطبيق ما تم، ولكن سيتم ذلك بعد تجهيز أماكن العمل في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بجدة ولكل سيدة منا حسب المنطقة التي تتبعها التي يجري الإعداد لها إلى الآن.
وعن النشاطات ومدى إسهامها في تحقيق رسالة جايكا لتنمية التعاون المشترك قالت:
هذه النشاطات المشتركة التي تتم بالتعاون مع جايكا تساهم بشكل مثمر في تعزيز التبادل المعرفي بين البلدين، وتساهم في إكساب الفئة المستهدفة مهارات جديدة، كما أن الفريق المرشح لهذا البرنامج الذي ينفذ لأول مرة للسيدات السعوديات، له خبرة في مجال التدريب وبعضهن لديهن الخبرة في مجال المنشآت الصغيرة.
والعلاقة ما زالت مستمرة مع جايكا، فهم يتواصلون معنا عن طريق النشرة الشهرية التي تصدر عنهم ويرحبون باقتراحاتنا، كما أشادت بدور السفارة السعودية في طوكيو بقولها:
كان للسفارة دور كبير في نجاح البرنامج، فقد تم لقاؤنا بالسفير فيصل طراد وحرمه قبل يوم من مغادرتنا المملكة، وكان لترحيبهم ورعايتهم الأثر الكبير لدى الوفد السعودي، كما ذهلنا من عدد العرب والسعوديين وأسرهم المبتعثين أو الذي يدرسون، فالبيئة هناك على الرغم من الازدحام في طوكيو آمنة ومريحة وتشجع على التعلم، كما أن رجل الشارع الياباني يحترم الزوار والأجانب ويساعد بطريقة لافتة، هم يتخلقون بأخلاق الإسلام ومكارمه ولكن بديانات وعقائد تزيد عن 200 ألف ديانة ومعتقد، إنما القيم الجميلة التي لديهم تغلب على الخواء الروحي الذي يعيشونه، وذكرت الأستاذة بسمة موقفا جميلا ما زال عالقا بالذاكرة: قابلنا سيدة لمدة ساعتين في ورشة لتصنيع القبعات التي تملكها في مدينة ( فوكوكا)، عمرها 75 عاما ولا تتحدث الإنجليزية، وكانت تكسو وجهها ملامح الطيبة والحنان، وكانت مذهولة فهي لا تعرف أصلا أين تقع السعودية، وأريناها الموقع على الخريطة التي معنا، كانت المترجمة تقوم بالترجمة من الإنجليزية إلى اليابانية وبالعكس.
جلست تخبرنا كيف بدأت من الصفر في تصميم وصناعة القبعات والآن باتت معروفة في وسط عروض الأزياء داخل اليابان وفي الدول الأوربية وأمريكا، فالشعب الياباني أخذ من الشعب الإنجليزي في عصر الانفتاح التقليد الإنجليزي في لبس القبعات في الحفلات المسائية وسباقات الخيل، فالمرأة اليابانية حريصة جدا على أناقتها وتلبس دوما وترتدي دوما الماركات العالمية، حتى الفتاة العادية واللاتي شاهدنا منهن الكثير خلال جولاتنا.
بعد ذلك ودعتنا سيدة القبعات بالهدايا والدموع التي تفصح رغم عجز اللغة، عن المودة والإعجاب بما حققناه في بلدنا، ما زلت أتذكر تلويحها لنا بالوداع ونحن نستقل سيارات الأجرة، وتمنيت من كل قلبي لو هدى الله أناسا كثيراً منهم للإسلام.
مركز تنمية المنشآت الصغيرة وجايكا
د. عبد العزيز بن إسماعيل العبد العزيز مدير عام مركز تنمية المنشآت الصغيرة تحدث بدوره عن مشروع التعاون القائم بين جايكا والتعليم الفني والتدريب المهني قال: بالنسبة للعلاقة بين التعليم الفني والتدريب المهني فهي علاقة قديمة جدا، وكانت سابقا مقتصرة على الجانب الرجالي فقط، وشملت العلاقة الجانب النسائي بتوقيع وإنشاء المفاهمة التي تمت بين وزير التخطيط د. خالد القصيبي ورئيس الوزراء الياباني السابق، ففي إحدى زيارات معالي الوزير تعرف على برنامج HOHO)) يتيح للمرأة العمل عن بعد أي من خلال من المنزل، وقد أعجب بهذا البرنامج، وتحدث مع الجانب الياباني بخصوص نقل التجربة اليابانية إلى المملكة، بعد عودته للمملكة تشاور مع الوكلاء واقترحوا عليه أن يأخذ التعليم الفني زمام المبادرة، وقمنا بعد ذلك بالاجتماع مع اليابانيين وتوصلنا لاتفاقية حول كيفية نقل الخبرة من اليابان إلى المملكة عن طريق إرسال مدربات سعوديات إلى اليابان .
