* إعداد - محمد شاهين
سجل الفيلم التونسي (كلمة رجال) للمخرج معز كمون اقبالاً كبيراً للاسبوع الثامن على التوالي في العاصمة التونسية لجرأته في طرح مواضيع اجتماعية غير مسبوقة في السينما التونسية وخاصة مظاهر التفكك الاسري.
وحضر الفيلم وهو العمل الروائي الاول لمعز كمون اكثر من خمسين الف مشاهد منذ بداية عرضه مطلع ابريل الماضي في صالات (المونديال) و(اميلكار) و(الهمبرا). واعتبر المخرج التونسي في مقابلة مع فرانس برس ان (سر نجاح هذا الفيلم انه انجز بحب وبصدق وبعمق). واكد انه لم يكن ينتظر هذا الاقبال في اشارة الى ظاهرة القرصنة التي تعاني منها الافلام التونسية والاغلاق المستمر لصالات العرض في تونس.
وأضاف كمون ان (الفيلم نجح في الدفاع عن نفسه دون دعاية)، مشيرا الى انه (تجنب بكل قناعة جميع انواع الاملاءات والوصاية والاغراءات). ويعري الفيلم مظاهر التفكك الاسري وانتشار سلوكيات الخيانة وانعدام الثقة والخوف من الاخر ويقف عند اسباب تردي الوضع الثقافي والفكري والعلمي في تونس. ويؤدي ادوار البطولة في الفيلم الذي وضع له الفنان التونسي لطفي بوشناق الموسيقى التصويرية الممثلون جمال ساسي وفتحي مسلماني ورمزي عزير.
واشاد النقاد بجرأة الفيلم في تناوله ظواهر مسكوت عنها. وشدد الناقد كارم شريف على ان الفيلم (يكتسي اهمية بالغة لانه يكشف بمنتهى الواقعية الظواهر السلبية التي تطال مختلف اوجه الحياة في تونس بعيدا عن الطابع الفلكلوري). ويعتبر الفيلم عودة جديدة لسينما تونسية حقيقية وجادة.
والفيلم انتاج تونسي فرنسي مغربي مقتبس من رواية (بروموسبور) أو (الرهان الرياضي) للتونسي حسن بن عثمان الحاصلة على جائزة الكومار الذهبي التي تمنح سنويا لافضل رواية صادرة في تونس. وحول مشاريعه السينمائية قال كمون الذي يرفض (ان يربط نفسه بنوع معين من التعبير السينمائي) انه بصدد كتابة سيناريو فيلم جديد بعنوان (شهرزاد).