من أعجب أشجار العالم وأشدها غرابة.. ليس لها مثيل ولا يعرف لها قرين وحيدة عصرها وفريدة زمانها تزرع بذرة وتسقى على مدار الساعة.. تعاهد بالعناية وتواصل بالرعاية.. جهود عظيمة على مدى أربع سنوات كاملة!! ومع هذا فلا يظهر من هذه النبتة العجيبة طيلة هذه السنوات إلا 10 سم فقط!!! وفي السنة الخامسة تتغير الأمور وتتبدل الأحوال وتجني ثمرة الصبر وتذاق حلاوة المثابرة والاجتهاد! حيث يصل طول هذه النبتة في السنة الخامسة إلى 18م فقط في خلال سنة!!
أي صبر وأي مثابرة! أي همة عالية وأي عزيمة قصية! وأي عطاء قدمه ذلك المزارع وهو لا يرى أي تقدم لجهده في الأربع سنوات الأولى!
تذكرت قصة هذه الشجرة العجيبة عندما شكى لي أحد الآباء الكرام كيف أنه قد اجتهد في تربية أبنائه الصغار دون ثمة نتيجة تذكر!.. وتذكرت هذه القصة وأنا أسمع إحداهن تشتكي أنها تقدم في مدرستها الكثير وتبذل ما في وسعها دون أن ترى أثراً!
وتذكرت الكثير والكثير الذين يريدون أن يتغيروا بين عشية وضحاها دون بذل أو تعب أو جهد!
تذكرت الكثير الذين يريدون أن تُحل مشاكلهم المعقدة خلال لحظات وقد أمضوا سنين ينسجون خيوطها ويربطون عقدها! وآخرون يريدون منصباً ويريدون عائلة سعيدة متماسكة يريدون تميزاً يريدون دخلاً كبيراً وكل هذا بين عشية وضحاها يريدونه في لمح البصر ولمع البرق!
هي أحلام نائم وأحاديث مُنى وتمسك بحبال الهباء.. إن معادلة النجاح في الحياة لها طرفان رئيسان الأول هو القرار المناسب والثاني هو الانضباط, والمفارقة أن الكثير يفلح في الوصول إلى القرار السليم ولكن غالباً ما يتخلف الطرف الآخر وهو الانضباط والمثابرة مما يعني تهاوي وتفكك معادلة النجاح وقد صدق جبرانحين قال: (للعظيم قلبان قلب يتألم وقلبٌ يتأمل).
وأخيراً تذكر أن كفاحك اليوم وصبرك ومثابرتك هو الثمن الذي يجب أن تدفعه لانتصارات الغد وأن عمل اللحظة هو سقيا شجرة التميز والتفوق وقريباً سيسعفك الدهر بمرادك وستنقاد لك أعناق الآمال وستخصب زروع أمانيك التي قريباً في حياتك ومضة قلم النجاح عبارة عن 1% إلهام و99% صبر وجهد وعرق.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244