وعن المعايير في اختيار المدربات وتخصصاتهم أوضح:
لا توجد عندنا حتى الآن متخصصة في مجال المنشآت الصغيرة، لذلك ركزنا أن تكون لدى المدربة أصول وأسس التدريب، وأن يكون لديها خلفية عن الاقتصاد، حاولنا أن يكون عدد المدربات 13 مدربة في الدفعة الواحدة بعدد المناطق الإدارية في المملكة، بحيث يتم ترشيح من كل منطقة إدارية واحدة، لتنقل التجربة بعد ذلك لمنطقتها من خلال التدريب، بحيث نؤهل الفتيات الراغبات بالعمل الحر ليصبحن سيدات أعمال، نعلمهم (المنظومة السعودية) وهي مسجلة تحت اسمي دوليا، وقد صممتها بحيث نأخذ الفتاة السعودية من الألف إلى الياء، وندربها التدريب الجيد، ودراسة الجدوى ونساعدها في الحصول على التراخيص لمشروعها، ونمولها تمويلا كاملا ثم نقدم لها الاستشارات الفنية التي تحتاجها.
المجموعة الأولى التحقت بها أربع سيدات، ونحن الآن في طور إعداد المجموعة الثانية.
صعوبات الرحلة
وحول الصعوبات التي واجهت الملتحقات بالبرنامج قال:
الصعوبة تكمن في إجراءات المحارم، والتكاليف المادية الكبيرة التي ترتبت على ذلك، فالوكالة قامت بالتكفل بالمدربة لكن المحارم نحن من قمنا بالتكفل بهم. وعن تقييمه للتجربة الأولى أفاد:
بعد الزيارة أخذنا التجربة اليابانية وقمنا بتقييمها، ووجدنا أنه لا بد من إعادة بناء البرنامج مرة أخرى بما يتوافق مع المرأة السعودية في المملكة، لأن الزيارة السابقة ركزت على الجانب النظري أكثر من العملي.
كما أن هذا البرنامج لأول مرة يطبق في تاريخ جايكا، كما أنه لأول مرة يطبق لسيدات سعوديات من أجل التدريب على المنشآت الصغيرة، ونحن خضنا التجربة الأولى مع جايكا، وبعد ذلك قاموا بعمل المناهج ليفتتح هذا البرنامج في عدة دول بعد ذلك.
فقد استفادوا منا كثيرا لكونها التجربة الأولى، فأعطيناهم خلفية عن السوق السعودي، واحتياجات سيدة الأعمال السعودية، وكيفية إنشائها لمشروعها، وقد أعطيناهم النموذج السعودي المتكامل، وكان هذا بحد ذاته إنجاز لنا، وإن شاء الله تكون التجربة القادمة أفضل.
نطمح إلى الزيادة
ورأى د.عبدا لعزيز أن الأعداد التي تم تدريبها لا تلبي التطلعات والخطط المرسومة. وفي هذا الجانب يقول:
نطمح إلى تدريب 13 مدربة من 13 محافظة بالمملكة، لتعود بعد ذلك وتدرب كل واحدة منهن 25 متدربة، لأجد بعد ذلك 325 متدربة سنويا، أنا أطمح لتدريب 50 مدربة في السنة، لأحصل على 150 مدربة خلال ثلاث سنوات.
بعد عودة المدربات واقتصار الدورة على التعليم النظري، وهم لا يلامون حقيقة لأن هذا البرنامج يطبق للمرة الأولى، وجدنا أن المدربات لم يستفدن تلك الفائدة الكبيرة ليقيمن الدورات، وهذا مثل لنا خسارة كبيرة بالنسبة لنا. لذلك كثفنا اجتماعاتنا مع جايكا لنغير البرنامج السابق لتكون الاستفادة أكبر في السنوات القادمة، وستذهب الدفعة الثانية وهن خمس سيدات، ومازلت أصر على الزيادة في كل دفعة إلى 13 مدربة ببرنامج نحن وضعناه.
وحول مشروع التعاون بين جايكا وبين وزارة الصحة لتطوير التعليم التمريضي الخاص بالممرضات أوضحت د. منيرة بنت حمدان العصيمي:
المشروع بدأ منذ عام 1999م، وكانت بداياته فرصة لتدريب بعض الممرضات السعوديات للاطلاع على نظام التعليم، ونظام العمل التمريضي في دولة اليابان، وفي الفترة الأخيرة عقد بيننا وبين جايكا عقد لمدة ثلاث سنوات السنة القادمة ستكون الأخيرة بإذن الله، لدراسته وتقييم مراحله السابقة، إذا رأينا أن يستمر فسيستمر، ويمكن أن يستمر بتوجه مختلف عن التوجه الحالي، وكان الهدف من هذا المشروع تطوير وزيادة معرفة التمريض السعودي والاطلاع على تجربة التمريض الياباني، فالتدريب يتم حسب الهدف من المشروع، فالهدف الأساسي هو تأهيل مجموعة من القيادات بحيث يكتسبون الخبرة اليابانية ويطورونها مع ما يتماشى مع النظم والسياسات الصحية عندنا.
