|
العملة الواحدة !!
|
وحدها إسرائيل، بين كل دول العالم، التي لا يملك أحدٌ الحق في فتح ملفاتها ومحاسبتها على جرائمها..
لها أن تعتدي على الشعب الفلسطيني، وعلى أية دولة ترفع صوت الاحتجاج على ممارساتها العدوانية..
***
إسرائيل تحتمي بالمظلة الأمريكية، وهي تتمتع بما لا تتمتع به حتى الولايات الأمريكية من دعم ومساندة لمواقفها رغم ردود الفعل السلبيّة على هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل..
وهو ما أسهم في صلفها وغرورها وعدوانها وتحديها لكل دول العالم، بما في ذلك عدم التزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تصدر عن الأمم المتحدة أو عن مجلس الأمن.
***
والذي يثير الانتباه والاستغراب معًا، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى في عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني ما يستحق التعليق أو الإدانة..
بل إنّ ما هو أدهى وأمَر أنّها لا تمارس حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، إلاّ حين يكون هناك قرار إدانة لإسرائيل.
***
بينما يتسابق المسؤولون الأمريكيون إلى إدانة أية عملية فلسطينية ضد إسرائيل، والقول بأن المنظمات الفلسطينية إرهابية وينبغي تفكيكها..
فضلاً عن ممانعتها في دعم تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الفلسطينيين وإسرائيل، بإجبار العدو الإسرائيلي على الوفاء بما ترتب عليه من التزامات.
***
الولايات المتحدة الأمريكية تنشط فقط حين يكون هناك ما يخص دولاً أخرى مما ترى أهمية معالجته وفق الرؤية الأمريكية، كالموقف من إيران وكوريا الشمالية من موضوع تخصيب اليورانيوم، والتدخل الذي تم في أفغانستان ثم في العراق..
فيما هي تغض الطرف عن امتلاك إسرائيل أسلحة الدمار الشامل، ولا تسمح بأن يتم إدراجها ضمن الدول الرافضة للإفصاح عن قدراتها النووية، أو أن تُطالب بإيفاد مفتشين للوقوف على مفاعلها النووي.
***
هذه هي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية..
إنّها تكيل بمكيالين..
ولا تضع نفسها - وهي الدولة العظمى - بمكان الحَكَم النزيه..
ثم بعد ذلك تريد من دول العالم أن تحترم سياستها وتساندها وتتحدث عن إيجابياتها.
***
لقد أسهمت السياسة الأمريكية الخاطئة في جعل مناطق كثيرة في خارطة العالم تحترق، ويتضرر منها الأبرياء من سكان المعمورة، رجالاً ونساء ومن جميع الديانات ومن مختلف الأعمار..
وما كان ذلك ليحدث، لو تعاملت أمريكا بما تمليه عليها مصالحها ومصالح الآخرين، وانحازت إلى كل موقف يرسخ السِّلم والأمن العالميّين، وتمسَّكت بالسياسات التي ستنال من خلال تطبيقها احترام الجميع.
***
لقد آن الأوان للتفكير الجدِّي بما نراه من صراعات وظلم وبطش في كثير من دول العالم، وبالتالي إيقاف هذا السيل من دماء الأبرياء..
وهذا لا يتحقق إلا حين يقف العالم صفًا واحدًا أمام مَنْ يريد أن يمارس شهوة العدوان على الآخرين وتدمير كل ما هو مفيد وجميل، وعلى أمريكا - تحديداً - أن تتقدَّم الصفوف لتحقيق هذا الهدف.
***
فأمريكا وهي تقود العالم، تستطيع أن تتبنّى سياسات جديدة تضعها في المكان الذي يليق بها، ولا تكون حينئذٍ في حاجة إلى تحسين صورتها..
فهل تكون البداية بتغيير سياستها في الشرق الأوسط، وبخاصة دعمها الأعمى لإسرائيل، إذا هي فعلت ذلك ستملك حب العالم واحترامه، وستكون دولة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عن حق وحقيق، لا بالكلام الذي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
خالد المالك
|
|
|
وهكذا دواليك بطيخ! عبدالباسط شاطرابي
|
قررت أن أختم الصيف ببطيخة (صيفي)، كما قررت أن تكون البطيخة كاملة المواصفات!
المؤشر الوحيد الذي تختزنه خبرتي تجاه البطيخ هو اللون، فإذا كانت البطيخة حمراء فهو الدليل على جودتها، وأما البطيخ البرتقالي أو الذي يميل إلى البياض فهو الدليل على أنك لم تحسن الاختيار!
كنت أقود سيارتي مسرعاً للعودة إلى المنزل في أحد نهارات شعبان القائظة، وما إن اقتربت من مقر سكني حتى استلْفَت انتباهي وجود سيارة (وانيت) واقفة وهي تحمل كميّات كبيرة من البطيخ.
توقفت لانتقاء إحدى البطيخات، وشجّعني على الشراء وجود بطيخة مفتوحة شديدة الاحمرار، حيث سال لعابي وانهارت إرادتي السابقة في عدم الشراء من البائعين الجائلين والعابرين!!
قمت باختيار إحدى البطيخات، وساعدني البائع في الاختيار بعد أن لمس جديتي، وأخرج سكينه كي يقطع جزءاً من البطيخة فأرى بعيني لونها الأحمر الجميل، لكنني منعته من ذلك، حيث كنت واثقاً أن اختياره كان صادقاً، خصوصاً وأن الشبه شديد بين بطيختي التي اخترتها، وتلك الحمراء المعروضة لإسالة لعاب الكثيرين من أمثالي!
أخذت غنيمتي بعد أن دفعت فيها - متذاكياً- عشرة ريالات، حيث طلب البائع خمسة عشر ريالاً، لكنني حرَنْت عند العشرة، فوافق مجاملاً، لتستقر (الحبيبة) في شنطة سيارتي بكل وداعة واطمئنان!
بعد وصولي حملت البشرى لأهل داري بأن بطيخة هائلة بانتظارهم، وقلت لهم بأن يهيئوا أنفسهم لمِسك الختام، حيث إن الصيف يلفظ أنفاسه، والبطيخ (الحالي) لن يجد له مكاناً في أيام الشتاء التي تطرق الأبواب!
التهمت غدائي على عجل، وانتظرت قدوم (الحبيبة) الحمراء لترطيب الجوف، وما هي إلا دقائق حتى كانت أمامي مقطّعة إلى شرائح، ومتزيّنة بلون شديد الحُمرة وهيئة زاهية تغري بسرعة الإقدام والالتهام!
لن أطيل.. وأدخل مباشرة في (زبدة) الموضوع، فقد كانت المفاجأة العجيبة أن البطيخة بكل نضارها وحُمرتها وإغرائها.. كانت (قرعة) بلا طعم!!
نعم.. ظللت أقلّب الشرائح الحمراء في فمي على أمل أن استطعم طعماً حلواً فلم أجد مرادي أبداً.. أبداً!
إنه الغش الذي ملأ حياتنا.. ليصل أخيراً إلى البطيخ المطلي من الداخل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
shatarabi@hotmail.com
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|