|
بين إعلامين..!
|
طبول الحرب تُقرع من حولنا..
وشن الحرب على العراق اقترب من مرحلة التنفيذ...
ومثلما تجيّش الدول الكبرى رجالها ونساءها لهذه الحروب...
فهي تجيّش رجال الإعلام وبناته لنقل هذه الصورة المعتمة في تاريخ الإنسان..
يحدث هذا من خلال استعدادات إعلامية هائلة لا تقوم بها إلا هذه الدول..
فيما تغيب الدول الأخرى معتمدة على ما يقوله لها هؤلاء..
مع أن موضوع الحرب يعنيها ويمسها في الصميم..
***
والإعلام وقد أصبح ضمن ما يوظف من أدوات لخدمة أهداف الحروب..
باعتماد الدول عليه في إدارة جوانب من حروبها مع الغير..
هذا الإعلام بصورته هذه..
وبالانتشار الكبير الذي نراه..
وبكل ما هو متاح له من إمكانات هائلة..
أين عالمنا الصغير منه..؟
سؤال أطرحه، ونحن على أبواب معركة جديدة...
بانتظار أخرى...
وربما أكثر..
***
إن الإعلام العربي تحديداً...
يحتاج إلى رؤية واضحة تعالج حاضره ومستقبله..
تُستلهم من المتغيرات في عالم اليوم..
ومن السباق المحموم بين الدول إعلامياً لاستثماره في تحقيق ما نريد..
قناعة بأنه لا مكان بين الأمم للنائمين منا..
أو المتخاذلين في إعلامنا عن أداء ما هو مطلوب منهم...
***
وفي كل الأحوال...
وإن اختلفت وجهات النظر..
وتباينت القناعات..
فإن المرحلة تحتاج إلى كثير من التنازلات الإيجابية..
لكيلا يتركنا القطار وحدنا في قارعة الطريق..
بانتظار ذلك الذي لن يأتي أبداً..
++
خالد المالك
++
|
|
|
التاميل.. قبائل غير منزوعة السلاح
|
* إعداد: خالد سيف الدين
التاميل اسم ارتبط كثيرا بالثورة فثوار التاميل يتصدرون نشرات الأخبار في الحروب الأهلية في سيريلانكا التي يحاول التاميل خلالها الحصول على نوع من الاستقلال ضمن حدودهم في ذلك البلد؛ من هم هؤلاء التاميل؟ أين يعيشون؟ ومن أين جاءوا؟ كيف تبدو ثقافتهم؟ ما هي طبيعة حياتهم اليومية؟ وأخيراً كيف يعمل هؤلاء القوم على إدارة شؤونهم الاقتصادية والتجارية؟
في هذه الرحلة المختصرة بعض الشيء نحاول أن نعيش تجربة تاميلية الطابع عبقها يستمد من الساحل البحري الممتد على أكثر من 1000 كلم/ أنفاسه ومن التوابل رائحته.
يمكن تعريف التاميل بأنهم أولئك الناس الذين يتحدثون اللغة التاميلية كلغة أم واللغة التاميلية هي واحدة من لغات جنوب الهند الرئيسية والمسماة باللغات الدرافية التي تسود في ولايات جنوب الهند الأربع تاميل نادو، كيرالا؛ كارنتاكا واندرابراديش. وتعتبر اللغة الدارفية «لغة القبائل الهندية القديمة» هي اللغة الأم لربع سكان الهند وتمتد هذه اللغة إلى أجزاء من الباكستان وإيران ونيبال وأفغانستان الشعوب الناطقة باللغة التاميلية يصلون إلى 60 مليون نسمة.
تعتبر مناطق جنوب الهند وسيرلانكا موطن التاميل منذ بداية تدوين التاريخ والاقليم الذي يغطي ولايات كيرالا وتاميل نادو في الهند كان يعرف قديما باسم تاميزكام حتى حوالي القرن العاشر الميلادي.
وهناك شواهد تاريخية عديدة على وجود وتأثير التاميل في سيرلانكا منذ عصور بعيدة؛ وفي القرن التاسع عشر والقرن العشرين حدثت هجرة من التاميل إلى بعض المستعمرات البريطانية مثل ماليزيا وسنغافورة وفيجي مورويشيوس وجنوب إفريقيا بحثا عن العمل والتوظيف مع الإدارة الاستعمارية البريطانية كما حدثت هجرات بعد الحرب العالمية الثانية نحو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نيوزلندا واستراليا. كما أدت الحرب المندلعة في سيريلانكا إلى هجرة التاميل إلى أكثر من عشرين بلدا حول العالم في أوروبا الغربية.
تعتبر الهندوسية والمسيحية والإسلام الديانات الأكثر اعتناقاً عند شعوب التاميل حيث يشكل الهندوس حوالي 80% من السكان كما توجد عقائد أخرى مثل الجينية والبوذية؛ المسلمون غالبيتهم من السنة.
وللتاميل اعتقاد جازم بأن تاريخهم يمتد إلى حوالي 10 آلاف سنة مضت ويعتقدون أن البحر قد ابتلع أراضيهم مرتين وقام ملوكهم بتأسيس ممالكهم مرة أخرى؛ وأول هذه الأساطير ذكرها الباحث «كالافيجال» وهي ترجع إلى القرن الثامن الميلادي عندما ربطت حضارة التاميل ببعض حضارات ما قبل التاريخ وفي إطار بحثهم عن تعريف حضارتهم اختلف علماء التاريخ في أصلها وكل اعتمد على الآثار المتبقية من الحقب التاريخية المختلفة.
