من النجوم الشباب الذين تمكنوا من قلب كثير من المفاهيم السينمائية السائدة، قدمت أعمالاً حفرت اسمها على ذاكرة المشاهدين، تخطت مراحل البدايات معتمدة على أعمال متميزة منذ بداياتها في الفوازير حتى وصولها إلى البطولة المطلقة، إنها النجمة نيللي كريم التي حدثتنا حول نجاحاتها وبعض رؤاها وآرائها..
* منذ بداياتك تألقت في فوازير رمضان نريد أن تحدثينا عن هذه التجربة بعد مرور كل هذه السنوات؟
- الفوازير كانت بدايتي الحقيقية، وقتها كان لابد أن يداخلني شيء من الخوف، لأن الفوازير كانت من أساسيات المشاهدة الرمضانية ثم إن المشاهد كان قد تعود آنذاك على الرائعتين نيللي وشريهان، فدخلت التجربة وأنا مصممة على النجاح والتحدي، أعني تحدي نفسي وقد كان النجاح الذي أكدته بالفعل انطلاقتي التي ما أزال حتى الآن أمشي تحت أضوائها.
* ماذا تعنين أمشي على أضوائها هل مازلت أسيرة لذلك الدور؟
- لا أعني ذلك بالضبط إنما أعني أنها هي التي فتحت لي طريق الفن الحقيقي، وعموما لا يمكن أن أظل أسيرة لدور واحد مهما كان تأثيره على مسيرتي إذ لابد من أن أتجاوزه إلى تجربة جديدة فرصيد الفنان يتكون تجربة أثر أخرى وهذا ما لا يتأتي إلا بالأعمال التي تضيف جديداً لجديد حتى يتمكن من صناعة تاريخه الفني.
* أيمكننا القول أن نيللي كريم بعد هذه التجارب قد ثبتت أقدامها كنجمة؟
- هذه أشياء ليس لها مقاييس ثابتة فإذا نظرنا إلى الأمر من ناحية الأعمال التي قدمتها فقد قدمت أعمالاً أعتقد حتى الآن أنها مناسبة قياساً على عمري الفني، وقد استطعت أن أصل إلى الجمهور لكن بالنسبة لي فهناك الكثير مما لم أقدمه حتى الآن وأحس أنني أملك طاقات أخرى لم تتفجر بعد، كل ما سبق أقوله بالنسبة للنجاح وعدمه أما النجومية فأعتقد أنها أحياناً تأتي دون جهد وقد ينالها البعض بالصدفة.
* زحام من النجمات والأعمال الجديدة كيف تجدين المنافسة وسط هذا الجو؟
أتعامل مع هذا الأمر بمنتهى البساطة، فأنا أتعامل مع التمثيل باعتباري هاوية أتوقف كثيراً عندما تعرض علي أعمال لأختار منها ما يقدمني خطوة إلى الأمام كما أنني لست مشغولة بالأخريات إلا من ناحية تقديري لنجاحاتهن وأغلبهن صديقاتي والمنافسة بيننا أكثر من شريفة.
* من ناحيتنا نستطيع أن نضعك على القمة مع بعض بنات جيلك ما رأيك؟
- القمة مخيفة، والصراعات ساخنة، لكن كما قلت لك أنا لا أخاف شيئا فمازلت أتعامل مع التمثيل كهاوية، وأشكركم كثيراً على هذه الثقة.
* من ضمن ما يتعرض له الفنان على القمة حرب الشائعات إلى أي مدى تعانين من هذا؟
- تقرأ أحياناً أخباراً تخصك دون أن يكون لها أساس وتكون أنت آخر من يعلم عنها شيئاً ولا أدري من أين يأتون بهذه الأشياء لكني أتعامل معها دون اهتمام.
* مثل؟
- أشاعوا استبعادي عن فيلم التوربيني وهذا ليس صحيحاً إذ إنني وقتها كنت مشغولة بتصوير دوري في فيلم (شقة مصر الجديدة) واعتذرت عن التوربيني بسبب ذلك، ثم أشاعوا ترشيحي لبطولة فيلم مع محمد سعد وهذا أيضاً ليس له علاقة بالحقيقة.
* ربما ذلك لأدائك دوراً كوميدياً مع هاني رمزي في (غبي منه فيه) هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟
- حاولت من خلال الفيلم إظهار مقدراتي في الكوميديا، فالفنان يجب ألا يكون أسيراً لنوع واحد من الأفلام، مع ملاحظة أنني لست كوميديانة بالمعنى المفهوم.
* صنف الفيلم في خانة الأفلام التجارية، ولقي كثيراً من الانتقادات ما رأيك؟
- كما قلت حاولت تقديم شيء مختلف وأنا راضية عنه كما أنني لست مسؤولة إلا عن دوري، وقد نجح الفيلم جماهيرياً بغض النظر عن رأي النقاد.
* هل يعني هذا أنك لا تعيرين النقاد كثير اهتمام، مع العلم بأنهم أشادوا بدورك في (سحر العيون) كثيراً؟
- لا لم أقل أنني لا أعير النقاد اهتماماً فالنقد ضلع أساسي في العملية الفنية ولا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، أما دوري في سحر العيون فقد رأوا فيه أنني تمردت على ملامحي وشخصيتي وقدمت شيئاً جديداً لكن هناك نقطة أحب التوقف عندها وهي أن كثيراً من النقد لو نظرت إليه بصورة موضوعية لوجدته مجرد هجوم يخلو من النظرة الفنية وعلى الرغم من ذلك فإنني أكرر احترامي وتقديري للنقد مهما بلغت قسوته.
* تمارسين بلا شك نقداً ذاتياً مع نفسك ما هي معاييرك الخاصة التي تطبقينها على أعمالك بعد عرضها؟
- بداية أنا لا أنشد الكمال فأي عمل مهما توافرت له ظروف النجاح يظل ناقصاً في ناحية ما وأنظر إلى دوري فيه بمنتهى الموضوعية لأدرس جوانب التقصير جيداً لمعالجتها، والفنان يجب ألا يشعر بالرضى عما يقدمه وإلا فإنه سيصل إلى مرحلة القعود.
* بعد هذا التاريخ الفني المضيء ما هي نظرتك للفن؟
- مغامرة.