فرصة نادرة
كما أوضحت د. منيرة أهمية التواصل الدولي:
التواصل الدولي مهم جدا، فهو يعطي فرصة ليوسع الشخص من آفاقه، ويعزز روح التعاون بين الدول، كما يساعده على التعرف على نظم وتشريعات مختلفة في دول أخرى، كما يجعله يتطلع للأمام في تقديم أية خدمة يتطلبها العمل، ويطور من مهنته، ويعلم بأي مسار متقدم وبأي مسار متأخر، وهذا من شأنه أن ينهض للأفضل، بحسب ما يتماشى مع سياسة دولته، وحول المعايير التي ترتكز عليها وزارة الصحة في اختيار المتدربات وتخصصاتهم أفادت: يجب أن تكون المتدربة سعودية، وأن تكون حاصلة على بكالوريوس في التمريض أو ما يعادله من خبرات وخاصة خريجات الكليات الصحية، وأن تعمل في مجال قيادي الإشراف التمريضي أو في مجال التعليم التمريضي.
واختيارنا للقيادات يأتي في إطار اهتمامنا أن من يمثلنا في دولة اليابان يجب أن يكون على قدر من الوعي والعلم والخبرة، وحتى يصقلوا التجربة السعودية من خلال احتكاكهم باليابانيين.
عطاء ملموس
وأوضحت بدورها مدى تجاوب العنصر النسائي مع البرامج الرامية لتنمية القطاع الصحي بالمملكة حيث قالت:
القطاع التمريضي في السنوات الأخيرة أصبح عطاؤه ملموسا، وكذلك تواجده في القطاع الصحي، والقطاع التمريضي أصبح يقدم خدمة يعتمد عليها في المجال الصحي، وبالنسبة للبرنامج في دولة اليابان هناك حماس من قبل الأخوات للالتحاق به، لتطوير أنفسهن.
وعدد المبتعثات لليابان 33 متدربة إلى عام 2005م، أيضا هناك مجال للاستفادة الداخلية من خلال دعوة مجموعة من هيئة التمريض سواء كن في مجال الخدمات أو التعليم بالتواجد في السعودية، وطرح فكرتهن وتجربتهن اليابانية على القطاع الصحي التمريضي السعودي، وإعطاء فرصة للأخوات اللاتي لا يستطعن السفر خارجا، ليلتقين بالكوكبة اليابانية، لتبادل الخبرات وإقامة ورش العمل والندوات، وعادة ما تقام ندوة عامة تبث على الأقمار الصناعية الستالايت الاتصال المرئي إلى مختلف مناطق المملكة.
وحول إسهام القيادات النسائية المبتعثة بعد العودة في نقل التجربة اليابانية أوضحت:
بحسب التدريب الذي تلقينه، فهناك التدريب الخارجي في اليابان ويتم تطبيق ما تعلمنه في ثلاث مناطق، مجمع الرياض الطبي، ومستشفى الملك فهد في جدة، وفي منطقة الدمام. التدريب الداخلي يتم من خلال حضور الندوات وورش العمل ويتم اقتراحها حسب الاحتياج المحلي.
توسيع المجال
وعن الخطط المستقبلية لتوسيع دائرة الابتعاث لتشمل أعدادا أكبر من المتدربات قالت:
البرنامج الحالي لا يسمح سوى للابتعاث لدولة اليابان، ونحن نطمح للابتعاث خارج دولة اليابان، وحاولنا ألا نجعلها مقتصرة على مدينة معينة، قضت خلاله المتدربة ثلاثة أسابيع في اليابان، في جو نسائي حرصنا أن يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا حتى وهن خارج البلاد.
في نهاية الحوار عبرت د. منيرة عن طموحاتها وتقييمها للمرحلة الماضية:
المرحلة الماضية أعطت فرصة للاطلاع على التجربة اليابانية من الناحية التعليمية أو مستوى الخدمات في التمريض، أنا شخصيا أطمح إلى الوصول إلى أكثر من هذه المرحلة، في الفترة الماضية كنا نتلقى ونستمع، وفي العقد الأخير صرنا نشارك مشاركة فعلية بالنسبة للخطط السنوية التي نضعها، فالدولة تقترح احتياجاتها، وبعد ذلك نتناقش مع اليابانيين ومدى الاستفادة من الاقتراحات المقدمة، فالجانب السعودي يشارك بنسبة 50% من العمل المشترك بيننا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|