ما الحمى وكيف تحدث؟
هي الحالة التي ترتفع فيها درجة حرارة الجسم فوق 37 درجة، ويمكن التأكد من وجود الحمى بالفعل، وأن درجة حرارة الجسم ترتفع عن 37 درجة مئوية بقياس درجة حرارة المريض باستخدام الترمومتر العادى؛ مما يشير إلى وجود مشكلة صحية. ولا تعتبر الحمّى مرضاً في حد ذاتها بل هي تكون نتيجة تلك المشكلة الصحية, وتعتبر الحمّى التي ترتفع فيها درجة الحرارة بسرعة علامة تشير إلى أن الجسم في حالة دفاع عن نفسه ضد عدوى ما, وتؤدى تلك العدوى إلى إفراز مادة تسمى البيروجين pyrogen تفرزها خلايا الدم البيضاء الدفاعية، وتستجيب مراكز المخ المسؤولة برفع درجة حرارة الجسم؛ فإذا انتصر الجسم في هذه المعركة تهبط درجة حرارة الجسم ولا تستمر الحمى طويلاً, أما إذا انتصرت العدوى فتظهر هنا أعراض المرض واضحة, وتختلف المعركة بين الجسم والعدوى طولاً؛ فهي تمتد من فترة حضانة طولها من 2 إلى 4 أيام في حالات أدوار البرد العادية إلى فترة يبلغ طولها 18- 21 يوماً في حالات الحصبة.
الحمّى والأطفال
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم السريع المفاجئ في حدوث نوبات مرضية شديدة من الحمى، وهو من الأمور المنتشرة الخطيرة، خاصة بالنسبة للأطفال، ومع هذا فتلك النوبات من الحمى لا تعد خطيرة إذا استمرت فترة لا تزيد على 10 دقائق, وهي ترتبط بحالات الصرع فقط في نسبة لا تتجاوز 2-4 % من الحالات.
حالات الحمّى طويلة الأمد وأسبابها
أولاً: أسباب أصلها عدوى ما: إذا طالت مدة استمرار حالات الحمّى أكثر من أسبوع دون سبب معروف فهي تعرف باسم الحمى طويلة الأمد أو pyrexia ولا يمكن تشخيصها بسهولة في هذه الحالة, وقد يرجع سببها إلى مرض ذي فترة حضانة طويلة مثل مرض الالتهاب الكبدى من النوع A أو أنواع غير معتادة من حالات الالتهاب الرئوي أو الدرن الرئوي أو إصابة بالقلب، كما قد يرجع سببها إلى وجود خراج مزمن بالبطن؛ ففي هذه الأيام قد يصاب الإنسان بأمراض بسبب انتقاله وسفره من دولة إلى أخرى بسبب التغير في المناخ أو في نوعية الطعام أو بسبب التلوث، ومن أمثلة هذه الأمراض الملاريا والتيفود.
* ثانياً: أسباب أخرى خلاف العدوى: هناك أسباب أخرى للحمّى ليس من ضمنها العدوى مثل حدوث تدمير في بعض الأنسجة، وهذا خلاف الحالات التي تكون فيها مناعة الجسم ذاتية مثل حالات الروماتويد بالمفاصل.
الأعراض
تتمثل الأعراض العامة للحمّى في الشعور بالحرارة مع الرعشة والتعرق بصرف النظر عن درجة حرارة الجو المحيطة بالمريض, كما قد يحدث أن يتصبّب المريض عرقاً في الليل خاصة. ومن الأعراض الأخرى للحمى الشعور بآلام في العضلات والعيون، كما أنه عادة ما يصاحب الصداع حالات الحمى.
العلاج
على الرغم من أن الحمّى تعتبر مفيدة؛ حيث تعني أن هناك حالة من الدفاع من ناحية الجسم ضد نوع ما من العدوى إلا أن علاج الحمّى يفيد في تحقيق بعض الراحة للجسم من الأعراض التي تتعبه وتقلل من الشعور بالألم. ويمكن في حالات الحمّى استخدام الكمادات بوضع فوطة قطنية في ماء فاتر مع التخفيف من كم الملابس التي يرتديها المريض مع تغطيته بملاءة من القطن الخفيف لتقليل الحمى, وتعتبر هذه الإرشادات مهمة جداً لضرورة اتباعها للمساعدة على علاج المريض وخاصة الأطفال. ويعتبر الأسبرين مثالياً جداً في علاج حالات الحمّى بالنسبة للكبار، ولكن لا ينصح به بالنسبة للأطفال دون 12 سنة. وتعتبر عقاقير الباراسيتمول paracetamol آمنة لكل الأعمار في علاج حالات الحمى. أما عقاقير الأيبوبروفين Ibuprofen فهى فعالة كذلك مثل الباراسيتمول، كما أنها آمنة بالنسبة للأطفال
وفي هذا الإطار يجب الاهتمام بعلاج السبب المرضي للحمى بشكل ملائم باكتشاف نوع العدوى وتحديد العلاج المناسب باستشارة الطبيب.