على الرغم من حقيقة أن غالبية السكان في سيريلانكا من السنهاليين إلا أنه يمكن القول إن جزءاً كبيراً منهم ينتمون إلى سلالة التاميل في جنوب الهند عبر عصور متعاقبة من الهجرات السلمية ويمكن الاستدلال على ذلك بأسماء الأنهار في ذلك البلد والمستمدة من كلمات تاميلية مثل كادمبا نادي ماكاندارا نادي غونا نادي غامبيرا نادي الخ.. وقد ذكر البروفيسير دي سيلفا في كتابه تاريخ سيريلانكا أن أول أقوام سكنوا فيها هم الأريان من شمال شرق وشمال غرب الهند كما أن اللغة السيرلانكية من السنسكريت معظم مفرداتها مستمدة من اللغة التاميلية.
سيلان
كانت سيرلانكا قديما تعرف بسيلان بعد احتلالها بواسطة البرتغاليين في القرن السادس عشر حتى تمت تسميتها رسميا بسيريلانكا في 22/5/1972م ويقطن التاميل في المناطق الشمالية، الشرقية من البلاد وإذا كانت لكل لغة ميزتها فإن اللغة التاميلية فهي لغة الإخلاص فقد تأثرت بالديانات الهندوسية والمسيحية والإسلام حيث دخل الإسلام عن طريق التجار العرب وانتشر بعد تزاوجهم مع السكان المحليين.
وكما ذكرنا يقطن شعوب التاميل في ولاية تاميل نادو في جنوب الهند وتحاط بولاية اندرابراديش من الشمال ومن الشمال الغربي ولاية كارنتاكا ومن الغرب بولاية كيرلا ومن الجنوب والشرق خليج البنغال وتبلغ مساحة تلك الولاية 130058 كلم مربع وعاصمتها مدراس التي سميت حديثا بشيناي. يرجع تاريخ التاميل إلى عهد انسحاب الدالاودفيديين إلى الجنوب بعد مجيء الأريان من الشمال وأسسوا الممالك الرئيسية في جنوب الهند وهي ممالك البالافا والجولا الباندياس والجالوكيا وعند دخول المسلمين في حوالي القرن الرابع عشر؛ وأسسوا مملكة قوية عاصمتها في مدراس التي ترجع بعض المصادر الإسلامية تسميتها إلى المدرسة.
يعيش شعوب التاميل حياة عادية تتسم بكثير من المرونة فلديهم اهتمام كثير بالموسيقى والرقص. وبعد نزوح العديد من الشعوب الأخرى نجد أن هنالك لغات عديدة مثل التليقو والملايالم والهندي.
شعوب التاميل يجيدون الطبخ ويعتبر الأرز هو الغذاء الرئيسي عندهم.
مراسم الولادة والزواج والوفاة
يقوم الوالدان عادة باختيار الزوجة أو الزوج حيث يقوم الهندوس بتقاليد تقديم المهر إلى الزوج بدلا من الزوجة وعادة ما يكون بالمال أو الممتلكات مثل المنزل أو ما شابه ذلك ويتم دفع كامل المهر قبل الزواج وعند الهندوس تتم المراسم في معابدهم مصاحبة بالموسيقى وبعد وليمة العرس التي تتكون من الخضروات حيث إنهم لا يأكلون اللحم؛ يقوم الزوج بربط عقد الزواج حول رقبة زوجته بثلاث عقد ترمز كل عقدة إلى الطاعة ويضعون علامة الزواج الحمراء على جبين الزوجة ويتلون بعض ترانيمهم من كتاب الهندوس المسمى «باغويت جيت» وينتقل الاحتفال إلى منزل الزوج حيث يدعو كل طرف أقاربه ويجدر بالذكر أن الزواج من بنت الأخت جائز ومحرم من بنت العم وذلك في عقائدهم المنحرفة.
عند الحمل وفي الشهر السابع يأتي والد ووالدة الزوجة إلى منزل الزوجة في الشهر السابع يأخذون الزوجة معهم حيث يجب أن تتم الولادة الأولى في منزل والد الزوجة أما اختيار اسم المولود فيتم في منزل الزوج.
عند الوفاة يقوم الذين يعتنقون هذه الآراء الضالة منهم بحرق الجثة في مقابرهم وكانت التقاليد الهندوسية الكلاسيكية تقتضي بأن يتم إحراق الزوجة بنار إحراق جثة الزوج ولكن بدأت هذه التقاليد تفقد قوتها شيئاً فشيئاً واستبدلت بأن تلبس الأرملة الملابس البيضاء وتكسر الأساور التي كانت تلبسها وتزيل علامة الزواج الحمراء من على جبينها.
الاقتصاد والمعيشة
تعتبر الزراعة الحرفة الرئيسية التي عاشت عليها شعوب التاميل منذ القدم والمحاصيل التي يزرعونها هي قصب السكر والفول السوداني والحبوب الزيتية الأخرى؛ القطن؛ الموز؛ البطاطس والتوابل، وولاية التاميل لها ساحل طوله 1000 كلم لذا نجد أن الحرف المرتبطة بالبحر لها وجود مقدر مثل الصيد ومزارع الروبيان والسراطين والعشاب البحرية، كما يوجد الحجر الجيري الجرانيت الجبس الجرافيت بالإضافة إلى وجود كميات بسيطة من الذهب والنحاس والمغنطيس البوكسايت. كما توجد صناعات القطن والسكر والمصنوعات الجلدية والنسيج والبتروكيماويات.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|