لتفترض أنك قد ضللت طريقك وفقدت وأنك ظللت تمشي على قدميك في صحراء قاحلة خالية وغابرة. وقد بدأت قواك تضعف ولم تعد قدماك تستطيعان على حمل جسمك الضعيف لأنك عطش كل ما تريده شربة ماء، وبينما تبحث لاحت لك من بعيد شجيرات أشواك حولها قليل من الماء جريت مسرعاً وكببت عليه ترتشفه وقد نسيت بإرادتك أن الماء عكر مر ومع هذا شربته وحمدت ربك عليه.
هي كذلك إساءة الغير لك كالماء العكر تستطيع بإرادتك أن ترتشفها أي تقابلها بالعفو ثم تحمد الإله بعفوك الصادق فتشعر بالراحة العظيمة التي يشعر بها من نراه يحمد الله في كل حال.. فلا تحرم نفسك التواقة للسلام والراحة وأشغلها بالبحث عن ما فيه الاستزادة من جميل الأقوال التي تساعدك في العفو عن سوء الأفعال.. وجلّ من لا يخطئ..
يقول الإمام الشافعي:
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداوات
وقد قال أحد الشعراء:
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب
وإن كثرت منه إلي الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة
شريف ومشروف ومثل مقاوم