يدخل حارس الوردية الليلية العميل آنتون في صراع ضد زافولون، قائد جماعة السود، الذي قام باختطاف أبنه ياجور واستمالته ليكسبه في صفه ضمن دائرة النزاع القائمة بين أبيه وبينه.
وعندما ييأس من استعادة ابنه لصفه مرة أخرى يبدأ آنتون في البحث عن الطبشورة المسحورة، التي حسب الأسطورة القديمة يمكنها تغيير الماضي في أذهان الناس.
والفيلم هو الجزء الثالث من السلسة حيث سبقه إلى دور العرض فيلما (حارس الليل) و(حارس الظلام).
والفيلم يعود في الأصل إلى روسيا حيث تم إخراجه وتم عرضه أيضاً هناك لاقى نجاحاً كبيراً عام 2004، على العكس مما حدث في دور العرض الأمريكية حيث لم يحقق نفس النجاح ربما بسبب عوائق اللغة، وربما أيضاً لأنه لعب على قيمة الصراع بين الخير والشر الأزلية ولكن بطريقة مبالغ فيها إلى حد كبير. الأمر الذي سبب بعض التشويش للمتفرجين.
مصاصو الدماء
يبدأ الفيلم أحداثه في زمننا هذا من روسيا حيث يجد المشاهد البطل آنتون وهو يقوم بتدريب الحارسة الجديدة (زفيتلانا) لتصبح أحد اعضاء فرقة حراس وردية الليل.
تلك الفرقة التي تقاوم جيشا من مصاصي الدماء يسمى جيش الظلام بقيادة زافولون.
وبينما هم يلاحقون أعداءهم من المتحولين يفاجأ آنتون بأن أبنه ياجور قد انضم إليهم.
يبدأ آنتون بذلك في البحث عن ما يسمى بالطبشورة المسحورة، التي تقول الأسطورة إنها تكتب الماضي مرة أخرى وتعيده للحاضر، حيث ستلعب دوراً كبيراً في الصراع الدائر بين الطرفين.
من ناحية أخرى يحاول زافولون جاهداً استغلال الابن لمحاربة أبيه.
وبشكل عام فإن هناك هدفا رئيسيا يسعى اليه آنتون وهو إنقاذ المدينة وحمايتها من جيش الظلام الذي يرغب بدوره في تدميرها.
الحقيقة أن آنتون هو مركز الفيلم وهو المحرك للأحداث طوال الفيلم رغم أنه ليس البطل الوحيد.
ويظل هو مركزاً للأحداث حتى يتهم بقتل أحد أفراد جيش الظلام الذي يحاربه.
تلك الجريمة التي يعاقب عليها بالموت في عرف جيش الظلام.
وعندما يبدأ في الدفاع عن نفسه يكتشف أن ابنه هو القاتل الحقيقي.
وعندها تزداد مهمة إنقاذ ابنه من جيش الظلام تعقيداً.
أما خط الصراع الحقيقي فيصل إلى ذروته بين آنتون وزافولون في مشهد عيد الميلاد الذي يقيمه جيش الظلام لابن آنتون في أحد معاقلهم، حيث يقرر آنتون الوصول لأبنه في تلك الليلة لإنقاذه.
وعندها يتحول في شكل فتاة تقوم ببعض العمليات بالقرب من مقر جيش الظلام حتى يتمكن من الدخول.
مؤثرات رائعة
قد يرى البعض أن القصة ليست على قدر من الجاذبية تكفي لإحضار الجماهير إلى دور العرض، لكن المخرج بيكمامبيتوف، مخرج الفيلم في أجزائه الثلاث تمكن من تقديم هذه القصة في قالب رائع من المؤثرات البصرية المبهرة والصوتية أيضاً.
مثال على ذلك مشهد اخت (زافولون) قائد جيش الظلام وهي تقود سيارتها فوق جدران أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة موسكو.
هذا بالإضافة إلى تمكنه من ربط جميع الخيوط والأحداث في الفيلم ببعضها في النهاية، بالرغم من احساس المتفرج بتباعد أطراف القصة في البداية.
من ناحية أخرى يمكن القول أن المخرج الروسي قد أضاف بعض اللمسات الرومانسية والعاطفة حتى الأبوية منها إلى الفيلم وذلك بهدف إضفاء الروح الإنسانية للعمل السينمائي.
فمشاهد قلق البطل آنتون على أبنه ومحاولاته المستميتة لاسترداده لا تخلو من تعبيرات الأب الحنون.
تماماً مثل تلك القصص التي يكون فيها الوالد رجل شرطة بينما يكون ابنه من الخارجين عن القانون حيث يقع الأب في حيرة من أمره في تصرفه حيال ابنه.
وهذا هو الحال بالنسبة لهذا الفيلم حيث يحارب آنتون جيش الظلام لحفظ الأمن في المدينة بينما أبنه أحد أفراد هذا الجيش.
كما لا يمكننا أن نغفل علاقة الحب التي نشأت بين آنتون نفسه وبين الشرطية الجديدة التي يشرف على تدريبها وكيف كانت مخلصة لعملها، وله أيضاً، في مساعدته لاسترداد ابنه.