المريض وتناول الطعام
عادة تصاحب الحمى أعراض أخرى تختلف بحسب السبب المرضي الذي أدى إلى حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم من الأصل؛ ففي غالب الأمر إذا كان السبب الكامن وراء المشكلة هو عدوى فيروسية مثل أدوار البرد أو الإنفلونزا يشعر المريض عادة بعدم الرغبة في تناول الطعام، وعلى الرغم من أن الكبار لن يحدث لهم ضرر كبير في حالة عدم تناولهم وجباتهم المعتادة ليوم أو يومين، لكن من الضرورى الحفاظ على تناول كميات مناسبة من السوائل، كما أن المريض سيشعر بتحسن أكبر إذا استطاع تناول شيء مغذ مهما كان بسيطاً.
ماذا يتناول المريض؟
عادة لا يستطيع المريض تناول الأطعمة الصلبة؛ لذا تمثل عصائر الفاكهة والخضراوات الطازجة بديلاً ممتازاً في هذه الحالة؛ فهي تتميز بما يلي:
1- أنها ذات مذاق مستحب للكبار والصغار.
2- من السهل الحصول عليها وعصرها ويسهل على المريض ابتلاعها كذلك.
3- يسهل على الجسم هضمها وامتصاصها والحصول على أقصى فائدة منها في أقل وقت ممكن.
4- غنية بالفيتامينات والمعادن المهمة التي تعجل بالشفاء.
وقد ينجذب المريض إلى أنواع من تلك العصائر دون غيرها، لكنه من الأفضل عمل مزيج من أكثر الأنواع فائدة غذائية للحالة المرضية؛ لكي تتحقق أكبر فائدة في التعجيل بالشفاء مثل عمل مزيج من الخضراوات أو الفاكهة بحيث نحصل على مزيج من فيتامينات A وC وH فالخضراوات أو الفاكهة المحتوية على البيتاكاروتين تحتوي على كل من فيتاميني C وA وهذه هي ما تسمى الفيتامينات المضادة للأكسدة التي تساعد على مقاومة التدمير الذي تسببت في حدوثه الجزيئات الحرة كما تعزز هذه الفيتامينات مقاومة الجسم للمرض.
ماذا يتناول المريض إذا شعر ببعض التحسن؟
إذا شعر المريض بنوع من التحسن في حالته الصحية العامة يمكنه محاولة تناول بعض أنواع الخضراوات والفواكه التي تناول عصائرها من قبل، ولكن في صورتها الكاملة، سواء طازجة أو مطهوة طهواً خفيفاً, ومن أمثلة هذه الخضراوات والفواكه الغنية بالبيتاكاروتين (فيتامين A): المشمش والمانجو والجزر والبطاطا الحلوة والفلفل الأحمر والجرجير المائي والبروكلي. أما الأغذية الغنية بفيتامين C فتشمل الموالح والفراولة والتوت والكيوي والبروكلي والخضراوات ذات اللون الأخضر.
ومن الأغذية التي تفيد في مقاومة العدوى عامة الثوم والبصل؛ لذا ينصح بوضعهما في الاعتبار مع الوجبة الغذائية، وإضافتهما إلى الطعام المطهو أو إلى السلطة.
نصائح غذائية عند الشعور بتحسن أكثر
- إذا شعر المريض ببداية الصحة أو بتحسن تدريجي أكثر أو بدأت درجة حرارته في الانخفاض يفضل تناوله وجبات خفيفة سهلة الهضم مع ابتعاده التام عن الأطعمة الدهنية أو المقلية.
- عندما لا يشعر المريض بشهية في تناول الطعام فمن الأفضل له التركيز على تناول الأطعمة المغذية بدلاً من ملء معدته بالأغذية المحسنة أو الأغذية عالية التجهيز التي تقل فيها القيمة الغذائية إلى درجة كبيرة.
- من المهم جداً تناول الكثير من السوائل، ولكن العصائر وشاي الأعشاب مفضلة بشكل كبير على المشروبات المثقلة بالكافيين مثل القهوة والشاي والكولا والمشروبات الغازية المحلاة.